v الإذاعة السودانية |
v وكالة أنباء شينخوا |
v صحيفة الشعب اليومية الصينية |
v تلفزيون الصين المركزي |
v مركز معلومات الانترنت الصيني |
v سفارة الصين لدى مصر |
v الوكالة الموريتانية للأنباء |
سنة واحدة مضت على الزلزال الشديد، الذي وقع في مقاطعة سيتشوان جنوب غربي الصين في الثاني عشر من مايو العام الماضي ودمر أغلبية المباني والمدارس هناك. وزار مراسلونا مؤخرا المناطق المنكوبة مرة أخرى للاطلاع على مدى تطور عملية إعادة البناء هناك، حيث لاحظوا أن أصوات القراءة الرنانة تتعالى مرة أخرى في المدارس المؤقتة والجديدة والابتسامات المشرقة بدأت تعود مرة أخرى لتعلو وجوه الأطفال والتلاميذ.
إن مدرسة بيتشوان الثانوية مدرسة في مدينة ميان يانغ الأكثر تضررا جراء الزلزال المدمر. وكانت المدرسة قد نقلت بصورة مؤقتة إلى مركز تدريب تابع لمؤسسة قريبة، واستؤنف العمل التدريسي بها بعد سبعة أيام فقط من حدوث الزلزال. وفي سبتمبر العام الماضي، جاء إلى المدرسة متطوعون قادمون من معهد الموسيقى التابع لجامعة العاصمة للمعلمين، فاستحدثت المدرسة مادة الموسيقى ومادة الفنون الجميلة وغيرهما من البرامج الفنية، وذلك في محاولة لمساعدة التلاميذ على استعادة الصحة النفسية. السيد لي شوي مياو أحد مسئولي مدرسة بيتشوان قال:
"ما نقوم به حاليا هو تجربة تعليمية في مجال الفنون، باستغلال الموارد البشرية لمعهد الموسيقى التابع لجامعة العاصمة للمعلمين. وفتحنا لتلاميذ السنتين الأولى والثانية فصولا خاصة للفنون مثل الموسيقى والفنون الجميلة. وأن هدفنا من هذه الفصول ليس مجرد تنمية الرغبات والاستمتاع الفني، وإنما إدخال هذه المواد إلى حجرات الدرس بشكل رسمي وتدريسها وفقا لمناهج امتحانات القبول الجامعي."
تشانغ تشو جون طالبة السنة الثالثة بجامعة المعلمين وإحدى المتطوعات للعمل في مدرسة بيتشوان. وتدربت مؤخرا بشكل مركز على أداء قطعة موسيقية على البيانو تحت عنوان "زهور الكرز"، استعدادا لتدريب التلاميذ عليها. وقالت إنها تتمنى أن تساعد الموسيقى التلاميذ المتضررين على التعافي من الجروج النفسية وأن تعود إليهم مشاعر السعادة والسرور. وها هي تقول:
"الفرق العمري بيننا وبين التلاميذ ثلاث أو أربع سنوات فقط، لذلك فالتواصل بيننا سهل. وكنت أظن أن الموسيقى لا تتعدى كونها وسيلة يعبر أي شخص من خلالها عن مشاعره. ولكنني وجدت الآن أن الموسيقى وسيلة جيدة للتواصل أيضا."
ورغم الزلزال المدمر الذي انتزع أشياء كثيرة من الأطفال، ولكن أحلامهم الجميلة لم تتحطم، بل وأصبحت أكثر وضوحا وقوة. قوه دونغ مي البالغة من العمر ست عشرة سنة تلميذة في مدرسة بيتشوان، وفقدت إحدى ساقيها خلال الزلزال.وقالت لمراسلنا إن أمنيتها الكبرى هي أن تصبح في المستقبل طبيبة تقدم مساعدات للمحتاجين:
"أريد أن أعمل طبيبة، لأنني أرى أن الطب مهنة جيدة، ويمكن للطبيب أن يساعد الكثيرين على الصحة والعافية."
وقال السيد لي شوي مياو المسئول بمدرسة بيتشوان إن الجهات المعنية تخطط حاليا لإنشاء مبان جديدة وحديثة للمدرسة لتوفير ظروف دراسية أفضل للأطفال.
