روابط

الصين تتخذ العديد من الإجراءات لمساعدة الخريجين الجامعيين في الحصول على فرص العمل

   2009-02-17 09:42:37    cri

يسجل عدد خريجي الجامعات والمعاهد في الصين هذا العام رقما قياسيا في التاريخ حيث يبلغ أكثر من ستة ملايين ومائة ألف شخص. وتأثرا بالأزمة المالية العالمية وغيرها من العوامل، يواجهون صعوبة شديدة للحصول على فرص العمل. ولضمان توظيف الجامعيين الذين سيتخرجون بعد شهور تعمل الحكومة والجامعات والمعاهد والأوساط الاجتماعية الصينية حاليا على اتخاذ العديد من الإجراءات المساعدة في هذا الصدد.

يوافق الوقت الحالي أحسن فترة للبحث عن فرص العمل بالنسبة لخريجي الجامعات والمعاهد. رغم أن معارض التوظيف بمختلف الأنواع قد افتتحت على التوالي، إلا أن الوضع أمام الطلاب الجامعيين الذين سيتخرجون بعد أشهر ليس متفائلا. وقالت طالبة في الدراسات العليا في قسم الأحياء بجامعة الزراعة الصينية:

"شاركت في خمسة أو ستة معارض كبيرة أو صغيرة، وأشعر بأن البحث عن فرص العمل هذا العام صعب جدا، ولاحظت أن الفرص قلت كثيرا مقارنة بالأعوام السابقة، وانخفضت الوظائف المعروضة في بعض الشركات الكبيرة بنسبة 80%."

وفي الواقع فإن العوامل التي تسببت في صعوبة توظيف الطلاب الجامعيين في الصين هذا العام كثيرة، أولها، أن التأثيرات السلبية الناجمة عن الأزمة المالية العالمية بدأت تنتشر، ولا سيما في سوق العمل التي تضم مجموعة الجامعيين. في هذا الصدد، تحدثت السيدة بي شويه رونغ مديرة إدارة سوق الموارد البشرية بوزارة الموارد البشرية والضمانات الاجتماعية الصينية قائلة:

"قد ينخفض الطلب على الموارد البشرية بسبب الأزمة المالية العالمية، حيث أن بعض المؤسسات المصدرة والمؤسسات الأجنبية التمويل بدأت بتسريح العمال وبعضها أوقف التوظيف."

ثانيا، ما زالت في الصين بعض المشاكل الكامنة التي تقيد توظيف الطلاب الجامعيين. كان السيد تشانغ شياو جيان نائب وزير الموارد البشرية والضمانات الاجتماعية الصيني قد أشار إلى أن السياسات والإجراءات وأنظمة الخدمات لمساعدة توظيف الجامعيين ليست مكتملة، بالإضافة إلى وجود فجوة بين التعليم الجامعي ومهارات الطلاب الجامعيين وبين الحاجات الحقيقية لسوق العمل.

وإلى جانب ذلك، يفضل الطلاب الجامعيون دائما العمل في المدن الكبيرة والقطاعات التي تقدم أجورا عالية، بدلا من الذهاب إلى المناطق المتخلفة، الأمر الذي يشدد الوضع القاتم لتوظيفهم إلى حد ما.

وأثار هذا الحال اهتمامات بالغة من الحكومة الصينية، حيث توجه رئيس مجلس الدولة الصيني ون جيا باو مؤخرا إلى جامعة بكين للملاحة الجوية والفضائية لإجراء محادثات مع الطلاب هناك، وأكد ون جيا باو أن الحكومة الصينية ستضع توظيف الجامعيين على رأس أولويات أعمال التوظيف، مشيرا إلى ضرورة توفير ظروف ملائمة لتشجيع المؤسسات الكبيرة والإبداعية على قبول المزيد من الطلاب الجامعيين، وإرشاد الطلاب الجامعيين للعمل في الهيئات القاعدية، وتنظيمهم لتعميق الدراسة والمشاركة في التدريبات المهنية.

