v الإذاعة السودانية |
v وكالة أنباء شينخوا |
v صحيفة الشعب اليومية الصينية |
v تلفزيون الصين المركزي |
v مركز معلومات الانترنت الصيني |
v سفارة الصين لدى مصر |
v الوكالة الموريتانية للأنباء |
وصل مراسلونا قبيل الذكرى الأولى لوقوع الزلزال المدمر في مقاطعة سيتشوان الصينية إلى بلدة يينغشيو التي كانت مركز الزلزال، حين تعمل الماكينات وتسير السيارات وتظهر مشاهد العمل على قدم وساق في كافة الأماكن بمقاطعة سيتشوان التي ما زالت تجري بها عملية إعادة البناء. تبعد بلدة يينغشيو عن مدينة تشانغدو- حاضرة المقاطعة بأقل من مائة كيلومتر، أما مدينة دوجيانغيان فهى تقع في منتصفهما. وفي الساعة الثامنة صباحا، غادر مراسلونا مدينة دوجيانغيان متوجهين إلى بلدة يينغشيو، وبسبب الازدحام الكثير على الطرق وانسدادها، تقدمت سيارتنا ببطء شديد، حيث قطعت 45 كيلومترا من المسافة في أكثر من خمس ساعات، ووصلنا أخيرا إلى بلدة يينغشيو بعد الساعة الواحدة ظهرا.
وفي مساء اليوم نفسه، عدنا من يينغشيو إلى دوجيانغيان، عندما شعرنا بالقلق الشديد من قضاء خمس ساعات مرة أخرى على طريق العودة، سلكت سيارتنا حارة أخرى من الطريق السريع، وكانت سرعة السيارة ليست عالية، ولكن لم يمر إلا ربع ساعة فقط وقد وصلنا إلى مدينة دوجيانغيان. وعلمنا من السكان المحليين أن هذا الطريق السريع الذي يربط بين يينغشيو ودوجيانغيان سيتم إنجازه قريبا، وسيبدأ تشغيله بشكل كامل بمناسبة الذكرى الأولى لوقوع الزلزال أي في الثاني عشر من مايو الجاري. وكانت الخبيرة الإيطالية بإذاعتنا السيدة بونينو غابريلا سعيدة جدا بعد أن جربت الفرق ما بين خمس ساعات وربع ساعة، حيث قالت:
"استغرقنا ربع ساعة فقط خلال طريق العودة إلى دوجيانغيان، ولكن الذهاب إلى يينغشيو استغرق خمس ساعات، وهذا فرق كبير جدا. وبعد تشغيل هذا الطريق السريع سيصبح نقل المواد إلى ييينغشيو سهلا جدا، وسيسهم هذا الطريق بشكل كبير في إعادة البناء والإعمار بعد الزلزال."
لقد أدت الكوارث الناتجة عن زلزال ونتشوان المدمر في العام الماضي مثل الانهيار الأرضي أدت إلى أضرار كبيرة على المنشآت الأساسية للنقل والمواصلات في مقاطعة سيتشوان. حيث تضررت بشكل خطير تسعة طرق سريعة وستة عشر طريقا عاما هاما وعدد كبير من الطرق الريفية العامة، وكانت أكثر من أربعمائة بلدة قد أصبحت جزرا معزولة وانقطعت اتصالاتها مع الخارج، ومن بينها بلدة يينغشيو، حيث انعزلت عن الخارج تماما بعد وقوع الزلزال، واستغرق عمال الإنقاذ أربعة أيام لفتح الطريق المؤدي إلى يينغشيوأثناء توابع الزلزال ووجود الأمطار الغزيرة. هل توقع الناس في ذلك الوقت أن الطريق السريع إلى بلدة يينغشيو سيتم تشغيله بصورة كاملة بعد سنة واحدة فقط؟
وفي الحقيقة فإن الزلزال والكوارث الجيولوجية الناجمة عنه شكلت صعوبات لا مثيل لها لإصلاح وتمهيد الكثير من الطرق العامة، وفي مقاطعة سيتشوان جبال كثيرة، وبالإضافة إلى ذلك جعل الزلزال الظروف الجيولوجية هناك أكثر صعوبة، حيث تحدث الكوارث الجيولوجية مثل الانهيارات والسيول المحملة بالطين والحجارة بين الحين والآخر مما زاد من صعوبة وخطورة تمهيد الطرق العامة، نأخذ الطريق من يينغشيو إلى وولونغ الذي بدأ بناؤه في نهاية شهر مارس الماضي كمثال، فهو جزء من خط 303 الطريق الرئيسي في مقاطعة سيتشوان، وممر الحياة إلى منطقة وولونغ الخاصة، وقد انقطع تماما أثناء زلزال ونتشوان المدمر، وقال المسؤول بمؤسسة الملاك لهذا الطريق السيد يوان تشوان للمراسل:
"بعد زلزال 12 مايو، تضرر هذا الطريق بصورة كبيرة، ومن نفق شياو هو بينغ أي نقطة بدء المشروع حتى 17.8 كيلومترا، تضرر الجبل بصورة خطيرة، وتراكمت التربة والأحجار على جانبي الطريق، وحسب التقدير الأولي فإن حجم التراكم يتجاوز ثمانية ملايين متر مكعب."
