الحكومة الصينية تتخذ اجراءات فعالة لمواجهة الحماية التجارية العالمية

أظهرت آخر الاحصاءات التى اعلنتها الجمارك الصينية العامة، أن اجمالى قيمة الواردات والصادرات الصينية انخفضت بنسبة 2.9% في شهر فبراير الماضى مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضى ، وهذا هو الشهر الرابع الذى شهدت فيه التجارة الخارجية الصينية انخفاضا فى النمو منذ شهر نوفمبر الماضى. من المعروف إن الصين ظلت دولة تعتمد على التجارة الخارجية بنسبة كبيرة وتعتبرها قوة دافعة هامة لتعزيز التنمية الاقتصادية منذ فترة طويلة ، فتدهور أوضاع التجارة الخارجية بصورة خطيرة أثار اهتماما بالغا بين الناس. ويرى السيد سونغ لين فى أستاذ وعميد اكاديمية العلوم الاجتماعية بمقاطعة جيانغسو إن ظهور هذا الوضع يرجع الى سببين حيث قال:

" السبب الاول هو خفض الطلب الخارجى على المنتجات الصينية ، أما السبب الثانى فهو اتخاذ الدول الاجنبية الحماية التجارية ضد المنتجات الصينية . حيث وضعت هذه الدول عوائق تجارية على المنتجات الصينية ."

وفى هذا الصدد ، أكد السيد تشانغ قوه لينغ رئيس مجلس الادارة لمجموعة ينغ يو بمدينة ليان يون قانغ أكد وجود صعوبات كثيرة فى التجارة الخارجية منذ نصف سنة ، هذا ليس بسبب قدرة التنافس للمنتجات الصينية، بل بسبب اتخاذ الدول المستوردة اجراءات الحماية التجارية للبضائع الصينية .

تجدر الاشارة الى أنه مع تعزز القدرة التنافسية للمنتجات الصينية فى الاسواق العالمية ، فإن الصين تواجه مزيدا من الصعوبات فى التجارة الخارجية خاصة فى مجال التصدير. حيث أظهرت الاحصاءات المعنية إن الصين أصبحت دولة تتعرض لاكثر حالات تحقيقات الاغراق منذ 11عاما، و تتراوح قيمة الخسائر الاقتصادية المتعلقة بذلك ما بين 30 مليار او 40 مليار دولار أمريكى. فى الوقت الذى شهد فيه الاقتصاد العالمى التباطؤ فى نموه ، تعرضت الصين لاضرار الحماية التجارية. حيث فرضت كل من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبى والهند والبرازيل ضرائب الاغراق بنسبة كبيرة على المنتجات الصينية مثل الفولاذ والحديد والصلب وقطع الغيار والالعاب وعجلة السيارات حتى منع استيراد هذه المنتجات.

ومن أجل الحفاظ على حصتها فى الاسواق الدولية خلال المنافسات الشديدة ، تعمل المؤسسات الصينية على رفع جودة منتجاتها باستمرار. وقال السيد قونغ شيو بين رئيس مجلس الادارة لمجموعة لونغ دا لتصنيع الاطعمة إن منتجات مجموعته تتصدر بصورة رئيسية الى اليابان. ومن أجل تلبية طلبات الجانب اليابانى، بدأت مجموعته فى ممارسة المعايير الصارمة لرفع جودة منتجاتها. حيث قال:

"أرسلنا 3 أشخاص الى اليابان للدراسة والتعرف على طلبات واحتياجات الجانب اليابانى، و أنقفنا أكثر من 20مليون يوان صينى فى شراء الاجهزة المتطورة حسب معايير الفحص اليابانية ".

فى الوقت الذى تتخذ فيه المؤسسات الصينية إجراءات لمواجهة الحماية التجارية، فان الحكومة الصينية تتخذ اجراءات إيجابية ايضا لتخفيف تأثيرات الحماية التجارية على البلاد. حيث أكدت الحكومة الصينية عدة مرات أن الصين تعارض الحماية ولن تطبقها فى التجارة الخارجية. وفى شهر فبراير الماضى، ترأس السيد تشين ده مينغ وزير التجارة الصينى وفدا يتكون من أكثر من مائتى شخص من رجال الاعمال الى اربع دول اوروبية وهى المانيا وأسبانيا وبريطانيا وسويسلاند لاجراء النشاطات التجارية المتعلقة بالاستثمارات وشراء البضائع، حيث تجاوزت قيمة الطلب التى وقعها هذا الوفد عشرة مليارات دولار أمريكى.

ويرى السيد تشانغ شياو جى مدير قسم دراسة التجارة الخارجية لمركز دراسة التنمية التابع لمجلس الدولة الصينى انه اذا لم يكبح الحمائة التجارية ، فسيصبح الاقتصاد العالمى ضحية الحماية التجارية. حيث قال:

"ليست المؤسسات الصينية فقط هى التى تتعرض لاضرار بسبب الحماية التجارية ، بل إن الصين دولة مستوردة أيضا ، فستتعرض الدول التى تصدر المواد الخام والاجهزة والمعدات والتكنولوجيا الى الصين لخسائر أيضا. فليست الصين تواجه الحماية التجارية فحسب، بل هى مشكلة عالمية."

ويرى السيد تشاى شين جيان مدير عام شركة شياو تيان أه المحدودة بمقاطعة جيانغسو أن اعمال الانتقام لم تعتبر وسيلة صحيحة : اذ قال:

"أعتقد أن الصين قد انضمت الى منظمة التجارة العالمية ، فيتعين علينا العمل حسب قوانين التجارة الخارجية، لان الحماية التجارية لا ترضى الجميع، فمن الافضل تعزيز التنسيق بين الجانبين. "