العمال الريفيون يبحثون عن فرص أعمال جديدة بعد عودتهم الى مساقط رؤوسهم

بسبب تأثيرات الازمة المالية العالمية، أوقفت بعض المؤسسات الصينية للتجارة الخارجية فى المناطق الساحلية الصينية إنتاجها أو أغلقت أبواب مصانعها نتيجة الظروف الصعبة. ومنذ نهاية عام 2008، بدأ عدد كبير من العاملين الريفيين العودة الى مساقط رؤوسهم للبحث عن فرص أعمال جديدة هناك.

السيد تشانغ هو فلاح من مقاطعة سيتشوان كان يعمل فى مدينة تشنتشين فى جنوب الصين. ولكن هذا العام هو يرغب فى البحث عن العمل المناسب فى مقاطعته، ولكن لم يجد بعد. حاليا، يعمل حوالى 130 مليون مواطن ريفى من بين إجمالى عدد الفلاحين البالغ 220 مليون نسمة فى مقاطعة سيتشوان يعملون فى مناطق الصين الاخرى. وأصبحت إعادة التشغيل للعمال الريفيين الذين قد عادوا الى مقاطعاتهم إحدى القضايا التى يهتم بها القادة الصينيون. حيث قررت الحكومة الصينية فتح القنوات الخضراء فى مجالات منح القروض وتخفيف الرسوم والضرائب والتسجيل الصناعي والتجارى والاستعلامات المعلوماتية وغيرها من أجل دعم إعادة تشغيل أبناء الريف الذين فقدوا أعمالهم فى المدن.

تجدر الاشارة الى أن مقاطعة سيتشوان تعد أكبر مقاطعة تتوفر فيها ألايدى العاملة الريفية فى الصين. وحتى نهاية عام 2008، عاد حوالى مليون عامل ريفى الى مقاطعة سيتشوان بسبب تأثيرات الازمة المالية العالمية. ومعظمهم كانوا يعملون فى مجالات الانشاء والتعمير وقطاعى الانتاج والخدمات وغيرها. وفى هذا الصدد، قال السيد لنغ رونغ جونغ مسؤول مكتب فرقة القيادة لاعمال العاملين الريفيين بمقاطعة سيتشوان أن المقاطعة قامت بتسجيل العمال الريفيين الذين لم يجدوا أعمالا جديدة خلال فترة أكثر من 3 أشهر. حيث قال:

"يتعين علينا إتقان أعمال اعادة الاعمار بعد الكوارث أولا، ثانيا تقديم مساعدات مالية حسب معايير الرواتب الادنى الى الاسرة الفقيرة المحتاجة الى المساعدة بصورة ملحة. ثالثا، تنفيذ السياسات التفضيلية فى مجالات التسجيل الصناعى والتجارى وغيرها الى العمال الريفيين اضافة الى منح القروض الصغيرة الحجم لهم."

وتجدر الاشارة الى أن الكثير من الفلاحين من المقاطعات التى تصدر الايدى العاملة بصورة رئيسية مثل خبى وخنان وآنهوى وسيتشوان وغيرها، قد شاركوا فى التدريبات المهنية التى نظمتها الحكومات المحلية. وفى احدى المدارس المهنية بمدينة فو يانغ بمقاطعة آنهوى، السيد جيانغ هونغ بو يتعلم حاليا على أعمال اللحيم بمساعدة عامل محنك، بعد أن كان يعمل فى أحد المصانع بمدينة شانغهاى. وعاد الى مسقط رأسه وبدأ يتعلم مهنة جديدة بحثا عن فرصة جديدة فى المستقبل. اذ قال: "بعد إتقان مهنتى الجديدة، أعتقد أنه من السهل إيجاد فرصة عمل."

وأكد السيد منيغ هونغ المسؤول من وزارة الضمان الاجتماعى والموارد البشرية أن الحكومة الصينية تعمل على بذل المزيد من الجهود لتشغيل العاطلين عن العمل فى الارياف من خلال بدء المشروعات الكبرى وايجاد فرص أعمال فى مجال الخدمات مثل منظفى ألاحياء السكنية.