v الإذاعة السودانية |
v وكالة أنباء شينخوا |
v صحيفة الشعب اليومية الصينية |
v تلفزيون الصين المركزي |
v مركز معلومات الانترنت الصيني |
v سفارة الصين لدى مصر |
v الوكالة الموريتانية للأنباء |
إن العجوز دونغ تشنجي المقيم في بلدة شيانغ أر بمدينة دوجيانغيان بمقاطعة سيتشوان، يسير في كل مساء في القرية الجديدة البناء حاملا طيره الأليف، ويرى كيف بناء العمارات على مراحل عديدة، فهو مسرور جدا. وكان منزله قد تدمر جراء الزلزل الشديد الذي وقع في 12 مايو العام الماضي وكذلك المنازل السكنية الأخرى في القرية. وبعد وقوع الزلزل، سكن أفراد أسرته التسعة في البيوت السابقة التجهيز حسب ترتيب الحكومة المحلية، وبعد نصف سنة تقريبا، انتقلت الأسرة إلى العمارة الجديدة بكل سعادة. وقال دونغ تشنجي لمراسلنا إن الحكومة صممت البيوت وبنتها ووزعتها بشكل موحد، يمكن لكل شخص الحصول على 35 مترا مربعا من المساحة، فحصلت أسرة دونغ تشنجي على شقتين وكل شقة بها خمسة غرف، وأضاف دونغ تشنجي:
"أنا مسرور جدا، ولم أتخيل إقامتي في المسكن الجميل بدرجة عالية. رغم أن ظروفي كانت جيدة قبل الزلزال، إلا أن المسكن الحالي أحسن. نسكن الآن في العمارة التي توجد فيها الماء والكهرباء والغاز، وهي أحسن كثيرا من البيت الصغير الذي كنا تعيش فيه في الماضي."
وما أسعد العجوز دونغ أكثر هو أن هذا المسكن الجديد لم يكلفه أي أموال، وتم بنائه من خلال دعم الحكومة وتبرعات الأوساط المختلفة ووسائل جمع الأموال الأخرى، التي حلت مشكلة التكاليف المالية لإعادة البناء، حيث حصل مواطنو القرية على بيوتهم الجديدة مجانا.
في بلدة روشوي بمدينة شيفانغ في المناطق المنكوبة، العجوز تشاو روده انتقل إلى البيت الجديد أيضا قبل أشهر عديدة، اختلافا عن دونغ تشنجي، بيت تشاو روده ليس في العمارة، بل هو بيت مستقل لون جداره أبيض وسقفه أحمر ومساحة المسكن كبيرة. وتشكل البيوت المستقلة مثل هذه حيا سكنيا جديدا. وقال تشاو روده للمراسل إنه رغم وقوع بعض توابع الزلزال في السنة الأخيرة، إلا أنه يسكن في البيت الجديد ولا يخاف، إذ قال:
"هذا البيت صمم وبني وفقا لمعايير مكافحة الزلزال الوطنية، فجودته طيبة. كان بيتي قبل الزلزال بنيته بنفسي وهو قديم، وعندما وقع الزلزال، تم تدميره. أما الآن فنحن نسكن في هذا البيت الجديد، ولم نشعر بالقلق أو الخوف."
وقال تشاو روده للمراسل إن هذه البيوت تبنيها الحكومة، وبيعت بسعر التكلفة فقط. مثل البيت الذي يسكن فيه الآن، سعره نحو ستين ألف يوان صيني، وهذا السعر رخيص يمكن لأسرته التحمل، حيث اشترى تشاو روده هذا البيت من خلال بعض ودائعه الشخصية والقرض الميسر بالإضافة إلى الدعم المالي الوطني. وبعد سكنه في هذا البيت الجديد، اشترى تشاو روده أثاثا جديدا، وجهازي تليفزيون، ويخطط الآن على أن يكسب أموالا أكثر في الفترة القادمة ويزين هذا البيت ليكون البيت أمتع وأجمل.
وذكر مدير مكتب إعادة البناء في بلدة روشوي السيد تشانغ هوا فنغ أن هذه الطريقة التي تجمع القنوات الثلاث وهي الدعم الحكومي وأموال المواطن والقرض من البنك، تعتبر نمطا عاما لبناء المنازل خلال عملية إعادة البناء بعد الزلزال، حيث قال:
"قد تم تشكيل الأموال اللازمة لبناء المنازل، مع قلة أموال المواطنين، قدم الحكومة لكل أسرة دعما ماليا يبلغ 20 ألف يوان صيني، وقدم البنك لكل أسرة قرضا لا يتجاوز مبلغه 20 ألف يوان، أما الأسرة، فتدفع نحو 20 ألف يوان فقط، هكذا، يمكن للأسرة الحصول على مثل هذا البيت الجديد."
