v الإذاعة السودانية |
v وكالة أنباء شينخوا |
v صحيفة الشعب اليومية الصينية |
v تلفزيون الصين المركزي |
v مركز معلومات الانترنت الصيني |
v سفارة الصين لدى مصر |
v الوكالة الموريتانية للأنباء |
وو قوان تشونغ
تعاون متحف الفنون الصيني ومتحف الفنون بشانغهاي ومتحف الفنون السنغافوري مؤخرا في إقامة معرض بعنوان "الزراعة والمساهمة" لعرض الأعمال التي تبرّع بها الرسام الصيني الكبير وو قوان تشونغ الى هذه المتاحف الثلاثة. يبلغ السيد وو قوان تشونغ ال90 من العمر هذا العام، ويحتلّ مكانة هامة في مسيرة تطور الفنون الجميلة بالصين في العصر الحاضر.
اُفتتح هذا المعرض في متحف الفنون الصيني في أواخر فبراير الماضي، حيث عُرض فيه أكثر من 180 عملا من إبداع السيد وو قوان تشونغ فضلا عن الوثائق والصور والأعمال المرئية المتعلقة بالفنون، الأمر الذي عكس المشوار الفني للسيد وو قوان تشونغ خلال أكثر من 70 سنة مضت. وأوضح السيد تشيان لين شيانغ نائب مدير متحف الفنون الصيني قائلا:
"يحب السيد وو قوان تشونغ الفنون كثيرا. خلال عشرات السنين يواصل سعيه في هذا المجال. إنه رسام ذو قيمة مميزة في تاريخ الفنون الجميلة الصينية في القرن العشرين، ويقدم مساهمات عظيمة في حقل الفنون الجميلة."
ولد وو قوان تشونغ عام 1919 في عائلة فلاحية بمحافظة ييشينغ بمقاطعة جيانغسو شرق الصين. وبدأ دراسة الفنون وهو في ال18 من العمر، وتخرّج من المدرسة الوطنية الخاصة بالفنون بمدينة هانغتشو في مقاطعة تشجيانغ. وفي عام 1946 أوفدت وزارة التعليم أكثر من 100 طالب الى فرنسا للدراسة، وبينهم طالبان لدراسة الفنون الجميلة، وكان وو قوان تشونغ أحدهما. وفي عام 1947 التحق وو قوان تشونغ بالمعهد الوطني العالي للفنون الجميلة بباريس لدراسة الرسم الزيتي على يد الأستاذ سوفبير. وترك الأستاذ سوفبير تأثيرا هاما على وو قوان تشونغ. وعند تخرّجه قرأ رسالة كتبها الرسام فينسنت فان كوغ (Vincent Van Gogh) الى شقيقه الصغير، قال فان كوغ فيها: يجب أن ترجع الى بلدك، إنك القمح الذي يترعرع في الحقول. وحثّت تلك الكلمات وو قوان تشونغ على العودة الى الوطن الأم في عام 1950.
أحد الرسوم لوو قوان تشونغ
استفاد وو قوان تشونغ من الثقافات الصينية والغربية كثيرا، وينهمك في البحوث للدمج بين الفنون الصينية والغربية.
عمل السيد وو قوان تشونغ كمعلم بالتتابع في معهد الفنون الجميلة المركزي، وقسم الهندسة المعمارية بجامعة تشينغهوا، ومعهد الفنون ببكين، ومعهد الفنون الجميلة واليدوية المركزي. وفي عام 1970 سافر الى الأرياف للعمل لمدة 3 سنوات. وفي تلك السنوات الثلاث أبدع دفعة من اللوحات المفعمة بالخصائص الريفية. ومنذ أواخر سبعينات القرن الماضي أبدع كثيرا من الأعمال التي لا تختلف عن لوحات رسم الحبر التقليدي الصيني فحسب، بل تتميز عن الفنون الغربية المعاصرة أيضا.
في عام 1992 أقام المتحف البريطاني للسيد وو قوان تشونغ معرضا شخصيا بعنوان " وو قوان تشونغ – رسام صيني في القرن العشرين"، وهي المرة الأولى التي يقيم المتحف البريطاني فيها معرضا لرسام صيني لا يزال على قيد الحياة. وفي عام 2000 اُنتخب وو قوان تشونغ أكاديميا بالمعهد الفرنسي، وهو أول رسام صيني يفوز بهذا اللقب، كما هو أول آسيوي يحظى به خلال قرابة 200 سنة بعد تأسيس المعهد الفرنسي.
إن أسعار لوحات وو قوان تشونغ عالية جدا في أسواق الأعمال الفنية بالعالم. ولكنه قال إنه لا يهتم بأسعار تلك اللوحات. وقد تبرّع بأفضل أعماله الى متاحف الفنون الحكومية.
وعندما سأله مراسلنا عن كيفية مواصلة نشاط إبداعه، أجاب:
"أولا، لا أخشى من الفقر، إن متطلباتي في الحياة بسيطة جدا، وأوظف جميع مشاعري في الفنون، مجمل القول أنني أنسى نفسي."
في أوائل تسعينات القرن الماضي ألف وو قوان تشونغ مقالات لنقد ظاهرة تقليد اللوحات القديمة الصينية، الأمر الذي أثار نقاشا حادا في وسط الرسامين. وبهذا الخصوص أوضح السيد وو قوان تشونغ قائلا:
"لا توجد طرق محددة للرسم. يمكن أن تعبّر عن عواطفك بأي طريقة. لذلك أعارض التقليد."