روابط

شينجيانغ تعمل على حماية فن المقامات لقومية الويغور

   2009-03-16 09:59:05    cri

"أهلا بكم أيها الأصدقاء المسلمون، أتمنى أن تتاح لكم فرصة الاستمتاع بفن المقامات الاثنتي عشرة لقومية الويغور بالصين. حيث ستوطد الأخوة بيننا وتعزز حبّنا للموسيقى!"

هذه دعوة من المخرجة ووليا اسماعينووا بأستوديو تيان شان الصينية وعضوة المجلس الوطني الحادي عشر للمؤتمرالاستشاري السياسي للشعب الصيني. إنها سيدة من قومية الويغور تتّقد دوما حماسا لفن المقامات. وقد قابلها مراسلنا مؤخرا ببكين.

وصلت ووليا في مارس من سفوح جبل تيان شان بشينجيانغ الى العاصمة بكين لحضور الدورة الثانية للمجلس الوطني الحادي عشر للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني. وقد سبق ووليا أن أخرجت فيلما تلفزيونيا بعنوان "ماضي المقامات". وهو الفيلم الذي يحكي تاريخ فن المقامات منذ إشرافه على الاندثار الى نجاح إدراجه ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي العالمي، وأيضا قصص ومآثر الذين قدّموا مساهمات بارزة لإنقاذ هذا الفن.

وبصفة عامة فإن فن المقامات لقومية الويغور بشينجيانغ يشير الى المقامات المتنوعة المنتشرة في الأماكن المأهولة بأبناء قومية الويغور بشينجيانغ. نبعت المقامات من الثقافات القومية المحلية القديمة بغرب الصين، وتأثّرت بالثقافة الإسلامية كثيرا. حيث اُستخدمت فيها مختلف الأساليب الموسيقية والأدبية والأوبرالية والرقص لعكس الحياة المميزة والأخلاقيات الرفيعة لأبناء قومية الويغور وطموحاتهم وأفراحهم وأحزانهم في قديم الزمان. لقد جمع هذا الفن بين الموسيقى التقليدية والآداب والفنون والأوبرات والرقص. ولكن عمليات الانتقال والتوارث كانت على ألسنة الناس فقط ومن هنا واجه خطر الاندثار في العصر الحديث. أخرجت ووليا الفيلم التلفزيوني "ماضي المقامات" بهدف إنقاذ المقامات لتوريث هذا الكنز الفني القومي الثمين. وتعليقا على الفيلم قالت المخرجة ووليا:

"قبل تصوير هذا الفيلم التلفزيوني، دعوتُ وارثي المقامات الى جلسة في الاستوديوهات لإقامة جلسة، حيث تحدّثوا عن أسباب دراستهم للمقامات وحبّهم لها. استغرقت الجلسة فترة الصباح، وبعد الظهر وجدتهم يحملون آلاتهم الموسيقية. فسألتهم: ماذا تريدون؟ أجاب أحد الورثة: إن الجلسة بدون موسيقى مملّة، لذلك جلبنا الآلات الموسيقية لإسماعك وإمتاعك. وهكذا أقاموا حفلة موسيقية في قاعة الاجتماع."

أخبرت ووليا مراسلنا أنه مع التطور الاجتماعي والاقتصادي بالصين، تسارعت عملية التكامل الاقتصادي والتحديثات في المناطق المأهولة بأبناء الأقليات القومية. فدخلت مختلف الثقافات حياتهم، الأمر الذي أدى الى تغيير أنماط إنتاجهم وحياتهم وتفكيرهم، وطرأت تغيرات على مفاهيم الجمال والهوايات لأبناء قومية الويغور وخاصة الشباب في العصر الحاضر، وزاد كثيرا الاعتراف بقيم الثقافات التقليدية أكثر فأكثر، فواجه فن المقامات صعوبات كبيرة في توريثه. وأوضحت ووليا قائلة:

"عندما كنتُ في بكين لدبلجة للفيلم، سألني الممثل: هل المقاممات اسم لشخصها؟ ما هي؟" إنهم لا يعرفون المقامات تماما. في شينجيانغ يعرف الشباب أن المقامات موسيقى قومية الويغور بشينجيانغ وكنز ثقافي قديم، ولكنهم لا يعرفون كيف تم توارثها حتى اليوم."

