v الإذاعة السودانية |
v وكالة أنباء شينخوا |
v صحيفة الشعب اليومية الصينية |
v تلفزيون الصين المركزي |
v مركز معلومات الانترنت الصيني |
v سفارة الصين لدى مصر |
v الوكالة الموريتانية للأنباء |
ظلت أفريقيا التي تتجاوز مساحتها 30 مليون كيلومتر مربع تُعتبر مهد الحضارة البشرية. وبفضل بيئتها الطبيعية وحضارتها المميزة، ظهرت بأفريقيا في تاريخ تطور البشر أشكال فنية طبيعية ومفعمة بالحيوية، الأمر الذي وفّر الغذاء الروحي لتطور الفنون المعاصرة. وخلال السنوات ال30 بعد تطبيق سياسة الإصلاح والانفتاح بالصين ومع نمو الاقتصاد الصيني أصبح التبادل والتعاون بين الصين وأفريقيا أوثق، كما لقيت الفنون والثقافات الأفريقية اهتماما بالصين تدريجيا. فبدأت بعض الهيئات الشعبية الصينية تسعى لنشر الفنون والثقافات الأفريقية.
"بهذا الإيقاع جمعوا قواتهم وأسقطوا الملك. ما إن سمع الناس دقّات هذا الطبل حتى شعروا بأهمية الحدث لأنهم عرفوا من خلالها أن أسرة ملكية جديدة ستحلّ محلّ أسرة قديمة."
في مركز تشياو يي الفني ببكين عرّف الدليل الزوار بطبل من الكاميرون. اذا دوّت دقات هذا الطبل في الكاميرون قبل أكثر من 1000 سنة، يعنى ذلك جمع شيوخ القبيلة لإسقاط أو إعدام أمير غير مؤهل لوظيفته.
تعاونت غرفة التجارة الشعبية الصينية الأفريقية والسفارة الكاميرونية لدى الصين ومركز تشياو يي الفني ببكين في إقامة معرض للأعمال الفنية الأفريقية بعنوان "الفنون القديمة والحياة الحديثة". وعُرضت فيه أكثر من 500 عمل فني من أفريقيا مثل المنحوتات الخشبية والحجرية والأدوات الموسيقية وغيرها.
وكانت معظم المعروضات في هذا المعرض من مقتنيات السيد قو دونغ مخطط هذا المعرض. عاش السيد قو دونغ في أوغندا 18 عاما، وأثّر الجو الفني بأفريقيا فيه كثيرا. ويرى أن الفنون الأفريقية عكست طيبعة السكان المحليين بصورة شاملة. وقال:
"أقدّم هذه الأعمال للعرض لتعريف الناس بالثقافة الأفريقية. وفي نفس الوقت ليستفيد مهندسونا ومصممونا وفنانونا من بعض العوامل الأفريقية."
وأضاف السيد قو دونغ أن العديد من الفنانين الغربيين استفادوا من الفنون الأفريقية كثيرا، لذلك يثق بأن الصينيين يستطيعون دمج ذكاءهم والعوامل الفنية الأفريقية بصورة جيدة.
ويرى السيد تشاو شو لين مدير مركز تشاو يي الفني الذي شارك في إقامة هذا المعرض أن التبادل الثقافي بين الصين وأفريقيا سيكون جسرا يربط الصينيين والشعوب الأفريقية. لذلك أقام مركزه معارض خاصة بأفريقيا، ولقي دعما كبيرا من الدوائر الحكومية في الجانبين الصيني والأفريقي.
أقام مركز تشاو يي الفني معرضا للمنحوتات الخشبية الأفريقية الأصيلة في اليوم الثاني بعد افتتاح أولمبياد بكين. وحضر مراسم افتتاح المعرض سفراء ورياضيون نجوم من أكثر من 20 دولة أفريقية مثل كينيا والكاميرون. وكانت معظم المعروضات في ذلك المعرض هي المنحوتات الخشبية الأفريقية في قديم الزمان.
وفضلا عن المعرض، دُعي مسؤولون من الدول الأفريقية وفنانون ومقتنو أعمال فنية صينيون لحضور ندوة، حيث شرحوا للزوار خصائص الفنون الأفريقية وقيمتها. وأُعجب السيد أروما الوزير المفوّض لجمهورية الكونغو الديمقراطية لدى الصين بهذا النشاط الثقافي كثيرا. وقال:
"الأهم أن الزوار يمكن أن يشاهدوا معروضات هذا المعرض عن قرب، الأمر الذي يجعل الناس يجدون أن تلك الأعمال الفنية الأفريقية تتمتع بقيم فنية وعملية في آن واحد."
وأضاف أن في أفريقيا أكثر من 50 دولة، ولكل منها ثقافة مميزة. كما توجد في الصين ثقافات قومية متنوعة. لذلك أمام الجانبين آفاق واسعة للتبادل.
وأوضح الأستاذ تشاو منغ بمعهد الفنون الجميلة بجامعة تشينغهوا أن التبادل الاقتصادي بين الصين والدول الأفريقية ظل واسعا، لكن التبادل الثقافي بينهما قليل نسبيا، معربا عن دهشته وإعجابه بهذا العدد الكبير من الأعمال الفنية الأفريقية الرائعة، ويرى أن دخول الفنون الأفريقية يلعب دورا إيجابيا في تطور الفنون بالصين. وقال:
"إن الفنون الأفريقية تلعب دورا هاما جدا في تطور الفنون المعاصرة في القرن العشرين. وبفضل المعرض المقام في مركز تشاو يي الفني وصلت الفنون الأفريقية الى الصين، أرى أن ذلك يلعب دورا إيجابيا في تعريف الصينيين بالفنون الأفريقية ودفع التبادل الثقافي بين الصين وأفريقيا."
ودُعي السيد كامونتو نائب وزير السياحة والتجارة والصناعة الأوغندي الى مركز تشاو يي الفني لحضور ندوة. وقال إن هدف حضوره الى الصين هذه المرة هو لدفع التعاون بين البلدين في حقلي الصناعة والتجارة، لكنه مسرور جدا بحضور هذا النشاط، اذ أن التبادل الثقافي هو أساس لا غنى عنه بين شعبي البلدين. وهو سعيد جدا بأنه يشاهد مثل هذا العدد الكبير من الأعمال الفنية الأفريقية في الصين. وقال:
"إن تاريخ وثقافات الصين والدول الأفريقية متشابهة، ولنا نظرات متشابهة حول الأديان والأخلاق."
أولى مقتنو الأعمال الفنية والزوار العاديون اهتماما بالغا بالمعروضات. وقالت السيدة ما، وهي من هواة اقتناء الأعمال الفنية:
"وجدتُ في المعرض العديد من الأعمال الرائعة، وتعرّفت من خلالها على تاريخهم وأديانهم وثقافاتهم. وأرى أنه من الأفضل إقامة المزيد من هذه النشاطات لتعريف أكبر عدد من الناس بأفريقيا."
وقال الزائر دو: "إن أفريقيا تتمتع بجاذبيات ساحرة، ولم أكن أعرفها من قبل، زرتُ المعرض، فوجدتُ أنني تعرّفت عليها شيئا ما."
وعند الحديث عن المستقبل، أوضح السيد تشاو شو لين مدير مركز تشاو يي الفني قائلا:
"خططنا لبناء مركز للتبادل الثقافي الصيني الأفريقي ليعرض أمام الصينيين الفنون الأفريقية والرقصات الأفريقية المعاصرة وبعض الأعمال عن الحضارة القديمة بهذه الأرض."