v الإذاعة السودانية |
v وكالة أنباء شينخوا |
v صحيفة الشعب اليومية الصينية |
v تلفزيون الصين المركزي |
v مركز معلومات الانترنت الصيني |
v سفارة الصين لدى مصر |
v الوكالة الموريتانية للأنباء |
إن سور الصين العظيم المشهور على الصعيد العالمي هو من أطول المنشآت العسكرية في العصر القديم بالعالم. إذن فكم مسافة السور العظيم؟ الإجابة على هذا السؤال ظلت غير مؤكدة منذ أمد طويل. وقبل فترة أعلنت مصلحة الدولة الصينية للآثار ومصلحة الدولة الصينية للسبر بصورة مشتركة أن إجمالي طول سور الصين العظيم الذى بدأ بناؤه في أسرة مينغ الملكية هو 8851.8 كيلومتر. إن هذا الرقم الدقيق لمسافة السور أعلنتها الصين لأول مرة. أما معرفة الرقم المضبوط لمسافة جميع قطع سور الصين العظيم فهى من أعمال مشروع حماية السور التي تقوم بها الصين حاليا. إن إعلان هذا الرقم المضبوط دل على أن الصين قد حققت نتائج مرحلية في تنفيذ مشروع حماية السور العظيم كما وضع اساسا متينا لوضع خطة كاملة لحماية السور في المستقبل.
إن عملية بناء السور بدأت في القرن السابع أو الثامن قبل الميلادي واستمرت أكثر من 2000 سنة. وانتشرت قطعات السور في عدد من المقاطعات والمناطق ذاتية الحكم والمدن تحت الإدارة المباشر بالصين. أما القطعة من السور والتي بدأ بناؤها في أسرة مينغ الملكية الممتدة من القرن ال14 حتى القرن ال16 فهى أطول قطعة وأضخمها وأكثرها متانة للسور. إن الرقم الذى تم إعلانه هو رقم مسافة القطعة من السور والتى تم بناؤها في أسرة مينغ الملكية.
ومنذ أمد طويل لم تتعثر الصين على المعلومات الثابتة عن المسافة الحقيقية للسور. وظل يتناقل على ألسن المواطنين الصينيين قول " وانغ لي تشانغ تشينغ" أى سور الصين العظيم البالغ أكثر من 10000 لي. إن 10000 لي تساوى 5000 كيلومتر. والخبير لوه تشيه ون لبحث أحوال سور الصين العظيم والرئيس الشرفي لجمعية سور الصين العظيم وصف طول السور العظيم بأنه ممتد إلى أكثر من 10000 لي فقال
كنت قلت إن عملية بناء سور الصين العظيم استمرت أكثر من 2000 سنة متواصلة. وإن هذه العملية ليست لها مثيل في العالم. وعلاوة على طول مسافته فإن ما يحتويه السور من المعاني وافرة جدا وعكس أحوال المجتمع الإقطاعي في الصين القديمة والنتائج التى حققها أبناء الشعب الصيني من مختلف القوميات في أعمالهم.
دارت عجلة الزمن لأكثر من 2000 سنة والسور العظيم ما زال قائما على الأرض شامخا بعد ترميمها المستمر. إن سور الصين العظيم بالنسبة للأمة الصينية ليس بناءا قديما فقط بل إنه رمز روحي للأمة الصينية. وهنا مثل صيني يقول " من لم يأت إلى سور الصين العظيم فهو ليس رجلا عظيما". حقا إن سور الصين العظيم هو بمثابة القوة الدافعة للناس إلى الأمام للعمل بالكد والجهد والشجاعة. لذلك فإن الصينيين ظلوا يولون الاهتمام بحماية السور منذ زمان. إن السيد لوه تشيه ون البالغ 85 سنة من العمر شارك في أعمال السبر والحماية للسور في أوائل خمسينات القرن الماضي. وفي ذلك الحين اتخذت الصين الجديدة فور تأسيسها عدة اجراءات لحماية السور.
تقوم الصين حاليا بتنفيذ خطة شاملة لمشروع حماية السور العظيم. ووفق هذه الخطة ستتم خلال 10 سنوات ممتدة من عام 2005 إلى عام 2014 أعمال التحقيق والاستقصاء لأحوال السور العظيم وتكوين الملف اآثار السور ووضع خطة شاملة لحماية السور وتحديد مناطق الحماية والقيام بإعمال الترميم العاجل للقطعة المهمة من السور.
