مساعد وزير الخارجية الصينية يؤكد أن الصين تنفذ كافة التعهدات التى قطعتها على نفسها فى منتدى الصين-افريقيا على الرغم من الازمة المالية

أكد مساعد وزير الخارجية تشاى جون مؤخرا أن الصين ستنفذ بالكامل الاجراءات الثمانية للتعاون العملى بينها وبين وافريقيا التى تم الاتفاق عليها فى قمة بكين لمنتدى التعاون بين الصين وافريقيا على الرغم من الازمة المالية العالمية الحالية. وجاء هذا التصريخ خلال مقابلة مع وكالة أنباء شينخوا قبل إفتتاح قمة الاتحاد الافريقى الثانية عشرة التى عقدت من 1 حتى 3 من فبراير الجارى. قال تشاى حتى لو واجهت الصين نفسها متاعب من التداعى المالى، فإن الحكومة الصينية لن تتراجع فى اجراءات التعاون مع افريقيا حسبما تعهدت بها فى قمة بكين فى عام 2006.

وأشار الى أن تصميم الصين على تعزيز التعاون العملى وتعزيز النمط الجديد للشراكة الاستراتيجية بين الصين وافريقيا ما زال ثابتا. وقال "ما دامت الصين وافريقيا تواصلان دعم كل منهما للاخرى وبذل جهود مشتركة، فإن التعاون الصينى الافريقى سوف يكون قادرا بالتأكيد على التغلب على اثار الازمة المالية العالمية والابقاء على قوة الدفع للتنمية المطردة."

وقال تساى جون مساعد وزير الخارجية الصينى فى حديثه عن الانجازات الكبيرة التى تمت فى قمة بكين، إن الاجراءات الثمانية للتعاون العملى بين الصين وافريقيا قد اثبتت أنها مثمرة فى العامين الماضيين بموجب التعاون الوثيق لكلا الجانبين.

واضاف مساعد وزير الخارجية تساى جون أن الصين قد زادت من مساعداتها الى الدول الافريقية وقامت بألغاء التعريفة الجمركية على البضائع من بعض الدول الاقل تقدما فى افريقيا والغت اجزاءا من الديون الواجبة الدول الافريقية. كما ذكر ايضا انه فى ديسمبر الماضى بدأت الصين فى اعمال بناء قاعة مؤتمرات للاتحاد الافريقى، مشيرا الى ان العلاقات بين الصين وافريقيا تمر بمرحلة جديدة من التنمية الشاملة والسريعة وكلا الجانبين شهد المزيد من التبادلات المتكررة للزيارات بين كبار القادة وارتفاع حجم التجارة والتعاون السياسى الاعمق.

وأشار تشاى جون الى "أن حجم التجارة بين الصين وافريقيا بلغ 106.8 مليار دولار امريكى العام الماضى بزيادة بلغت نسبتها 45.1 فى المائة عن العام السابق وحققت هدف ال100 مليار دولار قبل الموعد المقرر بعامين".

وعن التعاون فى مجال البنية الاساسية، قال السيد تساى جون ان إقامة مشروعات البنية الاساسية هو اهتمام كبير للدول الافريقية وأيضا قطاع يحتاج الى كثير من التطوير. وإن الصين تتعاون أساسا مع شركاء افارقة فى هذا القطاع على المدى الطويل، وإن كثيرا من مشروعات تطوير البنية الاساسية التى ساعدت فيها الصين للبناء قد اصبحت رمزا للصداقة بين الصين وأفريقيا. مضيفا انه خلال الخمسين عاما الماضية، ساعدت الصين افريقيا على بناء أكثر من 500 مشروع للبنية الاساسية بما فى ذلك الطرق السريعة والاستادات الرياضية وأشياء اخرى. وان هذه المشروعات قد زادت من تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية المحلية وزيادة التشغيل وعوائد الضرائب فى الدول المعنية وتحسين مستوى معيشة شعوبها .

يذكر ان موضوع قمة الاتحاد الافريقى هو "تنمية البنية الاساسية "، مما يكشف عن الاهتمام الشديد والملح للدول الافريقية باقامة مشروعات البنية الاساسية.

وأعلن المسئول الصينى أن الصين ستزيد من المساعدات والدعم لمشروعات بناء البنية الاساسية فى افريقيا مستقبلا ولتعمل على تشجيع مختلف أنواع التعاون بين الشركات الصينية ونظيراتها الافريقية فى هذا القطاع.

هذا وقال رئيس مفوضية الاتحاد الافريقى جان بينج فى كلمته خلال مؤتمر صحفى عقد قبل القمة إن تنمية البنية التحتية وهى عامل رئيسى للتقدم الاجتماعى والاقتصادى تتصدر فى القارة الافريقية جدول أعمال القمة ال12 للاتحاد الافريقى التى عقدت من 1 حتى 3 فبراير فى العاصمة الاثيوبية أديس ابابا.

وذكر إنه قد تقرر فى القمة الـ11 التى عقدت فى شرم الشيخ المصرى فى يونيو الماضى إتخاذ "تنمية البنية التحتية فى افريقيا" موضوعا للاجتماع القادم.

وذكر أن رؤساء دول وحكومات الدول الاعضاء فى الاتحاد الافريقى سيركزون بشكل خاص على مشروعات ملموسة فى قطاعات مثل النقل والطاقة فى اليومين الاولين من القمة.

وأضاف جان بينج "أن رؤساء الدول والحكومات سيركزون على مشروعات تنمية البنية التحتية الملموسة وليس على مجرد إجراء محادثات عقيمة".

إن أوضاع البنية التحتية السيئة كانت دائما عقبة فى طريق تنمية الدول الافريقية. فى دولة كينيا الواقعة فى شرق أفريقيا، فهناك نقد ذائع يقول إن الاحتقان فى الطرق وميناء مومباسا الرئيسى يعوق النمو الاقتصادى.

ومن ناحية أخرى، لم يعرقل إرتفاع أسعار الكهرباء ونقص إمدادات الكهرباء فى العام الماضى فقط عمل أصحاب المصانع فى كينيا ولكنهما جعلا أيضا الحياة قاسية بالنسبة للاسر العادية.

وهناك العديد من الدول الافريقية التى تعانى من أوضاع بنية تحتية أسوأ من كينيا، ولهذا هناك حاجة عاجلة الى بذل جهود للتحسين اذا أرادت تلك البلدان السعى لتحقيق نمو أفضل. وكما قال جان بينج، رئيس مفوضية الاتحاد الافريقى يعد العمل وليس المحادثات العقيمة هو السبيل الوحيد الى حل المشكلات. وأكد أن هذه القمة ستركز على مشروعات تنموية محددة.