وعلم مراسنا أن مختلف الدوائر المعنية الصينية قد بدأت تنفيذ سلسلة من الإجراءات، حيث قالت السيدة شوي مي المتحدثة باسم وزارة التعليم الصينية إن الوزارة وضعت سياسات مفصلة لتشجيع الخريجين على العمل في الهيئات القاعدية.

"تولي وزارة التعليم اهتماما بالغا لأعمال توظيف خريجي الجامعات والمعاهد من دفعة عام 2009، ومن بين أهم السياسات تشجيع خريجي الجامعات والمعاهد على العمل في الهيئات القاعدية، وذلك يتضمن عدة مشاريع منها خطة خدمة الطلاب الجامعيين طوعيا في المناطق الغربية، وخطة "الإسهام في الزراعة والتعليم والطب ومساعدة الفقراء" وخطة الوظائف الخاصة للتدريس في الأرياف أي إرسال خريجي الجامعات والمعاهد إلى قطاع التعليم بالأرياف، ويمكن للمدارس المحلية إعطاؤهم أسبقية لقبولهم رسميا بعد انتهاء فترة الخدمة، إضافة إلى أعمال التوظيف ضمن مختلف المشاريع التي تنفذها مختلف المناطق.

وفي الوقت نفسه، بدأ مؤخرا معرض على شبكة الانترنت لتوظيف خريجي الجامعات والمعاهد في مناطق التنمية الاقتصادية والتكنولوجية على مستوى الدولة، وعرض هذا المعرض الذي أقيم برعاية وزارات التعليم والتجارة والموارد البشرية والضمانات الاجتماعية الصينية آلاف فرص عمل لخريجي الجامعات والمعاهد والتي تشمل أكثر من ثلاثين تخصصا.

ولمواجهة نقص المهارات المهنية لدى خريجي الجامعات والمعاهد، بدأت مؤسسة اجتماعية صينية في شهر فبراير الحالي مشروعا يدعى "شبه التوظيف" للطلاب الجامعيين ، ووفقا لهذا المشروع فإن خريجي أقسام التقنية المعلوماتية من أكثر من أربعين جامعة أو معهدا سيتوجهون إلى أكثر من خمسين مؤسسة في مناطق تطوير التكنولوجيا العالية والحديثة في كافة أنحاء البلاد للمشاركة في التدريبات على المهارات لمدة ثلاثة أو ستة أشهر. وأكد السيد تشانغ جيان هوا المسؤول بمشروع "شبه التوظيف" أن هذا المشروع لا يساعد الخريجين الجامعيين في رفع قدراتهم المهنية فحسب، بل يساعدهم في الحصول على فرص العمل بأسبقية في المؤسسات التي كانوا يتدربون فيها.

"أنشأ المشروع منصة تساعد في حل مشكلة توظيف الطلاب الجامعيين من جهة، ومن جهة أخرى، تساعد في دفع تشكيل صناعة الموارد التكنولوجية في بلادنا."

وفي جانب آخر، تتخذ مختلف الجامعات والمعاهد الصينية إجراءات معنية لتوسيع قنوات التوظيف، نأخذ جامعة تشينغهوا المشهورة كمثال، فإنها دعت مؤخرا ما يقرب من ألف مؤسسة لإقامة معرض جماعي في حرمها، مما حقق نتائج جيدة.

هذا وأكدت أحدث الأخبار من وزارة التعليم الصينية أنه من أجل مواجهة الوضع الصعب أمام توظيف الطلاب الجامعيين، سيقام ما لا يقل عن معرضين شهريا على شبكة الانترنت، بالإضافة إلى تعزيز أعمال الإرشاد لتوظيف الخريجين.

متعلقات
ما رأيك ؟
link | اتصل بنا |
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved.
16A Shijingshan Road, Beijing, China