معرض دونهوانغ الفني أثار موجة دونهوانغ في بكين

إن فن الكهوف بدونهوانغ في مقاطعة قانسو شمال الصين كنز نفيس للفنون البوذية بالصين. ويقام حاليا في متحف الفنون الصيني معرض ضخم لفن دونهوانغ بعنوان "شينغ شي خه قوانغ" ضمن الفعاليات الهامة لإقامة أولمبياد بكين عام 2008. وفي الأيام الأخيرة توافد الزوار الى متحف الفنون الصيني لزيارة هذا المعرض.

اعتبارا من نهاية العام الماضي بدأ متحف الفنون الصيني يلفت أنظار المارّة. اذ أن بوابة قديمة الشكل بُنيت أمام الباب الرئيسي للمتحف كتبت عليها ثلاثة مقاطع صينية، ألا وهي "مو قاو كو" (بمعنى كهف مو قاو)، الأمر الذي جعل الناس يتذكرون كهف مو قاو بدونهوانغ في مقاطعة قانسو شمال غربي الصين.

وأفادت وسائل الإعلام أن عدد الزوار تجاوز 7000 شخص في يوم افتتاح هذا المعرض. وازداد عدد الزوار ازديادا مطردا حتى تجاوز 20000 شخص خلال يوم واحد. وأوضح السيد فان دي آن مدير متحف الفنون الصيني قائلا:-التسجيل-

"إن فن دونهوانغ له علاقة وثيقة جدا مع متحفنا. ونقيم معرض دونهوانغ الفني بهذا الحجم الكبير لتقديم فرصة للزوار من العاصمة بكين ومختلف دول العالم للتعرف على روعة فن دونهوانغ."

إن دونهوانغ منطقة هامة على طريق الحرير التجارية القديمة بين الصين ووسط آسيا وغربيها والدول الأوربية في قديم الزمان. ومع انتشار الدين البوذي في الصين بدأ الناس في القرن الرابع فتح الكهوف لصنع التماثيل في الجبال بمنطقة دونهوانغ خلال 1000 سنة. وبقيت حتى الآن أكثر من 800 كهف يوجد فيها أكثر من 50000 متر مربع من الرسوم الجدارية. وخاصة أن كهف مو قاو المشهور بدونهوانغ يُسمّى كهف ال1000 بوذا أيضا، تم فيه حفظ أكثر من 1000 عمل نحتي ورسم جداري، ويُعتبر كنزا نفيسا لامتزاج الثقافات الصينية والأجنبية في ذلك الوقت. وتم إدراج كهف مو قاو بدونهوانغ ضمن قائمة التراث الثقافي العالمي في عام 1987.

عُرضت في هذا المعرض أكثر من 20 تمثالا أصليا ومستنسخا وأكثر من 120 لوحة مستنسخة من الرسوم الجدارية من 10 كهوف مرمّمة وتحف ووثائق أصلية تم اكتشافها في كهف تسانغ جينغ، وتعدّ هذه من أفضل الأعمال خلال الفترة ما بين القرنين الرابع والرابع عشر. وأوضحت السيدة فان جين شي مديرة معهد البحوث بدونهوانغ قائلة:

"لم يسبق لنا عرض أعمال من هذه الكهوف العشرة سويا، كما لم نعرض أكثر من 100 لوحة من الرسوم الجدارية في مرة واحدة. ونقيم هذا المعرض لتقديم فن كهف مو قاو الى الجميع بصورة منتظمة وبشكل كامل."

ووظّف متحف الفنون الصيني أموالا كثيرة في تزيين الأجنحة حسب الكهوف بدونهوانغ، الأمر الذي أعجب الزوار كثيرا. وقال وو جينغ مين الذي يبلغ ال75 من العمر:

"لم أزر دونهوانغ لأن مقاطعة قانسو بعيدة جدا. ويبدو أن خلاصة الكهوف بقانسو قد تمّ نقلها الى هنا وكأنك تزور الكهوف بدونهوانغ بنفسك."

وأوضح السيد ما يه وي أن رغبته في زيارة دونهوانغ قد ازدادت بعد زيارة هذا المعرض. وقال:

"إنه معرض رائع جدا. وبعد مشاهدة هذه الأعمال الرائعة ازدادت رغبتي في زيارة دونهوانغ."

ويرى الزائر الألماني ماريو بيتر أنه من خلال هذا المعرض يمكن أن نجد تأثيرات دونهوانغ على الصين.

"كان للدين البوذي تأثيرات كبيرة في تاريخ الصين. وأرى أننا نستطيع أن نجد من خلال هذا المعرض تأثيرات الدين البوذي على تاريخ الصين. إن دونهوانغ رمز لتأثيرات الدين البوذي على الصين."

وأعجبت الآنسة وانغ يوي بهذا المعرض كثيرا، وقالت: "حقا أن هذا المعرض رائع جدا، والتماثيل البوذية جميلة. وأعجز عن التعبير عما في قلبي."

وأوضحت السيدة فان جين شي مديرة معهد البحوث بدونهوانغ قائلة:

"يعكس هذا المعرض نتائج أجيال من الفنانين في دراسة فن دونهوانغ خلال أكثر من 60 سنة. وسنواصل نشر فن دونهوانغ في المستقبل."