لم تقدم البيوت الجديدة والآمنة للمواطنين المنكوبين بعد إعادة البناء فحسب، بل وفرت الحكومة لهم الكثير من فرص التشغيل، حيث يمكن إيجاد العمل بسهولة. وإن عامل البناء فانغ شيوي واحد من بينهم. بعد الزلزال، حصل فانغ شيوي على العمل المستقر بمساعدة الحكومة. وقال للمراسل:
"بعد الزلزال، ارتفع راتبي، راتبي الآن أكثر من ألفي يوان كل شهر. كان في الماضي نحو ألف يوان فقط. وارتفع معدل مبلغ الرواتب في المنطقة المنكوبة، وقدمت الحكومة لنا مساعدات كبيرة."
بالإضافة إلى رفع الرواتب، دعت الحكومة الشركات في المدن الأخرى إلى المنطقة المنكوبة لتوفير فرص العمل. وشروط تشغيل بسيطة جدا، إذا رغبت في العمل بجد، فمن السهل أن تحصل عليه. وقال فانغ شيوي إن إبنه ولد عند الزلزال، عمره الآن عام واحد، فيعمل فانغ شيوي بجد كل يوم لكسب الأموال أكثر لتربية إبنه بشكل أفضل.
لقد أثر الزلزال تأثيرا كبيرا على المواطنين المنكوبين خاصة الجروح داخل القلوب. ومقارنة مع البالغين، من الصعب على الأطفال أن يخرجوا من تأثير الزلزال النفسي عليهم. ومن أجل مساعدتهم على الخروج من التأثير في أسرع وقت ممكن وتحقيق الصحة النفسية، أنشأت كل مدرسة في المناطق المنكوبة المكاتب الاستشارية النفسية، حيث يمكن للطلاب التعبير عن آرائهم في الذهن، كما أنشأت بعض المدارس دورات الموسيقى أو الرقص لتنمية هواياتهم. بالإضافة إلى ذلك، فإن المساعدات والرعايات من مختلف الأوساط ساعدت في دفء قلوب الأطفال الجريحة أيضا، حيث أتيحت فرصة لبعض الأطفال أن يسافروا إلى خارج الصين للنقاهة. إن الفتاة دنغ لي عمرها 14 عاما تدرس في المدرسة المتوسطة في بلدة ليقو في محافظة بيتشوان وهي من بين هؤلاء الأطفال المحظوظين، حيث سافرت مع مائة طالب من المناطق المنكوبة إلى الفلبين للنقاهة. بالنسبة لدنغ لي التي لم تسافر إلى المكان البعيد من قبل، أسعدها جدا أن ترى البحر للمرة الأولى. وتركت الرحلة التي استمرت أسبوعا ذكريات جميلة. وذكرت شيئا عن عمق الانطباعات خلال تلك الرحلة، حيث قالت:
"أعمق الانطباعات هي الوجوه المبتسمة للفلبينيين. كلما ركبت السيارة، رأيت الوجوه المبتسمة للفلبينيين على جانبي الطريق، ثم ابتسمت أيضا. وفي مرة، كان الطريق طويلا وابتسمت طول الرحلة حتى أصبح وجهي بشوشا. وأشتاق إلى الأصدقاء هناك، كنت أعلمهم الرقص المتميز لقوميتنا، وهم يعلموننا رقصهم أيضا. وأحب أغنياتهم القومية، لكنه صعب علي أن أتعلم ولم أتقنها."
في مدرسة ليقو المتوسط، 15 طالبا بالإجمال من بينهم دنغلي سافروا إلى الفلبين للنقاهة. وقال قوي تشنغيون الأستاذ في المدرسة إن التغير النفسي للطلاب كبير بعد العودة من النقاهة.
بعد عودة هؤلاء الطلاب من الفلبين، كانت نفوسهم هادئة. وكانوا قد تعرفوا على الخارج، وبعد العودة، قرروا أن يدرسوا بجد واجتهاد ويرفعوا النتائج الدراسية ويعززوا القدرات، من أجل إعادة الخير إلى المجتمع للشكر على رعاية الأوساط المختلفة بأعمالهم الفعالة.
والجدير بالذكر أن هناك دفعات عديدة أخرى من الطلاب سافروا إلى روسيا وبلغاريا والمجر للنقاهة. وفي المستقبل، سيسافر المزيد من الطلاب من المناطق المنكوبة إلى الخارج للنقاهة.
أعزائي، إن أهل مقاطعة سيتشوان في الصين يشتهرون بروح التفاؤل والعمود، رغم أن الزلزال دمر منازلهم وقتل أقرباءهم، إلا أنه لن يدمر تطلعاتهم للمستقبل الجميل. وقد ماضت كل الكوارث، وتواجههم الآن الحياة الجديدة.