روابط

مقاطعة سيتشوان تعمل على دفع تشغيل أبناء قومية تشيانغ في المناطق المنكوبة بالزلزال من خلال تطوير الموارد الثقافية القومية

   2009-05-12 14:44:27    cri

يصادف غدا الثلاثاء (12 مايو) الذكرى السنوية الأولى لوقوع زلزال ونتشوان المدمر الذي اجتاح مقاطعة سيتشوان جنوب غربي الصين في الثاني عشر من مايو العام الماضي، مما أدى إلى خسائر هائلة في الأرواح والممتلكات، وألحق أضرارا كبيرة أيضا بمحافظة بيتشوان الذاتية الحكم لقومية تشيانغ باعتبارها مركزا للزلزال. وبعد مرور سنة على الكارثة، ما تزال أعمال إعادة إعمار المناطق المنكوبة في مقاطعة سيتشوان محط اهتمام حكومات الصين على مستويات مختلفة والأوساط الاجتماعية. وفي حلقة اليوم، سوف نعرض لكم الجهود التي تبذلها مختلف الأوساط الاجتماعية الصينية لدفع تشغيل العمال الريفيين بمحافظة بيتشوان الذاتية الحكم لقومية تشيانغ من خلال تطوير الموارد الثقافية القومية.

بسبب الأزمة المالية العالمية، تعاني الشركات الصينية من صعوبات كثيرة، وتضطر بعضها إلى خفض حجم الإنتاج أو إيقاف الإنتاج بصورة مؤقتة، وجعلت عددا كبيرا من العمال الريفيين يفقدون أعمالهم في المدن، وعادوا إلى مساقط رؤوسهم، وهذا الوضع أثار قلقا بالغا لدى الحكومات الصينية على مختلف المستويات وجميع الأوساط الاجتماعية، وأصبح تشغيل العمال الريفيين العاطلين عن العمل وخاصة أبناء الأقليات القومية محط اهتمام المجتمع الصيني. وفي ظل هذا الوضع، بذلت حكومة محافظة بيتشوان الذاتية الحكم لقومية تشيانغ باعتبارها من أكثر المناطق تضررا بالزلزال في مقاطعة سيتشوان بذلت جهودا كبيرة لمساعدة العمال الريفيين العاطلين عن العمل من أبناء قومية تشيانغ على إيجاد فرص عمل لهم.

السيدة لو ميان رونغ إحدى سكان قرية شينغلي في بلدة ليه قو بمحافظة بيتشوان، وهي من قومية تشيانغ. فقدت لو ميان رونغ والديها ومنزلها خلال زلزال ونتشوان في العام الماضي، وكانت تعاني من صعوبات معيشية كبيرة. وفي الوقت الحالي، تعمل لو ميان رونغ في مصنع إنتاج المطرزات المميزة لقومية تشيانغ في قريتها، وقالت لمراسل إذاعتنا

" لقد انقضت الكارثة، ومن غير الضروري تذكرها إلى الأبد. ولا أرغب حاليا إلا في العمل من أجل حياة أفضل."

وعلم أن 90% من منازل قرية شينغلي دمرت خلال زلزال ونتشوان، وعانت حقول القرية من تلف أيضا. ولمساعدة المحليين على التخلص من التأثيرات السلبية الناجمة عن الزلزال بأسرع وقت ممكن، فكرت حكومة محافظة بيتشوان في تطوير التراث الثقافي المميز لقومية تشيانغ العريقة، وفي هذا الصدد، قال السيد شي تشنغ يو المسؤول بقرية شينغلي

"بسبب الزلزال، فقدنا المنازل والأرض الزراعية وفرص العمل، وليست لدينا إلا الموارد الثقافية المميزة لقومية تشيانغ. لذا نحاول تحويل هذه الموارد الثمينة إلى الفوائد الاقتصادية الملموسة."

وأشار هذا المسؤول إلى أن فتح مصنع للتطريز يعتبر وسيلة جيدة لتطوير الموارد الثقافية القومية، مضيفا أن مصنع التطريز بقريته قد نظم دورات عديدة من التدريبات لأهل القرية منذ تأسيسه، وبفضل مساعدته، أتقن كثير من سكان القرية تقنيات التطريز ذات الخصائص المميزة لقومية تشيانغ. والآن لم يستطع المصنع سد الاحتياجات المحلية فحسب، بل يفتح الأسواق الخارجية أيضا، حيث تنقل منتجاته للبيع في المدن والمقاطعات الأخرى وحتى للتصدير إلى الدول الأجنبية.

