الكاتب المسرحي الصيني هوانغ تسونغ جيانغ

الكاتب المسرحي الصيني هوانغ تسونغ جيانغ

يبلغ الكاتب المسرحي الصيني هوانغ تسونغ جيانغ ال88 من العمر هذا العام، سبق أن عمل ممثلا وجنديا. ولم ينقطع عن التأليف في أيام شيخوخته. ولد عام 1921 ببكين. وشنّت اليابان حربا عدوانية على شمال شرقي الصين عام 1931. وقُبيل تلك الحرب ألّف أول عمل له بعنوان " قلب البشر". ورغم تأليفه العديد من الأعمال، لا يزال يتذكر عمله هذا حتى الآن.

"شعرنا باقتراب الحرب، فألّفت تمثيلية للأطفال، حيث تعايشت الحيوانات بسلام، ولكن الانسان اعتدى عليها وقتلها، فأسقطته الحيوانات لكشف قلبه، ووجدت أن قلبه أسود. نشر زميل لي عملي هذا في صحيفة العالم الصينية اليومية."

كان والداه دائما ما يصطحبانه لمشاهدة الأوبرات المحلية. وفي عام 1935 التحق هوانغ تسونغ جيانغ بمدرسة نان كاي المتوسطة بتيانجين المشهورة بتقديم المقطوعات التقليدية. أظهر هوانغ تسونغ جيانغ مؤهلاته على المسرح بالمدرسة، وكان ممتازا في تمثيل أدوار الطالبات. وأوضح هوانغ تسونغ جيانغ أنه عزم على ممارسة إبداع المسرحيات بعد مشاهدة عمل الكاتب المسرحي المشهور تساو يو بعنوان " أمطار رعدية"، لأنه أحب ذلك العمل كثيرا. ورأى أن الكاتب المسرحي الممتاز يجب أن يعمل ممثلا للتعرف على المسرح بصورة جيدة.

"رأيت أنني مناسب لممارسة كتابة المسرحية. لست موهوبا، لكنني أستطيع معرفة المسرح معرفة جيدة عبر التمثيل لإبداع المسرحيات في المستقبل."

عام 1940 وصل هوانغ تسونغ جيانغ الذي لم يتخرج من الجامعة الى شانغهاي والتحق بفرقة فنية. وبسبب غياب نجم سينمائي، طلب المخرج من هوانغ تسونغ جيانغ تمثيل دور رجل سيئ، فبدأ هوانغ تسونغ جيانغ عمله كممثل.

"كان ذلك دورا سلبيا، وبسبب انشغال ممثله، مثّلتُ ذلك الدور بدلا عنه. كنتُ في ال19 من العمر، ولكنني نجحتُ في تمثيل دور عجوز سمين. واستفدتُ من ذلك كثيرا."

بعد ذلك أصبح هوانغ تسونغ جيانغ ممثلا مشهورا يحظى باهتمام المشاهدين. كان مزاجه هادئا. ومن أجل عدم التنافس مع صديق حميم له، غادر شانغهاي الى تشونغتشينغ والتحق بدار المسرحيات الصينية. رغم أنه كان مشهورا في شانغهاي، لكن لا أحد يعرفه في تشونغتشينغ. وبفضل تمثيله 3 أدوار في مسرحية "شي جوي تشون تشيو"، أصبح مشهورا من جديد.

"مثلت دور رجل سيئ في تلك المسرحية، ولقي تمثيلي تقديرا واسعا من قبل المشاهدين."

ومن أجل الدفاع عن الوطن، انضمّ هوانغ تسونغ جيانغ عام 1943 الى القوات البحرية للجيش، وسافر مع أكثر من 1000 عسكري الى الولايات المتحدة لاستلام السفن الحربية التي تبرّعت بها الولايات المتحدة لضرب الغزاة اليابانيين. وعندما عادوا الى البلاد، كانت اليابان قد أعلنت استسلامها. فتسرح هوانغ تسونغ جيانغ من الجيش وعاد الى الجامعة لإكمال الدراسة. وبعد ذلك عاد الى شانغهاي وبدأ إبداع النصوص المسرحية. حيث ألّف عملا بعنوان "دا توان يوان"( بمعنى اجتماع الشمل)، وكان ذلك أول عمل له يُعرض على الشاشة. ومنذ ذلك الحين تحوّل هوانغ تسونغ جيانغ من ممثل الى كاتب مسرحي.

بعد تأسيس الصين الجديدة عام 1949 انهمك هوانغ تسونغ جيانغ في الإبداع بحماسة أعظم. وألّف فيلم "قصة بليو باو" الذي يحكي قصة حب بين ضابط شاب وفتاة قروية.

ما تستمعون اليه الآن هو الأغنية الرئيسية لهذا الفيلم وهي بعنوان "جيو جيو يان يانغ تيان". وحقق هذا الفيلم نجاحا كبيرا بعد عرضه، وازدادت شهرة هوانغ تسونغ جيانغ بين الناس. وحتى الآن لا تزال أغنية "جيو جيو يان يانغ تيان" تتناقل على ألسنة الكثير من الناس.

لم يكن هوانغ تسونغ جيانغ ممتازا في وصف المشاهد الدقيقة فحسب، بل أجاد في وصف الحوادث الاجتماعية العظيمة أيضا. بعد تطبيق الإصلاحات الديمقراطية في التبت عام 1959 سافر هوانغ تسونغ جيانغ 4 مرات الى التبت وزار العديد من الفلاحين الذين كانوا عبيدا وألّف " الفلاحون العبيد". وعرض هذا الفيلم عام 1964 ولقي تقديرا عاليا في أنحاء البلاد حتى اعتبره الناس ذروة إبداعات هوانغ تسونغ جيانغ. ولكنه كان متواضعا جدا. وقال:

"لا أعتبر أن ذلك كان ذروة إبداعاتي. بقيتُ في التبت لفترة، ورغبت في تأليف شيء، لكن لم أنجح في ذلك، وبعد عودتي الى شانغهاي ألّفت العمل أخيرا. أرى أنني محظوظ جدا."

لم تكن حياة هوانغ تسونغ جيانغ سلسة. فقد سعى وراء الحب في شبابه، ولم يجد سعادته. وفي عام 1957 تزوّج من روان رو شان وبدآ يعيشان عيشة سعيدة. وقد توفّيت زوجته. ورغم كبر سنّه، لكنه لم ينقطع عن التأليف، بل يرغب في أداء المزيد من الأمور في حياته.

"رغم كبر سنّي، لكني لا أزال أفكر دائما كيف أعيش بسعادة، وكيف أحقق السعادة للآخرين. سأواصل التأليف ما دمتُ حيّا."

سينشر هوانغ تسونغ جيانغ ديوان مقالات نثرية حول الفنون والحياة في المستقبل القريب، ويتمنى أن يواصل التمتع بالحياة مع الآخرين.