يبلغ طول الطريق ما بين يينغشيو ووولونغ حوالي خمسة وأربعين كيلومترا، ومنها حوالي ثمانية عشر كيلومترا تحتاج إلى إعادة البناء، والباقية هى للإصلاح. ولإعادة بناء هذا الطريق العام مغزى هام بالنسبة لإعادة بناء المباني في منطقة وولونغ الأكثر تضررا أثناء الزلزال، والآن مرت سنة واحدة على وقوع الزلزال، وفي موقع بناء هذا الطريق العام في بلدة يينغشيو، قال مدير المشروع السيد لي تشونغ ون للمراسل إنه قد عمل مديرا لمشروعات الطرق العامة أكثر من عشرين عاما، وله خبرات وفيرة في هذا المجال، لكن هذا المشروع يشعره بالضغوط والتحديات التي لم يسبق لها مثيل.
"إن هذا المشروع صعب وخطير، وشكلت الانهيارات الأرضية والسيول المحملة بالطين والحجارة عديدا من المخاطر الأمنية أثناء البناء، وفي الوقت نفسه فإن ضمان النقل صعب وأجهزة الاتصالات لا تعمل جيدا ولا توجد إشارات الاتصال في الكثير من الأحيان، فكنا نواجه صعوبات كبيرة أثناء العمل."
ويعتبر النقل والمواصلات أساسا لإعادة البناء بعد الزلزال والتنمية الاجتماعية والاقتصادية، وتجري حاليا مشاريع إعادة بناء الطرق بعد الزلزال في سيتشوان بصورة سلسة، وحتى الآن تم إنجاز أربعة مشروعات لإعادة بناء الطرق السريعة، وبدأ بناء اثنين وثمانين من بين أربعة وثمانين طريقا عاما هاما وخطا اقتصاديا. أما الطرق الريفية العامة فقد تم إنجاز أو إصلاح أكثر من خمسة آلاف كيلومتر، وقال شيان شيونغ نائب مدير إدارة النقل والمواصلات بمقاطعة سيتشوان للمراسل:
"سنعتمد على الاستثمارات المركزية التي تبلغ قيمتها ثلاثين مليار يوان صيني، لإعادة المنشآت الأساسية للنقل والمواصلات في المناطق المنكوبة الأكثر تضررا بصورة شاملة، ونعمل على رفع المعايير التقنية والقدرات على مقاومة الكوارث ومستوى الخدمات، لدعم إعادة بناء وتنمية المناطق المنكوبة اقتصاديا واجتماعيا."
وأضاف شيان شيونغ أنه من المتوقع أن تتم إعادة بناء منشآت النقل والمواصلات خلال سنتين في مقاطعة سيتشوان، وفي ذلك الوقت سيكون لكل منطقة أكثر تضررا من الزلزال بالمقاطعة اثنين أو أكثر من منافذ الخروج، كما توجد في كافة أرياف المناطق الأكثر تضررا طرق اسمنتية، وسيتم بناء محطات لنقل الركاب في 70% من البلدات.