وقال السيد شي تشنغ يو إن تطوير المطرزات المميزة لقومية تشيانغ لا يسهم في توارث الثقافة القومية وتعميمها فحسب، بل يحل أيضا مشاكل العمالة لنساء الأقليات القومية وخاصة هؤلاء الفئة المنخفضة المستويات التعليمية التي تواجه صعوبات في إيجاد فرص عمل عادية. ويوفر إنتاج المطرزات المميزة لقومية تشيانغ وسائل مقبولة لهن لزيادة الدخل. وأضاف قائلا

"تعد النساء فئة اجتماعية محتاجة، وليست لديهن القوة البدنية الكافية لممارسة الأعمال الثقيلة. وبعد الزلزال، لم يحصلن على أية فرصة عمل لأن الزلزال دمر كل الأشياء. وفي ظل هذه الظروف، بدأت النساء ممارسة التطريز في المساكن البسيطة في أوقات الفراغ لاكتساب الأموال."

السيدة لو لين امرأة من قومية هان، وزوجها من قومية تشيانغ. تتولى لو لين حاليا منصب مديرة عامة في شركة فو شان للمطرزات المميزة لقومية تشيانغ بمحافظة بيتشوان، وتسعى لتطوير الموارد الثقافية لقومية تشيانغ من أجل توارث ثقافة قومية تشيانغ وتعميمها، لأنها تحب هذه الثقافة حبا جما. وبفضل الجهود التي بذلتها لو يان، أعدت شركتها مجموعة من الأكفاء الممتازين لممارسة التطريز، وأنشأت ماركة معروفة للمطرزات المميزة لقومية تشيانغ، وصدرت منتجاتها التي تدمج الإبداع مع الخيال. وقالت لو يان لمراسل إذاعتنا إنها أنشأت هذه الشركة لتقديم مساعدات للمنكوبين بكل ما في وسعها.

"عندما وقع زلزال ونتشوان في الثاني عشر من مايو العام الماضي، كنت في مدينة ميان يانغ، وبعد مشاهدة التقارير المعنية الصادرة عن مختلف وسائل الإعلام، إغرورقت عيني بالدمع. وكنت أرغب في الذهاب إلى محافظة بيتشوان للعمل هناك كمتطوعة، إلا أنني لا أستطيع ممارسة الأعمال الثقيلة بسبب قوتي البدنية الضعيفة. ثم فكرت في إنشاء شركة في المحافظة لإنتاج المطرزات المميزة لقومية تشيانغ، وأود الإسهام من خلاله في توارث تقنيات التطريز باعتبارها جزءا هاما من ثقافة قومية تشيانغ."

وقالت لو يان للمراسل إن طريق إنشاء الشركة كان شاقا جدا، علما بأن عدد النساء في الأرياف المكتظة بأبناء قومية تشيانغ بلغ 62 ألفا قبل الزلزال، منهن 10 آلاف امرأة يتقنّ التطريز، لكن هناك ألف امرأة فقط تعرف كيفية تعليم هذه التقنيات، وتعيش معظمهن في مناطق نائية متخلفة الاقتصاد وصعبة المواصلات، وإضافة إلى ذلك، لقي كثير من ورثة التراث الثقافي غير المادي لتقنيات التطريز مصرعهم في الزلزال. وفي ظل هذه الظروف، لم تجد لو يان إلا ثلاثة معلمين خلال شهر.

وبعد إنشاء الشركة، لم تحصل لو يان على الفوائد الاقتصادية، بل خسرت أموالا كثيرة في عقدها التجاري الأول. وعادت بذاكراتها إلى الأيام الماضية قائلة

"في البداية، لم تكن في شركتي إلا تسع معلمات فقط، لذا ما استطعن تدريب العاملات بصورة جيدة. وبعد توقيع أول عقد لشراء المطرزات، وزعنا على العاملات المواد الخام للتطريز، وعندما تسلمنا المنتجات الجاهزة منهن، وجدنا أن أكثر من 60% منها غير مطابقة للمعايير."

