روابط

مقاطعة سيتشوان تتخذ إجراءات مختلفة لجذب الاستثمارات الأجنبية

   2009-05-06 17:20:02    cri

 ألحق الزلزال المدمر الذي ضرب في ال12 من مايو العام الماضي محافظة ونتشوان ألحق خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات ببعض مناطق مقاطعة سيتشوان. ولا تبعد مدينة تشنغدو حاضرة مقاطعة سيتشوان عن محافظة ونتشوان إلا مائة كيلومتر، ورغم أن الخسائر المفروضة عليها غير كبيرة، ولكن الزلزال أثر تأثيرا كبيرا على حياة وإنتاج مواطنيها. وحققت أعمال إعادة البناء الاقتصادي في مقاطعة سيتشوان خلال العام الماضي تقدما كبيرا. وبمناسبة مرور سنة واحدة على وقوع الزلزال، قام مراسل اذاعتنا لزيارة منطقة تنمية التكنولوجيا العالية بمدينة تشنغدو المكتظة بالمؤسسات الكبيرة حيث تعرف على الإجراءات التفصيلية التي اتخذتها المقاطعة لمواصلة تعزيز ثقة رجال الأعمال الأجانب، فيما يلى نقدم لكم تفاصيل التقرير.

تبلغ مساحة منطقة تنمية التكنولوجيا العالية بمدينة تشنغدو نحو 87 كيلومترا مربعا وتتكون من منطقتين جنوبية وغربية، وبدأ تأسيس هذه المنطقة في عام 1988، وبعد إجازة مجلس الدولة الصيني عام 1991، أصبحت هذه المنطقة من الدفعة الأولى لمناطق تنمية التكنولوجيا العالية على مستوى الدولة في الصين. وتوجد فيها في الوقت الحالي أكثر من 6000 مؤسسة مختلفة، بما فيها 590 مؤسسة للتكنولوجيا العالية مشكلة 64.8% و52.7% من حصص سوقي مدينة تشنغدو ومقاطعة سيتشوان كل على حدة. واستقرت شركة موتورولا الأمريكية وشركة سيمنز الألمانية وشركة سوميتومو اليابانية ومجموعة تشيا ياي التايلاندية وغيرها من أكثر من 400 مؤسسة مشهورة عابرة للحدود استقرت بالتتابع في هذه المنطقة.

شركة أريكسون واحدة من هذه المؤسسات، وأسست قبل خمس سنوات مركز بحث وتنمية لها في منطقة التكنولوجيا العالية بمدينة تشنغدو. أشار كونغ شيان دونغ المدير العام لشركة أريكسون المحدودة للتكنولوجيا اللاسلكية بتشنغدو إلى أن شركته اختارت مدينة تشنغدو للإستثمار بعد التفكير الدقيق ودراسات مع مختلف الجهات، اذ قال : 

"تم تأسيس مركز البحث والتنمية لشركة أريكسون بتشنغدو عام 2004. واخترنا مدينة تشنغدو بسبب دعم الحكومة المحلية الكبير واستطعنا استقدام عمال رفيعي المستوى، لأنه توجد في هذه المدينة جامعات رفيعة المستوى من حيث الأساتذة والتدريس مثل جامعة سيتشوان وجامعة العلوم الألكترونية بتشنغدو. إلى جانب ذلك وبالمقارنة مع المدن الصينية الأخرى مثل شانغهاى وبكين، تكاليف الاستثمار في تشنغدو أقل نسبيا، لذلك، أسست الشركة مركزها للبحث والتنمية في تشنغدو."

ووقع الزلزال المدمر في العام الماضي في أكثر المناطق تطورا اقتصاديا وجذبا للأموال الأجنبية بما فيها مدينتا تشنغدو وده يانغ وميان يانغ. لأن الأضرار الناجمة عن الزلزال أثرت تأثيرا سلبيا على استغلال الأموال الأجنبية، فيعتبر تعزيز ثقة رجال الأعمال الأجانب في الاستثمار مهمة أساسية في عملية إعادة البناء بعد الزلزال.

وبعد وقوع الزلزال، نفذ مكتب التجارة بمقاطعة سيتشوان فورا أعمال مكافحة الزلزال والإغاثة منه واستئناف الإنتاج للمؤسسات الأجنبية التمويل. وفي الوقت نفسه، أدرج ماكينات الهندسة وقطع غيار السيارات والأسمنت وغيرها من الصناعات التي سيساهم إنتاجها في عملية إعادة الإعمار بعد الزلزال في القائمة الإرشادية للصناعات المتفوقة لرجال الأعمال الأجانب لتعزيز استثمار رجال الأعمال الأجانب. وقال شي تشنغ هوا مسؤول مكتب التجارة بمقاطعة سيتشوان للمراسل إن دفعة من رجال الأعمال الأجانب زادوا من استثماراتهم في المقاطعة بعد الزلزال وخاصة في الربع الأول من هذا العام وشهد استثمار رجال الأعمال الأجانب في المقاطعة اتجاها جيدا. 