هذا وقد بدأت مصلحة الدولة للسبر ومصلحة الدولة للآثار عام 2007 بصورة مشتركة أعمال المسح والسبر للقطعة من السور والتى تم بناؤها في عهد أسرة منغ الملكية. وخلال السنتين الماضيتين قام مئات من الاختصاصيين بأعمال المسح للمسافة الحقيقية لهذه القطعة من السور والبحث حول الآثار والتاريخ والعادات والظروف الثقافية في عشر مقاطعات ومناطق ذاتية الحكم ومدن تخترقها هذه القطعة من السور. وشارك وانغ ليه مساعد المهندس العام بمعهد الاستقصاء والمسح ببكين في أعمال المسح للقطعة الواقعة في بكين. وعند ذكر هذه الأعمال قال وانغ ليه
باستخدام الوسائل الحديثة والتكنولوجيات المتقدمة مثل التصوير من الطائرة ومسح جي بى س والمسح الخطي الثلاثي بأشعة ليزر حصلنا على الأرقام المدققة لمسافة هذه القطعة من السور.
وبفضل هذه الأرقام المدققة عرفنا أن هذه القطعة من السور تبدأ من جبل هو شان بمقاطعة لياو نينغ شرقا وتنتهى في ممر جيا يو بمقاطعة قانغسون غربا مخترقة 10 مقاطعات ومناطق ذاتية الحكم و156 محافظة. ويبلغ طولها الإجمالية 8851.8 كيلومترا. ومن بين هذه المسافة 6529.6 كيلومتر تم بناؤها بالأيدى العاملة أما القطعة الأخرى للسور وتبلغ مسافتها 2592.2 كيلومترا فكانت طبيعية.
إلى جانب ذلك فإنه بفضل أعمال المسح والاستقصاء تم العثور على 498 من المواقع الأثرية التى لها الصلة مع السور العظيم.
وإلى جانب مسح طول السور قام الاختصاصيون بالاستقصاء الدقيق لأحوال التلف التى تعرضت لها قاعدة السور وحصلوا على عدد من الأرقام حول ذلك. ستوفر هذه الأرقام والأحوال أسسا متينة لوضع خطة حماية السور وترميمه.
بسبب طول الزمان وتغير المناخ والجو والظروف الاجتماعية ظل السور العظيم يواجه خطر التلف من الطبيعة والبشر. بشأن ذلك قال شان تشى شيانغ
إن أحد الأخطار الشديدة التى تواجه السور اليوم هو تغير المناخ في العالم والآخر من بناء المشاريع الأساسية والطرق السريعة وسكك الحديد وبعض المناطق الاستثمارية.
وضع الصين عام 2006 لوائح حماية السور العظيم التى تنص على الحماية الأدق للسور والمنع الصارم من بناء المشروعات بجانب السور أو نقض السور أو نقل الجزء منه أو اجتيازه. بشأن ذلك ذكر الخبير لحماية السور السيد لوه تشيه ون أن وضع اللوائح الخاصة لحماية السور الذى يعتبر تراثا ثقافيا لا مثيل له في تاريخ الصين، وأن تنفيذ هذه اللوائح سيحمي السور بصورة أحسن فقال لوه تشيه ون
إن الهدف من المسح والاستقصاء للسور هو معرفة كم طوله في الحقيقة، وما هى المناطق والمقاطعات والمدن التى يخترقها السور، وكيف أحوال الحماية له. سنضع وفق هذه الأرقام والأحوال خطة الترميم والإصلاح للسور حتى يتمكن من استقبال الزوار. وحسب الخطة سنعرف بعد عملية المسح التي تدوم عامين طول السور الحقيقي وما هى المقاطعات والمناطق التي يجتازها السور. وبعد هذا سنضع خطة مرحلية لترميمه وإصلاحه. أعتقد أنه بعد تنفيذ هذه الخطة سيلقى السور حماية دقيقة.
وعلم أن المسح لقطعة السور التي تم بناؤها في أسرة مينغ الملكية هو عمل المرحلة الأولى من أعمال مسح جميع قطع السور في البلاد. أما عمل المرحلة القادمة فهو بدأ أعمال المسح الميداني لقطع السور التى تم بناؤها في أسر ملكية أخرى في التاريخ منها أسرتا تشين وهان الملكيتان. إن قطعة تشين من السور كان أمر ببنائها أول ملك إقطاعي في الصين الملك تشين. وربطت هذه القطعة بجميع القطع التى كان قد أمر ببنائها أملاك الممالك الصغيرة قبل الملك تشين حتى أصبح السور أول سور عظيم في الصين يبلغ طوله أكثر من خمسة ألاف كيلومتر. ويرجع تاريخ هذا السور إلى ما قبل ألفين ومائتي سنة.
وعلم أنه حسب الخطة التى وضعتها هيئات معنية سيتم معرفة الأرقام الدقيقة لمسافة قطعة مينغ وقطعة تشين وقطعة هان وقطعات أخرى من السور حتى نهاية العام المقبل. وعلى أساس هذه الأرقام ستجرى أعمال الحماية والتشريع للسور.