وفي الواقع، أن القطاع التعليمي يتعافى بسرعة هائلة من الزلزال الذي أحدث خرابا ودمارا بدرجات مختلفة على زهاء ثلاثة عشر ألف مدرسة في مقاطعة سيتشوان. وكانت أصوات القراءة الرنانة قد عادت مرة أخرى في اليوم التالي من وقوع الزلزال في خيمة من الخيام المؤقتة. وفي أقل من أربعة شهور، تم استئناف العمل الدراسي في جميع مدارس المقاطعة، داخل مبانيها المرممة أو المباني المؤقتة، مع إدراج الصحة النفسية ضمن مناهجها الدراسية. ومن المخطط أن تنتقل أغلبية المدارس من الأماكن المؤقتة إلى مبانيها الدائمة قبل الأول من سبتمبر المقبل.
وخلال زيارة المناطق المنكوبة، رأى مراسلونا الكثير من مشاريع المدارس قيد البناء والتشييد، منها مدرسة شيانغ أر الابتدائية شمال شرقي مدينة دو جيانغ يان، والتي دمرت مبانيها القديمة بشكل خطير خلال الزلزال.
يجري العمل حاليا على قدم وساق في موقع البناء. ويذكر أن مدرسة شيانغ أر الابتدائية الجديدة ستكون أول مدرسة في الصين تشيد هياكل جميع مبانيها من الأخشاب. وجميع المواد الخشبية تبرعت بها كندا. وقد تم الآن بناء الهيكل الرئيسي لكل من عمارتي التدريس والسكن. السيد تشانغ بينغ المسئول عن مشروعات إعادة البناء في مديرية التعليم بمدينة دو جيانغ يان قال:
"مدرسة شيانغ أر الابتدائية صممها معهد التصميم المعماري التابع لجامعة تونغجي، وتشرف على بنائها مجموعة الأرض الخضراء شانغهاي المحدودة للإنشاء. ومن المقرر الانتهاء من عملية البناء في الثلاثين من يوليو المقبل وتدخل المدرسة الجديدة إلى طور التشغيل عند بداية السنة الدراسية في الخريف القادم."
تبلغ مساحة مباني مدرسة شيانغ أر الجديدة خمسة آلاف متر مربع، وتشمل عمارة للتدريس وعمارة للسكن ومطعما وملعبا مكشوفا. وتتسع المدرسة لخمسمائة وأربعين تلميذا. وأضاف السيد تشانغ بينغ أنه تم تصميم المدرسة حسب متطلبات أعلى درجات القدرة على مقاومة الزلزال بالنسبة للمباني المدنية الصينية، قائلا:
" تقع مدينة دو جيانغ يان على حزام زلزالي، لذلك فلا بد من الالتزام بالمعايير الوطنية الخاصة بالقدرة على مقاومة الزلازل. وقد رفعت القدرة المطلوبة للمباني في المدينة إلى ثماني درجات بعد الزلزال المدمر، وإلى تسع درجات بالنسبة إلى المنشآت العامة مثل المدارس."
ومن جانبه، قال المهندس يانغ جيان تشنغ في مجموعة الأرض الخضراء شانغهاي للبناء والإنشاء والمسئولة عن عملية بناء مدرسة شيانغ أر الجديدة إن الكثير من التقنيات الحديثة تم استخدامها في بناء المدرسة:
"تتمتع المباني ذات الهياكل الخشبية بالقدرة العالية على مقاومة الزلازل، كما هي صديقة للبيئة. ومن أجل تعزيز قدرتها على مقاومة الحرائق، ستلصق على الجدران الخارجية لمباني المدرسة لوحات جبسية سمكها ثلاثة سنتيمترات، كما يتم تجهيز المباني بأنظمة الإطفاء الآلي. إضافة إلى ذلك، أضيفت إلى المدرسة الجديدة حجرتا درس متعددتا الوسائط والعديد من المختبرات وحجرات الدرس المتخصصة."
يتطلع التلاميذ والمعلمون بمدرسة شانغ أر الابتدائية إلى الانتقال إلى المباني الجديدة المريحة والآمنة. التلميذة بان تشياو في السنة السادسة قالت:
"إن المدرسة الجديدة جميلة. لقد قدم الكثيرون مساعدات كبيرة لنا. هم إناس عاديون، ولكن أفعالهم أفادتني كثيرا. وسوف أشارك مستقبلا في الأعمال التطوعية".
في مدرسة شيانغ أر الاتبدائية ومدرسة بيتشوان الثانوية ومدارس أخرى جديدة مبنية بالتقنيات الحديثة ومحاطة بالعناية والرعاية، لم يكن التلاميذ بعيدين عن تحقيق أحلامهم وأمنياتهم.