ترى ووليا أن الأساليب الثقافية والترفيهية المتنوعة في الوقت الحاضر تقلّل من فرص الناس للاستمتاع بفن المقامات التقليدية في هدوء والاهتمام به وأدائه والتعرّف عليه. من هذا المنطلق قررت ووليا تصوير فيلم تلفزيوني لتعريف الناس بماضي المقامات وحاضرها ومطالبتهم بحماية هذا الكنز القومي."

ويسرّنا أن نعرف أنه ما زال يوجد وارثون للمقامات، رغم أن عددهم غير كثير، لكنهم شغوفون بفن المقامات الذي ورثوه عن أجدادهم. إن المسنّ عبد الرزاق أزيز من قومية الويغور واحد منهم.

ما تستمعون اليه الآن هو مقام راك – أحد المقامات الاثنتي عشرة من عزف الشيخ عبد الرزاق أزيز على آلة أجيك الموسيقية الخاصة بأبناء قومية الويغور. حيث أجاد أجداده أداء موسيقى المقامات، وتم توارث هذا الفن في عائلته جيلا بعد جيل. وقال لمراسلنا:

"تعلّمت هذا الفن من جدّي، أما جدّي فتعلّمه من جدّه. أنا في ال61 من العمر، وابني، عمره 32 سنة فقط، إنه خرّيج معهد المال والاقتصاد بأوروموتشي، وبعد تخرّجه لم يجد وظيفة مناسبة، فتعلّم مني هذا الفن."

إن حماية ورثة هذا الفن أمر هام جدا لحماية التراث الثقافي غير المادي. لذلك يجب تقديم منبر واسع وآفاق تطور مستدامة ومساعدات مالية كثيرة لهؤلاء الوارثين. وفي نفس الوقت يجب منحهم عناية أكبر واحترام الثقافات التي يورّثونها. كل ذلك يضمن الحفاظ على حيوية فن المقامات. وبهذا الخصوص قالت المخرجة ووليا:

"أرى أن الحكومة تقوم بأنشطة كثيرة لتوريث فن المقامات. إن الكثير من الورثة فلاحون. والآن تمنح الدولة هؤلاء الفنانين الشعبيين ووارثي التراث الثقافي غير المادي مساعدات مالية. وهذا أمر هام جدا. زرتُ فناني المقامات في محافظة شاتشه، كان الفنانون فلاحين أو ممارستي الفنون اليدوية، ولم تكن ظروفهم المعيشية طيبة."

وأضافت ووليا أن قسم المقامات تأسس في معهد الفنون بشينجيانغ، وعلاوة على ذلك تأسس معهد بحوث المقامات بشينجيانغ. وفي نفس الوقت يوجد في شينجيانغ جامعات ومعاهد عديدة لإعداد المؤدين والعازفين للمقامات. إن المسنّ عبد الرزاق أزيز مؤيد لهذا العمل، وهو مسرور جدا لأن بعض الشباب يدرسون المقامات الآن. وقال:

"الآن يدرس العديد من الخريجين الجامعيين فن المقامات. وقد ورثه ابني مني. بل أريد توريثه ونقله للناس."

تم إدراج فن المقامات لقومية الويغور بشينجيانغ ضمن قائمة التراث الثقافي الشفوي وغير المادي العالمي. ووضعت الأجهزة المعنية الصينية خطة لحمايته وتوريثه في الفترة ما بين عام 2005 وعام 2014. ودعا أعضاء المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني من الأقليات القومية لإيلاء المزيد من أعمال حماية التراث الثقافي غير المادي للأقليات القومية.الثقة تملأ الجميع أنه مع تعزّز أعمال حماية التراث الثقافي غير المادي للأقليات القومية، سيستقبل فن المقامات بشينجيانغ سيعيش في ربيع دائم.

متعلقات
ما رأيك ؟
link | اتصل بنا |
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved.
16A Shijingshan Road, Beijing, China