v الإذاعة السودانية |
v وكالة أنباء شينخوا |
v صحيفة الشعب اليومية الصينية |
v تلفزيون الصين المركزي |
v مركز معلومات الانترنت الصيني |
v سفارة الصين لدى مصر |
v الوكالة الموريتانية للأنباء |
تقع قرية "شياو تشا لا" في المحافظة الذاتية الحكم لقوميتي نو ودولونغ والواقعة بأقصى شمالي مقاطعة يونان، ووسط جبل شامخ يبلغ ارتفاعه أكثر من 1800 متر. وينتمى معظم سكانها إلى قومية دولونغ التي تعتبر إحدى الأقليات القومية القليلة السكان بالصين.
الدرب المؤدي إلى القرية تعرج وعر، والبيوت فيها قديمة بالية، فيبدو أن القرية فقيرة ومتخلفة. وأمام أحد البيوت قابلنا صاحبه الذي دعانا إلى زيارة بيته. فدخلنا الغرفة ووجدناها قديمة حتى تسربت مياه المطر من القف، أما الأثاث فيها فهو بسيط ومتواضع جدا.
اسم صاحب البيت مو قوانغ مينغ، من أهل هذه القرية، تتكون أسرته من أربعة أفراد، تدرس ابنتاه في المدرسة الاعدادية. وقال السيد مو إنه يقوم حاليا بتربية بعض المواشي والدواجن، وتعيش الأسرة حاليا على جمع الأعشاب الطبية من داخل الجبل وبيعها في السوق. ويبلغ الدخل السنوي للأسرة أكثر من ألف يوان. رغم أن هذا الدخل قليل، ولكن المعيشة تسير بشكل لا بأس به بسبب إعفاء الأسرة من الضرائب الزراعية والنفقات الدراسية للأولاد، وإضافة إلى حصولها على بعض العلاوات المعيشية.
وقد اشترى السيد مو مؤخرا تلفزيونا قديما، كما اشترى مولدا كهربائيا صغيرا يعمل بطاقة مائية، ذلك بسبب عدم استقرار التزويد الكهربائي. ويزيد التلفزيون سعادة كثيرة للابنتين، خاصة الابنة الكبيرة، حيث قالت إنها تتعلم منه معلومات كثيرة لا تستطيع تعلمها من الكتب.
وعبر السيد مو عن ثقته عند التحدث عن مستقبل القرية وقومية دولونغ، حيث قال إن الحكومة تهتم بمساعدة الفقراء، خاصة التطور في مناطق الأقليات. وإن أهل قومية دولونغ أذكياء جدا، فمن المؤكد أنهم سيغيرون ملامح القومية الفقيرة والمتخلفة جيلا بعد جيل.
نأتي إلى قرية أخرى غنية، وهى قرية"شنغ أربعة عشر" في مقاطعة هيلونغجيانغ شمال شرقي البلاد. وبنى المهاجرون هذه القرية الصغيرة قبل 50 سنة، وكانت الأرض هنا جرداء بدون بيوت ومزروعات. وأصبحت الآن قرية غنية مشهورة ومعروفة باسم القرية الأولى في شمال شرقي الصين.
السيد تشانغ وي ليانغ، من المهاجرين الأوائل القادمين إلى هذه القرية، وعمره الآن أكثر من 70 سنة. وما زال يتذكر مظهر القرية قبل 50 سنة، حيث غمرت الأعشاب في كل مكان، وسكن أهل القرية في كوخ من القش، كانوا دائما ما يجدون الرمال والتراب تتساقط من رؤوسهم حتى حتى أخمص أقدامهم خلال نومهم في الليل. ولكن الآن قد تغير كل شيء، إن الطرق أصبحت واسعة ومنبسطة، وتقع على جانبيها مباني كالحدائق. وتوجد في كل بيت كل أنواع عديدة من الأدوات من الأجهزة الحديثة، وفي الجراج سيارات حديثة.
ويعتبر تطوير الزراعة الحديثة سببا رئيسيا لتحديث هذه القرية. فقد بدأت القرية تطور مكننة الزراعة وتعميم الري في الأراضي الزراعية قبل سنوات، وتعهد 18 أسرة بممارسة أعمال جميع الأراضي الزراعية بأسلوب المقاولة العائلية. ووفرت مكننة الزراعة كمية كبيرة من الأيدي العاملة، ثم بدأت القرية تطور تصنيع المنتجات الزراعية. حيث تم تأسيس مؤسسة كبيرة الحجم وعلى مستوى الدولة تجمع أعمال الزراعة والتحريج وتربية المواشي والسياحة، اسمها مؤسسة "فوهوا". والتحق معظم فلاحي القرية حاليا بهذه المؤسسة. كان تشانغ كه تشنغ يلتحق بالجامعة من هذه القرية في الثمانينات من القرن الماضي. وعاد إلى هذه المؤسسة بعد إنهاء دراسته، وأصبح الآن نائب مدير المؤسسة بفضل معرفته الفنية والحديثة. وقال إن أمثاله داخل هذه المؤسسة كثيرون.
وقال الأمين العام للقرية فو هوا تينغ إنه قد وضع خطة تطوير القرية للسنوات الخمس القادمة، من ضمنها رفع دخل أهل القرية وتعميم التأمين للجميع مما يزيل مخاوف الفلاحين من الطوارئ والمشاكل الأخرى.
رغم اختلاف البيئة الطبيعية وأساليب النمو وسرعة زيادة الدخل الفردي بين القريتين، ولكن الفلاحين في كلا القريتين يكنون آمالا عريضة تجاه المستقبل. وأصبحت قضية الفلاحين والزراعة محط أنظار واهتمام المندوبين في المؤتمرين التشريعي والاستشاري الذين يعقدان حاليا، الأمر الذي يساعد أمال الفلاحين على التحقيق في المستقبل القريب.