"إن عدد المشروعات بالتمويل الأجنبي في مقاطعة سيتشوان في الربع الأول من هذا العام والتي تتجاوز قيمتها الاستثمارية عشرة ملايين دولار أمريكي بلغ 15 مشروعا. وخلال تلك الفترة قامت سبع مؤسسات أجنبية مستثمرة في المقاطعة بزيادة رؤوس الأموال لاستثماراتها. وفي الوقت نفسه، أدخلت صناعة خدمات التعهيد بمقاطعة سيتشوان ثلاث مؤسسات دولية مشهورة، حيث فتحت مؤسسة أكسنتور وهي من المؤسسات ال500 الكبرى في العالم وأكبر مؤسسة في العالم لإدارة نظم سير العمل فتحت مركزها العالمي للتقديم في مدينة تشنغدو، كما فتحت كلا من شركة دي إتش أل الألمانية للتقديم السريع والنقل والإمداد وشركة الأمازون المشهورة للتجارة الألكترونية مركز خدماتها في المدينة."

وأظهرت الإحصاءات أنه في نهاية شهر مارس الماضي، بلغ عدد المؤسسات الأجنبية التمويل في المناطق الست المنكوبة بالزلزال بمقاطعة سيتشوان 4323 مؤسسة بزيادة 174 مؤسسة قبل الزلزال. أما إجمالي قيمة الاستثمارات الأجنبية في المقاطعة، فتجاوزت 43 مليار دولار أمريكي.

وأوضح هوانغ جيون نائب مدير مصلحة الصناعة والتجارة بمقاطعة سيتشوان أنه بسبب التأثيرات المزدوجة من جراء الزلزال المدمر 5.12 والأزمة المالية العالمية، ومقارنة مع ما كان عليه قبل الزلزال، انخفضت سرعة نمو عدد المؤسسات الأجنبية التمويل التي سجلت في المصلحة بمقاطعة سيتشوان خلال السنة الماضية انخفضت إلى حد ما، ولكن حماسة رجال الأعمال في الاستثمار في المقاطعة لم تنخفض. 

"بعد الزلزال، إزداد إجمالي عدد المؤسسات الأجنبية التمويل ازديادا مطردا، وخاصة في مدينة تشنغدو، فخلال الفترة من مايو العام الماضي إلى مارس هذا العام أي بعد الزلزال، وصل عدد المؤسسات الأجنبية التمويل التي سجلت حديثا في مصلحة الصناعة والتجارة بمدينة تشنغدو وصل إلى 166 مؤسسة، كما استقرت بعض المؤسسات الأجنبية الجديدة في التمويل للمناطق المنكوبة الأخرى، مما يدل على عدم انخفاض حماسة رجال الأعمال الأجانب في الاستثمار لهذه المناطق المنكوبة."

و ألحق الزلزال 5.12 المدمر خسائر فادحة بشركة أريكسون وغيرها من الشركات الأجنبية التمويل التي استثمرت أموالها في مقاطعة سيتشوان. رغم ذلك، يرى رجال الأعمال الأجانب أن عملية إعادة البناء الكبيرة الحجم في مقاطعة سيتشوان بعد الزلزال قدمت لهم فرصة تطور جيدة. وأشار لي يونغ تشيانغ نائب مدير عام شركة أريكسون بمنطقة غرب الصين إلى أن الثقة في تكنولوجيا الاتصالات لشركة أريكسون تم تأكيدها خلال عمليتي الإغاثة من الزلزال وإعادة البناء بعد الزلزال، ونظرا لتفاؤل الشركة إزاء آفاق تطور المقاطعة، أسست شركته في نوفمبر الماضي مقرها العام بمنطقة غرب الصين في منطقة تنمية التكنولوجيا العالية بمدينة تشنغدو، مضيفا أن شركته تعمل حاليا مع شركة موبايل الصين ويونيكوم الصين على استئناف شبكة الاتصالات في المناطق المنكوبة، مؤكدا أن نتائج إدارة شركته لم تنخفض بسبب الزلزال، بل شهدت ارتفاعا كبيرا، وعبر عن ثقته بالتطور المستقبلي لشركته. 

"بعد الزلزال، رأينا فرصة توسيع سوقنا في الصين، وخاصة في بعض المجالات المحتاجة إلى شبكة الاتصالات السليمة، حيث قد يفكر الزبائن أولا في استخدام منتجات أريكسون. وازدادت مبيعات شركتنا في الصين خلال العام الماضي بنسبة 40% عما كانت عليه في عام 2007. ويعتبر الطلب المتزايد أثناء إعادة البناء بعد الزلزال سببا رئيسيا لزيادة مبيعات شركتنا."

متعلقات
ما رأيك ؟
link | اتصل بنا |
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved.
16A Shijingshan Road, Beijing, China