v الإذاعة السودانية |
v وكالة أنباء شينخوا |
v صحيفة الشعب اليومية الصينية |
v تلفزيون الصين المركزي |
v مركز معلومات الانترنت الصيني |
v سفارة الصين لدى مصر |
v الوكالة الموريتانية للأنباء |
م يعتبر إصلاح نظام الطب والدواء والصحة مشكلة صعبة على مستوى العالم، وليس في الصين فقط. وأصدرت الصين في مطلع هذا الشهر وثيقتين هامتين متعلقتين بإصلاح نظام الطب والدواء والصحة، الأمر الذي يرمز إلى بدء جولة جديدة من إصلاح نظام الطب والدواء والصحة في الصين، وتهدف الحكومة الصينية بذلك إلى إنشاء نظام الطب والصحة الأساسي الذي يشمل المدن والأرياف بحلول عام 2020.
يقيم المسن شيه شي بينغ الذي تجاوز السبعين من عمره في ضاحية بكين النائية، لكنه دائما يذهب إلى المستشفيات داخل المدينة لكبر سنه ولصحته الغير الجيدة. رغم أنه شارك في نظام التعاون الطبى الريفى الجديد، لكن ذلك لا يعوضه كثيرا، ووجد صعوبات كبيرة في دفع النفقات الطبية العالية:
"أنا أدفعها بنفسي، ووفقا لنظام التعاون الطبي الريفي الجديد في الوقت الحالي، فلا تدفع الحكومة لي إلا نفقات الإقامة في المستشفى."
مثل المسن شيه شي بينغ، يوجد الكثير من الصينيين يعانون من صعوبة طلب العلاج والنفقات الطبية العالية، وفي بداية ثمانينات القرن الماضي، اختارت الصين الوسيلة السوقية لتقديم الخدمات الطبية والصحية، وبسبب قلة التمويلات الحكومية، ارتفعت أسعار الأدوية بسرعة، وتم تحويل الموارد الطبية إلى المدن الكبيرة والمستشفات الكبيرة فقط، مما أدى إلى نقصان الموارد الطبية في الهيئات الطبية القاعدية الصينية، والارتفاع السريع في النفقات الطبية للمواطنين الصينيين.
ولتغيير هذا الوضع، وضعت الحكومة الصينية الخطة الجديدة لإصلاح نظام الطب والدواء والصحة التي استغرقت صياغتها ما يقرب من ثلاث سنوات أكدت فيها على تقديم نظام الطب والصحة الأساسي كالمنتجات العامة لكافة المواطنين. وعن هذا النظام العلاجي الجديد قال نائب وزير الصحة الصيني تشانغ ماو إنه حسب الخطة الجديدة لإصلاح نظام الطب والدواء والصحة، فإن الحكومة ستسعى إلى زيادة التمويلات من أجل قضية الطب والدواء والصحة، مع تخفيض نسبة نفقات الطب والعلاج والدواء التي يدفعها المواطنون ليستفيد منها أكبر عدد من المواطنين العاديين.
"إن تنفيذ النظام الطبي والصحي الأساسي كالمنتجات العامة وتغطية الخدمات الطبية والصحية الأساسية لكل المواطنين الصينيين كلاهما يعد تغييرا هاما وكبيرا في مسيرة نمو القضية الطبية والصحية الوطنية الصينية من حيث المفهوم والآلية. والأهداف القصيرة الأمد لإصلاح نظام الطب والدواء والصحة والتي تتمثل في تعميم الخدمات الطبية والصحية الأساسية وتخفيف أعباء المواطنين عند دفع نفقات العلاج بشكل فعال حتى عام 2011. أما الأهداف الطويلة الأمد، فهي تتمثل في إنشاء النظام الطبي والصحي الأساسي الذي يغطي كافة المدن والأرياف بشكل أساسي حتى عام 2020."
وأضاف تشانغ ماو أنه من أجل حل مشكلة صعوبة طلب العلاج والنفقات الطبية العالية، فإن الصين ستنفذ خمسة إصلاحات هامة خلال السنوات الثلاث المقبلة، منها الإسراع بإنشاء نظام الضمان الطبي الأساسي، ووضع نظام الأدوية الأساسية على مستوى البلاد تدريجيا، واستكمال نظام الخدمات الطبية والصحية القاعدية، وتعزيز المساواة في الخدمات الصحية الأساسية العامة، وأخيرا دفع إصلاح المستشفيات العامة.
ولا شك أنه يعتبر استكمال نظام الضمان الطبي الأساسي في الصين مشكلة ملحة في الوقت الحالي، وأن نظام الضمان الطبي الأساسي الحالي لم يضم بعض الطلاب والعاطلين عن العمل في المدن وكذلك الفلاحين الذين يعملون في المدن، وأكد نائب وزير الموارد البشرية والضمان الاجتماعي الصيني هو شياو يي أن الصين ستسعى إلى توسيع النطاق الذي يشمله نظام الضمان الطبي الأساسي حتى يحصل كافة المواطنين على الضمان الطبي الأساسي بل ويستفيدون منه خلال السنوات الثلاث المقبلة.
" أولا، علينا العمل على توسيع نطاق المستفيدين من هذا النظام، لأن هناك أكثر من 200 مليون مواطن صيني لا يستفيدون من الضمان الطبي الأساسي الحالي، يعد ذلك على رأس أولويات أعمالنا خلال السنوات الثلاث المقبلة، ثانيا، علينا تعزيز الدعم الحكومي للضمان والتأمين الطبي الأساسي لمواطني المدن والبلدات والأرياف."
كما حظيت الخطة الجديدة لإصلاح نظام الطب والدواء والصحة في الصين بالاهتمام البالغ من المجتمع الدولي، حيث أكدت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية السيدة مارغريت تشان أن الجهود المبذولة من قبل الحكومة الصينية في صياغة وإعداد الخطة الجديدة لإصلاح نظام الطب والدواء والصحة تستحق الثناء.
"يعتبر إصلاح النظام الطبي مهمة صعبة في مختلف دول العالم، وبذلت الحكومة الصينية جهودا كثيرة قبل إصدار الخطة الجديدة لإصلاح النظام الطبي تستحق الثناء، وهذا يدل على أن الحكومة الصينية تستمع إلى أصوات المواطنين باهتمام شديد قبل وضع وتنفيذ القرارات الهامة. وعندما أصدرت الصين في العام الماضي مشروع الخطة الجديدة لإصلاح النظام الطبي، قمت بزيارة المواقع المعنية على شبكة الانترنت، وأعتقد أن كل هذه الإجراءات تجسد الجهود المبذولة من قبل الحكومة الصينية من أجل ذلك."
وقالت السيدة مارغريت تشان إن الخطة الصينية الجديدة لإصلاح نظام الطب والدواء والصحة أكدت على العدالة والمساواة، ودعم الضمان الطبي للمواطنين المحتاجين، وهذا يتفق مع مبادرة منظمة الصحة العالمية.
رغم ذلك فإن طريق إصلاح نظام الطب والدواء والصحة في الصين- باعتبارها دولة نامية عدد سكانها مليار وثلاثمائة مليون نسبة ما زال طويلا وصعبا، حيث أكد الخبراء المعنيون أن إصلاح النظام الطبي عملية تدريجبية ، ولا يمكن إنجازه بين عشية وضحاها، ونحن واثقون من أنه تماشيا مع تعمق وتطور الإصلاح، سيحصل المواطنون الصينيون العاديون على المزيد من الفوائد الحقيقية.