القروض الصينية تصل الى أكثر من الضعف فى شهر يناير الماضى

ذكر بنك الشعب الصينى-- البنك المركزى مؤخرا أن حجم القروض التى قدمتها البنوك الصينية فى شهر يناير الماضى وصل الى 1.62 تريليون يوان ،بارتفاع 814.1 مليار يوان، او بنسبة 103.6 فى المائة، مقارنة بنفس الشهر فى 2008.

حدثت طفرة فى الائتمان منذ أواخر العام الماضى، بدفعة من خطة التحفيز الصينية الطموحة. ووصل حجم القروض على مستوى البلاد الى 771. 8 مليار يوان فى شهر ديسمبر الماضى، بارتفاع 723.3 مليار يوان مقارنة بما كان عليه فى عام 2008. واوضحت البيانات التى اصدرها البنك المركزى ان القروض من العملة المحلية ارتفعت بنسبة 21.33 فى المائة لتصل الى 31.99 تريليون يوان بنهاية شهر يناير.الماضى، وارتفع معدل النمو بمقدار 2.6 نقطة مئوية مقارنة بنهاية عام 2008 .

وذكر قوه تيان يونغ الخبير المصرفى بجامعة المال والاقتصاد المركزية، ان البنوك فضلت تيسير القيود المفروضة على الائتمان من أجل الاستثمار فى مشاريع كبيرة وقد تدر ربحا فى بداية العام.

خلال الخمسة اعوام الماضية، وصل حجم القروض التى قدمتها البنوك فى شهر يناير من 12 الى 18 فى المائة من حجم الاقراض السنوى.

ويقول محللون من(مورجان ستانلى) إن جزءا مهمة من ارتفاع حجم القروض يعكس الطلب المكبوت على رأس المال العامل قصير الاجل وهو الارتفاع الناجم عن الضوابط التى كانت مفروضة على القروض فى النصف الاول من العام الماضى.

انخفض نمو اجمالى الناتج المحلى الى 6.8 فى المائة فى الربع الاخير من العام الماضى، وبهذا يصل معدل النمو السنوى الى تسعة فى المائة، وهو أدنى معدل منذ سبع سنوات. وقد اعلنت الحكومة فى شهر نوفمبر الجارى حزمة حوافز تبلغ أربعة تريليونات للعامين القادمين.

وذكر تقرير أصدره بنك التجارة والصناعة الصينى-- أكبر بنك فى الصين، ان البنك منح قروضا تقدر بـ117.1 مليار يوان فى شهر يناير الماضى، حيث تم استثمار 69.3 مليار منها فى المشاريع الرئيسية، ومن بينها بناء منشآت الطاقة، والسكك الحديد، والطرق. وبلغت القروض الممنوحة للمشاريع الوطنية فى شهر يناير الماضى حوالى 60 فى المائة من إجمالى القروض.

ولكن ذكر ليو يوى هوى الباحث بمعهد المال والبنوك فى أكاديمية العلوم الصينية أن البنوك لا تزال حذرة حول القروض الممنوحة للقطاع الخاص والى المشاريع الصغيرة والمتوسطة.

وخلال شهر يناير الماضى ، ارتفع عرض النقود بالمعنى الضيق، "ن 1" (وهو النقد المتداول زائد الحسابات الجارية للشركة)، بنسبة 6.68 فى المائة ليصل الى 16.52 تريليون يوان مقارنة بالعام السابق. وانخفض معدل النمو 2.38 نقطة مئوية، عن العام الماضى، حسبما ذكر البنك المركزى.

ووفقا للبنك المركزى، ارتفعت معدلات التمويل بالكمبيالات بمقدار 623.9 مليار يوان فى شهر يناير الماضى ، مما يمثل 40 فى المائة من اجمالى ارتفاع القروض. وكان الرقم حوالى خمسة فى المائة خلال العامين الماضيين.

وذكر قوه تيان يونغ ان الارتفاع الحاد فى التمويل بالكمبيالة يعكس ان الاموال لا تذهب الى الاقتصاد الحقيقى.

وذكر ليان بينغ رئيس الاقتصاديين فى بنك الاتصالات، أن اطلاق سلسلة من مشاريع البنية التحتية سيمثل دفعة لجميع القطاعات الصناعية، بما فيها المشاريع الصغيرة والمتوسطة فى الوقت الحالى.

وخلال شهر يناير الماضى ، ارتفعت "ن 2" -- النقود بالمعنى الأوسع -- بنسبة 18.79 فى المائة من العام السابق لتصل الى 49.61 تريليون يوان.

وارتفع معدل نمو عرض ن 2 بمقدار 0.97 نقطة مئوية مقارنة بالشهر السابق. وارتفع معدل النمو فى شهر ديسمبر بمقدار 3.02 نقطة مئوية عن الشهر السابق، بعدما انخفض لمدة ستة اشهر متتالية.

يذكر ان الحكومة خفضت اسعار الفائدة خمس مرات وخفضت نسبة احتياطى الودائع اربع مرات منذ شهر سبتمبر 2008.

وبلغ عرض "ن صفر"، او "النقود المتداولة"، 4.11 تريليون يوان، بارتفاع 12.02 فى المائة مقارنة بنفس الفترة فى العام الماضى.

ووفقا للبنك المركزى، ارتفعت ودائع العملة المحلية بنسبة 22.98 فى المائة لتصل الى 48.16 تريليون يوان، بارتفاع بلغ 3.25 نقطة مئوية مقارنة بنهاية العام الماضى.

وقد ارتفعت الودائع فى شهر يناير وحده بـ1.51 تريليون يوان، بارتفاع بلغ 1.28 تريليون يوان مقارنة بنفس الشهر فى عام 2008.

وذكر ليو يوى هوى ان "المواطنين والشركات التجارية لا تزال غير راغبة فى الانفاق نتيجة انخفاض الثقة فى مستقبل الوضع الاقتصادى".