التمنيات الجديدة للناس في عام البقر

صادف ال26 من يناير الماضي هذا العام أهم عيد تقليدي صيني، هو عيد الربيع. واعتبارا من ذلك اليوم دخل الصينيون عام البقر حسب التقويم القمري الصيني التقليدي. وفي نظر الصينيين يمثّل البقر العديد من الأخلاق الممتازة مثل الصلابة والاجتهاد وعدم الخوف من الصعوبات والشجاعة أمام التحدّيات. لذلك ظلت الأبقار بكل أنواعها، محبوبة لدى الناس. في عام 2008 شهدت الصين العديد من الصعوبات والتحديات، وبمناسبة حلول العام الجديد أقام الناس مختلف النشاطات الثقافية، حيث يعبّرون عن تمنياتهم الجديدة ويتطلعون الى السعادة والرخاء في العام الجديد.

إن المتاحف أحبّ مكان يتوافد اليه عامة الصينيين في كل عيد. ومتحف العاصمة هو أحد أكبر المتاحف بمدينة بكين، ومن أجل استقبال عام البقر أقام هذا المتحف معرضين: "عام البقر المبارك" و"الحديث عن الأبقار في عامها"، وذلك لتعريف الناس بالعادات والتقاليد الصينية وثقافة هذا الحيوان الأليف. وعُرضت في معرض "الحديث عن الأبقار في عامها" أكثر من 100 تحفة حول البقر من تمثال البقر الصلصالي والبقر الخزفي والبقر النحاسي والبقر اليشمي والبقر المنحوت بجذور الأشجار. وأوضحت السيدة ياو آن نائبة مدير متحف العاصمة قائلة:

"قدّمنا من خلال هذا المعرض معلومات عن ثقافة البقر وتأثيراتها في حياة الناس في الفترة ما قبل أكثر من 2000 عام حتى الآن."

كما تعاون متحف الفنون الصيني وجمعية الفنون الجميلة واليدوية الصينية في إقامة معرض لعرض الأعمال اليدوية حول البقر. وأوضح السيد يانغ بينغ يان نائب مدير متحف الفنون الصيني قائلا:

"نحبّ البقر، إن الصين دولة زراعية، ويمثّل البقر فيها روح الاجتهاد. نقيم معرضا حول البقر، ونتمنى أن يحقق الجميع تقدما أعظم في عام البقر."

في عام 2008 تعرّضت الصين لكارثة الثلوج في الجنوب وزلزال ونتشوان بمقاطعة سيتشوان، وأقامت أولمبياد بكين بنجاح وحققت سير صينيين في الفضاء لأول مرة، كما واجهت الأزمة المالية التي عمّت العالم. وفي العام الجديد تمنى الناس أن يعيشوا بسعادة وسلام وتتطور البلاد بسرعة. ويرى السيد وانغ شان أمين عام جمعية الفنون الجميلة واليدوية الصينية أن البقر أفضل خيار للتعبير عن تمنيات الناس الجميلة. وقال:

"يرمز البقر الى الاجتهاد والشجاعة والقوة، كما يمثّل التمنيات الطيبة من الناس للتطور الاقتصادي والاجتماعي والثقافي."

ويرى السيد باي قنغ شينغ الخبير الصيني المشهور للعادات والتقاليد أن البقر ظل الصديق الحميم للصينيين منذ آلاف السنين. ويحتلّ البقر مكانة هامة في الثقافة الصينية.

"إن الأمة الصينية أمة تمارس الزراعة، والبقر أهم شيء في الإنتاج فضلا عن الأيدي العاملة، لذلك يحتلّ البقر مكانة هامة في الثقافة الصينية التقليدية. إن البقر يظل مجتهدا، ويجلب للناس آمالا للحصاد الوافر، لذلك يكنّ الناس له مشاعر عميقة وتمنيات طيبة."

وفي عشية عيد الربيع كل عام، تصدر الصين طوابع بريدية حول برج ذلك العام. والسيد تشن شياو هوا مصمم طوابع البقر البريدية هذا العام. حيث صمّم بقرة قوية للتعبير عن العزيمة القوية للشعب الصيني أمام الصعوبات والمشقات. وقال:

"في عام البقر هذا لجميعنا رغبة مشتركة، حيث نتمنى زوال الأزمة المالية وحلول الحظ السعيد بأسرع وقت ممكن."

كما عبّر العديد من الفنانين عن تمنياتهم لعام البقر بأساليبهم الخاصة. ظل الرسام شي شان شي يرسم الأبقار ل30 عاما، وجمع 100 لوحة للأبقار من إبداعه وأقام معرضا مؤخرا. وقال:

"لماذا أقمتُ معرضا للوحات الأبقار في عام البقر؟ لأنني أتمنى أن تواجه بلادنا بروح هذا الحيوان القوي بداية جديدة وتشهد نموا سريعا."

كما حطّمت الصين هذا العام القواعد المألوفة المتمثلة في إصدار عملة ذهبية واحدة سنويا، وأصدرت 5 عملات ذهبية ظهرت عليها الأبقار الخمس التي كانت على لوحة صينية قديمة من مقتنيات القصر الامبراطوري. التقت الأبقار الخمس على العملات الذهبية لأول مرة، الأمر الذي أثار موجة ساخنة للاقتناء في أنحاء البلاد. وعُلم أن ذلك هبة للاحتفال بالذكرى السنوية ال60 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية.

ويرى الخبير المشهور للعادات والتقاليد باي قنغ شينغ أن للأمة الصينية روح الصلابة والتضامن والكفاح للتغلّب على الصعوبات مثل صلابة وجلد وقوة الأبقار. وفي عام البقر ستساعد روح هذا الحيوان المجدّ هذه الأمة الصينية في نيل السعادة والأمان. وقال:

"أمام الأزمة المالية هذا العام، سنبذل الجهود نوطد العزم مثل صلابة هذا الحيوان. وسنتعاون مع شعوب مختلف دول العالم لمواجهة الأزمة المالية والتغلب على الصعوبات. وأتمنى لشعوب مختلف الدول والشعب الصيني السعادة والسلامة والرخاء."