كُتاب من مقاطعة شانشي ينشطون في الحقل الأدبي بالصين

إن مقاطعة شانشي الواقعة بشمال غربي الصين غنية بالثقافات. ومنذ أواسط القرن العشرين سعت دفعة من الكُتاب الذين ولدوا ونشأوا فيها وراء كشف وتسجيل تاريخ هذه المقاطعة والتغيرات التي شهدتها. وخلال عشرات السنين الماضية ألّف بعضهم أعمالا ممتازة حتى اُعتبروا أنشط دفعة في الحقل الأدبي بالصين.

تم إعلان جائزة ماو دون الأدبية – أهم جائزة صينية للروايات الطويلة مؤخرا، حيث فازت بها الرواية الطويلة حول أرياف مقاطعة شانشي "تشن تشيانغ". ومؤلف هذه الرواية، هو جيا بينغ وا الذي يعتبر أحد أهم الكُتاب مقاطعة شانشي. وفي مراسم توزيع الجائزة أشاد عضو لجنة التحكيم عاليا بهذه الرواية قائلا:

"إن رواية تشن تشيانغ دقيقة في الوصف، وهي ناجحة في عكس الوضع الحقيقي للحياة والتناقضات التي يواجهها عامة الناس بالصين في الوقت الحاضر."

إن رواية "تشن تشيانغ" هي الرواية ال12 من تأليف جيا بينغ وا، ووصفت أرياف مقاطعة شانشي في ظل التطور الاجتماعي السريع بالصين. وفوجئ جيا بينغ وا بفوزه بهذه الجائزة، وقال في مراسم توزيع الجائزة:

"إنها رواية كنت أرغب في تأليفها كثيرا، وبذلت جهودا كبيرة في كتابتها. عندما بدأت تأليفها، لا أعرف نتيجتها، ولكنني أقسمتُ على أن أقيم بهذه الرواية نصبا تذكاريا لماضي مسقط رأسي."

تأسست جائزة ماو دون الأدبية التي سُمّيت باسم الكاتب الصيني الراحل المشهور ماو دون، في أوائل ثمانينات القرن الماضي. وحتى الآن قد تم توزيع 7 دورات من هذه الجائزة، وقبل الكاتب جيا بينغ وا، فاز بها كاتبان آخران هما لو ياو وتشن تشونغ شي من مقاطعة شانشي.

لم يكن تميز الكُتاب من مقاطعة شانشي ظاهرة عرضية. في الحقيقة أن الكاتب ليو تشينغ من مقاطعة شانشي ألّف رواية مشهورة بعنوان "تشوانغ يه شي" حول التغيرات التي شهدتها الأرياف الصينية في خمسينات القرن الماضي، اُعتبرت روايته هذه عملا ممتازا حينذاك. وترك ليو تشينغ تأثيرات كبيرة على الكُتاب من مقاطعة شانشي في السنوات اللاحقة. وأوضح الناقد الأدبي المشهور خه شي لاي قائلا:

"لقد أثّر ليو تشينغ كثيرا في لو ياو وتشن تشونغ شي وجيا بينغ وا. ألّف ليو تشينغ روايته "تشوانغ يه شي" حول الأرياف، وترك تأثيرا كبيرا في الحقل الأدبي بمقاطعة شانشي."

بعد ليو تشينغ، أصبح لو ياو رائدا بين الكُتاب بمقاطعة شانشي. في أوائل ثمانينات القرن الماضي، أصدر لو ياو روايته المتوسطة "رن شينغ"(بمعنى الحياة)، ثم تم تحويلها الى فيلم أثار هزة كبيرة في أنحاء البلاد فور عرضه.

اتخذت رواية "رن شينغ" الحياة الواقعية بمقاطعة شانشي خلفية لها، وتحكي قصة حول الشاب الريفي المثقف قاو جيا لين أمام التغيرات الاجتماعية بعد تطبيق سياسة الإصلاح والانفتاح بالصين. وأوضح الناقد الأدبي خه شي لاي قائلا:

"لماذا تركت أعمال لو ياو تأثيرات كبيرة بالصين؟ في الحقيقة أنه تحدّث مبكرا عن مشكلة تغيير أوضاع الفلاحين."

لم يكن لو ياو كاتبا غزير الإنتاج، لكن كل عمل من أعماله رائع جدا. وإن روايته الطويلة "العالم العادي" جعلته يصل الى الذروة. عكست هذه الرواية بشكل شامل الحياة في المدن والأرياف الصينية والتغيرات العاطفية والفكرية للناس في عصر الإصلاح. أثرت في العديد من القُراء، وفازت أخيرا بجائزة ماو دون الأدبية. وبعد ذلك فازت رواية "باي لو يوان" من تأليف الكاتب تشن تشونغ شي من مقاطعة شانشي بجائزة ماو دون أيضا. وتم تحويل هذه الرواية الى أعمال متنوعة معروضة على المسارح، وأثارت صدى كبيرا.

مقارنة مع الكُتاب من المناطق الأخرى بالصين، يتميز الكُتاب من مقاطعة شانشي بالجرأة على مواجهة المشاكل الواقعية بشجاعة. كما يتميزون بتفكيرهم في الفنون وأساليبهم الأدبية النشيطة. وأوضح الناقد الأدبي خه شي لاي قائلا:

"إن الأعمال من إبداع الكُتاب بمقاطعة شانشي قريبة من الواقع، وتعكس أوضاع تطورنا في العصر الحاضر."

في السنوات الأخيرة ظهرت دفعة جديدة من الكُتاب بمقاطعة شانشي، ومن المحتمل أن يواصلوا تحقيق نجاحات في الحقل الأدبي.