وخسرت لو يان أكثر من مائة ألف يوان صيني في العقد التجاري الأول. لكنها لم تتخل عن قضيتها، بل عززت تدريب العاملات والارتقاء بجودة المنتجات بغية مساعدة نساء قومية تشيانغ في المناطق المنكوبة على التخلص من التأثيرات السلبية الناجمة عن الزلزال في أسرع وقت ممكن. وتحت دعم مختلف الأوساط الاجتماعية والحكومات على المستويات المختلفة، نجحت شركة لو يان في فتح الأسواق داخل البلاد وخارجها، وتباع حاليا منتجاتها في مدينتي شانغهاي وشنتشن ومقاطعة قوانغدونغ جنوبي البلاد، إضافة إلى تصدير المطرزات المميزة لقومية تشيانغ إلى كوريا الجنوبية وسنغافورة. وقالت لو يان للمراسل إن نساء قومية تشيانغ قد بدأن الخروج من الألم والتمتع بحياة جديدة من خلال العمل الجاد، وأضافت قائلة

"في الشهور الماضية، كنت أعيش حياة رغدة مع أخوات قومية تشيانغ، حيث اشتغلنا في العمل، وحصلنا على الفوائد الاقتصادية الكثيرة منه، وشعرنا بالسرور والسعادة. وشربنا الخمر وأدينا الغناء أحيانا للتمتع بالحياة الجديدة."

وعلم أن محافظة بيتشوان تخطط لإنشاء منطقة صناعية وسياحية خاصة للمطرزات المميزة لقومية تشيانغ. ومن المتوقع أن تنتج هذه المنطقة 40 ألف قطعة مطرزة سنويا، وتبلغ قيمة المبيعات 20 مليون يوان صيني سنويا، وستوفر المنطقة زهاء ألف موقع عمل لنساء قومية تشيانغ. وإضافة إلى ذلك، ستجذب المنطقة أكثر من مليون زائر إليها سنويا، الأمر الذي سيوفر 300 فرصة عمل للنساء المحليات.

قومية تشيانغ هي من الأقليات القومية القديمة في الصين، ويرجع تاريخها إلى آلاف السنين. وكانت هذه القومية قد لعبت دورا هاما في مسيرة تطور حضارة الأمة الصينية، علما بأن أسلاف قومية تشيانغ بدأوا يعيشون في وسط الصين منذ أكثر من 3000 سنة، وانشأوا حضارة رائعة في هذه الأرض، ويقال إن البطل المشهور /دا يو/ الذي نجح في قيادة الشعب الصيني لمكافحة الفيضانات في زمن قديم جدا، وحظي باحترام ومحبة الأجيال اللاحقة، هو من أبناء قومية تشيانغ أيضا. والآن يقدر عدد أبناء قومية تشيانغ بأكثر من 300 ألف نسمة، ويقطن معظمهم في مقاطعة سيتشوان، حيث أسست الحكومة لهم محافظة بيتشوان الذاتية الحكم التي تعد المحافظة الوحيدة الذاتية الحكم لقومية تشيانغ بالبلاد، إضافة إلى ولاية آبا الذاتية الحكم لقوميتي التبت وتشيانغ. وتشتهر قومية تشيانغ اليوم بالبناء المعماري والتطريز والموسيقى والرقص ذات الخصائص القومية الفريدة. وعقب وقوع الزلزال، أسرعت الهيئات الحكومية والمنظمات الشعبية الصينية الخاصة بحماية الآثار وهيئات دراسات التراث الثقافي أسرعت إلى اتخاذ إجراءات لحماية ثقافة قومية تشيانغ، حيث شكلت فرق عمل متخصصة وأرسلت خبرائها إلى المناطق المنكوبة لتقييم الأضرار في مواقع التراث الثقافي، وطرحت المقترحات المعنية لحماية ثقافة قومية تشيانغ.

وبعد نصف سنة من وقوع الزلزال، أعلنت وزارة الثقافة الصينية إنشاء منطقة تجريبية لحماية الثقافة والبيئة الأحيائية لقومية تشيانغ، وأصدرت خطة عمل معنية، حيث أدرجت المناطق المكتظة بأبناء قومية تشيانغ في مقاطعتي سيتشوان وشانشي ضمن نطاق الحماية، وأكدت أن كلا من الآثار وورثة التراث الثقافي غير المادي في محمية الثقافة والبيئة الأحيائية لقومية تشيانغ ضمن أهداف الحماية، وستقدم الميزانية المركزية الصينية الدعم المالي لها. وحسب هذه الخطة فإن الحكومة تسعى لاستعادة أساليب الإنتاج والمعيشة الأصلية لهذه القومية بحلول عام 2015، واستكمال آلية توارث الثقافة القومية.

متعلقات
ما رأيك ؟
link | اتصل بنا |
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved.
16A Shijingshan Road, Beijing, China