v الإذاعة السودانية |
v وكالة أنباء شينخوا |
v صحيفة الشعب اليومية الصينية |
v تلفزيون الصين المركزي |
v مركز معلومات الانترنت الصيني |
v سفارة الصين لدى مصر |
v الوكالة الموريتانية للأنباء |
المعروف لدى الجميع أن منطقة التبت الذاتية الحكم شهدت تغيرا كبيرا يهز العالم منذ خمسين سنة من إجراء الإصلاح الديمقراطي. وكان الناس يعتبرون التبت القديمة منطقة بدائية تتسم بالسماء الزرقاء ومياه البحيرات الصافية والجبال الثلجية البيضاء، إلا أن المحليين كانوا فقراء يعيشون عيشة صعبة. وفي الوقت الحالي، عندما يزور الناس هذه المنطقة، بإمكانهم التمتع بالمناظر الطبيعية الساحرة مثل السماء الزرقاء والمياه الصافية والجبال الثلجية البيضاء، وإضافة إلى ذلك، يمكنهم مشاهدة التغيرات الكبيرة التي طرأت على حياة التبتيين واندماج أساليب معيشتهم التقليدية مع الأساليب الحديثة. وفي الشوارع، يرتدي بعض التبتيين الملابس التقليدية المميزة بالألوان الزاهية، ويفضل الآخرون أزياء حديثة. ويحب بعض التبتيين تناول الأطعمة التقليدية مثل شاي الزبدة ونبيذ شعير الهضاب، ويعتاد بعضهم الآخر إلى تناول أطعمة خارجية مثل لحم الضأن المغلي الفوري و طبق "جياوتسي" وهو عبارة عن حشوة ملفوفة بعجينة خفيفة على شكل هلال يتم غليها بالماء. وعندما يرعي بعض التبتيين الأبقار والأغنام على مهل في مروج خضراء، يتمشى بعضهم الآخر في شوارع المدن لشراء خضروات طازجة، أو يتوجهون إلى بورصة الأسهم لمتابعة أخر التطورات في السوق المالية. وتكون حياة التبتيين حاليا متنوعة وملونة ومليئة بالحيوية.
عندما تمشي في شوارع مدينة لاسا حاضرة المنطقة، تشاهد كثيرا من التبتيين الذين يرتدون أزياء قوميتهم التقليدية، وتبقي التبتيات الضفائر الطويلة. وفي الوقت نفسه، ترى متاجر كثيرة خاصة بالأزياء الحديثة التي تلقى إقبالا حارا لدى الشباب والشابات التبتيين.
وقبل عشرات السنين، كانت أسعار الخضروات أعلى من أسعار اللحوم في التبت، وخاصة في فصل الشتاء، حيث لم تكن لدى التبتيين إلا البطاطس والفجل والملفوف الصيني، وكلما أتيحت للتبتيين فرص لزيارة مدن خارج المنطقة، عادوا إلى مساقط رؤوسهم حاملين الصناديق المملوءة بمختلف الخضروات والفواكه. وفي ثمانينات القرن العشرين، نجحت التبت في إدخال تقنية زراعة الخضروات في البيوت البلاستيكية والمعروفة باسم الصوب الزراعية، ثم عممت هذه التقنية على نطاق المنطقة، ومنذ ذلك الوقت، شهدت طاولات الطعام للتبتيين تغيرا كبيرا، وبفضل الظروف الجغرافية الممتازة والبيئة الأحيائية النظيفة، يعد تذوق الخضروات التبتية أفضل من التي أنتجت في مناطق أخرى. وقال بعض الزوار إنهم لم يتصوروا من قبل أن أطعمة كاملة الأنواع ولذيذة تناسب ذوقهم في التبت—سقف العالم.
كان عدد سكان التبت في عام 1950 يبلغ مليون نسمة، منهم 900 ألف شخص لم تكن عندهم مساكن للإقامة. ومنذ عام 2006، بدأت منطقة التبت في تنفيذ مشروع إعادة توطين الفلاحين والرعاة المحليين، واستثمرت أكثر من 11 مليار يوان صيني فيه، الأمر الذي يساعد 900 ألف فلاح وراع تبتي على الانتقال إلى منازل آمنة ومريحة جديدة. وباستثناء ذلك، تعمل حكومة المنطقة على تنفيذ مشروع إمداد مياه الشرب للفلاحين والرعاة. وبفضل هذه الإجراءات، أصبحت حياة التبتيين أكثر سهولة تمشيا مع توصيل الكهرباء والتلفون إلى بيوتهم.
وجدير بالذكر أنه قبل تحقيق التحرر السلمي في التبت، لم تكن لدى المنطقة طريق عامة. وحتى سبعينات القرن الماضي، ما زال السفر بالسيارة من مدينة لاسا إلى منطقة ناتشيو يستغرق يوما واحدا. وبعد تشغيل سكك حديد تشينغهاي – التبت في الأول من يوليو عام 2006، استغرق هذه المسافة أربع ساعات فقط، الأمر الذي لم يسهل حياة التبتيين فحسب، بل يقصر المسافة بين التبت والعالم أيضا. وأكدت حكومة المنطقة هذا العام أنها ستستثمر ستة مليارات يوان صيني في غضون العام الحالي للإسراع في بناء الطرق العامة وإكمال شبكة المواصلات بالمنطقة.
وفي التبت القديمة، كانت زيارة الطبيب تعتبر مشكلة مزعجة بالنسبة لعامة الناس، لأنه لم تكن في المنطقة مستشفى على مستوى جيد، وكان المرضى يذهبون إلى المعابد للتنجيم. وفي الوقت الحالي، يتمتع جميع التبتيين بما فيهم الرهبان بالرعاية الطبية. وبفضل تخصيص الحكومة أموالا هائلة لتعزيز قضية التعليم في التبت، أتمت المنطقة تعميم التعليم الإلزامي المجاني لمدة تسعة أعوام على نطاق المدن والأرياف، وحققت أهداف التعليم باللغتين التبتية والصينية الفصحى.
ومنذ خمسين سنة من الإصلاح الديمقراطي، ودع المواطنون التبتيون الفقر ويتمتعون بحياة رخاء. وتقف التبت حاليا على نقطة انطلاق جديدة، لنتظر ونرى ما سيحدث على هذه الأرض الساحرة.