المؤسسات الصينية المصدرة تواجه صعوبات فى التجارة الخارجية

اختتمت الدورة الثالثة بعد المائة للمعرض الدولي للصادرات والواردات بمدينة قوانغتشو مؤخرا. وبسبب تأثيرات أزمة الائتمان فى أسواق العقارات الأمريكية وارتفاع أسعار العملة الصينية الرنمينبى وغيرها، تواجه التجارة الخارجية الصينية صعوبات لم تشهد مثيلا لها فى السابق. وتعمل المؤسسات الصينية المصدرة على تغيير أنماطها لمواجهة هذا الوضع الصعب.

معرض قوانغتشو الدولي للصادرات والواردات يقام مرتين كل سنة ويعد أكبر مهرجان ضخم شامل فى الصين من حيث التاريخ والحجم و النتائج . وأظهرت الاحصاءات التى أعلنتها الجمارك العامة الصينية أن إجمالى قيمة الصادرات الصينية فى الفصل الاول من هذا العام بلغ 300 مليار دولار أمريكى بانخفاض 5% عما كانت عليه فى نفس الفترة من العام الماضى . بينما أنخفض الفائض التجاري لصالح الصين بمعدل 11% عن مثيله فى نفس الفترة من العام الماضي. حيث تأثرت مؤسسات المنسوجات والملابس التى تعتمد على التصدير بصورة ملحوظة من ارتفاع أسعار العملة الصينية. وبالمقارنة مع الدورات السابقة، انخفضت كمية مشتريات الدول الأمريكية والأوروبية المتطورة بدرجات متفاوتة. لذا، أصبحت كيفية مواجهة المؤسسات الصينية المصدرة هذا الوضع الصعب محور أحاديث الناس. وأكد السيد تشين ده مينغ وزير التجارة الصينى لدى مشاركته فى هذه الدورة من المعرض الدولي أن وضع التجارة الخارجية الصينية ما زال معقولا.

"حسب أرقام الجمارك الصينية من شهر يناير الى شهر مارس الماضى، ظهرت تأثيرات على التجارة الخارجية، ولكنها لم تتجاوز توقعاتنا وما زال الوضع معقولا. لذا، لا داعى للقلق."

ومن أجل مواجهة هذا الوضع الصعب، اتخذت العديد من المؤسسات إجراءات مثل رفع أسعار المنتجات. السيد جيفرى هوشيتر تاجر أمريكي جاء إلى مدينة قوانغتشو لشراء الملابس وشعر بتغيرات الأسعار في الأسواق بصورة ملحوظة اذ قال:

"شهدت أسعار المنتجات ارتفاعا ملحوظا بمعدل 15% حتى 25% منذ شهر ديسمبر عام 2007 وحتى شهر يناير من هذا العام."

السيد محمد الزهرى تاجر يمنى يزور معرض قوانغتشو للصادرات والواردات كل سنة. ووجد أن فترة ثبات أسعار المنتجات قصيرة نسبيا وتصل الى عشرة ايام فقط. حيث قال:

" مع ارتفاع أسعار البضائع، أصبحت المنافسة التجارية قوية جدا. الآن تختلف أسعار البضائع كل عشرة أيام ."

وأكد السيد ليو قوى جونغ مسؤول مجموعة غلانز بمقاطعة قوانغدونغ أنه باعتبارها أكبر منتج أفران الميكرويف فى العالم، تستعد هذه المجموعة لتوسيع الاسواق أضافة الى الاهتمام بألاسواق الهندية والافريقية وأسواق أمريكا الوسطى. إذ قال:

"أهم شىء بالنسبة للمؤسسات القوية هو زيادة شهرة منتجاتها وتحويلها الى منتجات مشهورة فى العالم ".

ويرى المحللون أن المؤسسات الصينية المصدرة تمر حاليا بمرحلة تغيير أنماطها. وبعد أكمال هذه المرحلة الحاسمة، ستصبح هيكلية التجارة الخارجية الصينية أكثر عقلانية.