ماذا يعني السماح لبعض البنوك الأمريكية الكبيرة بإعادة القروض الحكومية قبل الموعد المقرر؟

أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية يوم الثلاثاء ( 9 يونيو) أن الحكومة قررت السماح لعشرة بنوك أمريكية كبيرة بسداد ما إجماليه 68 مليار دولار أمريكي من الأموال التي خصصتها الحكومة لإنقاذها. وتعتبر الحكومة الأمريكية هذا القرار إشارة لاستقرار القطاع المصرفي الأمريكي. بينما تواجه الحكومة بهذا القرار شكوكا وأسئلة تطرحها مختلف الأطراف.

وحتى الآن لم تعلن وزارة الخزانة الأمريكية قائمة أسماء البنوك الأمريكية التى سمح لها بسداد الأموال قبل الموعد المقرر. أما وكالة أن بي سي الأمريكية فذكرت في تقرير بثته يوم الثلاثاء ( 9 يونيو) أن هذه البنوك الأمريكية العشرة تشمل مورغان ستانلي و أمريكان إكسبريس وقولدمان ساتش وجي بي مورغان وستيت ستريت. إلا أن القائمة لم تشمل سيتي قروب وبنك أو أمريكا وبيلز فارقو وهى البنوك التجارية الثلاثة الرئيسية في الولايات المتحدة.

هذا ومنذ اندلاع الأزمة المالية العالمية في سبتمبر العام الماضي وبموافقة من الكونغرس الأمريكي قدمت الحكومة الأمريكية أموالا إلى ستمائة من الأجهزة المالية لإنقاذها. وقبل هذا حصل أكثر من عشرين بنكا على أموال من الحكومة إنقاذها إلا أن هذه البنوك ليست كبيرة من حيث النطاق ومن حيث كثرة الأموال التى حصلت عليها من الحكومة.

يرى المحللون أن السماح لهذه البنوك الأمريكية العشرة الكبيرة لسداد الأموال يرجع إلى اتفاق الأراء بين الجانبين. ومنذ تولي أوباما منصبه وضعت الحكومة الأمريكية خطة لحفز التنمية الاقتصادية وإنقاذ القطاع المالي وبموجب هذه الخطة ستعتمد أموال باهظة للقطاع المصرفي. إلا أن هذه الخطة لم تستطع تحقيق نتائج خلال فترة قصيرة، لذلك فإن الاقتصاد الأمريكي ما زال في تراجع وأن نسبة البطالة ما زالت في ارتفاع مستمر. الأمر الذى عرض السياسة الاقتصادية لحكومة أوباما لانتقادات كثيرة. وفي ظل هذه الحالة يعتبر السماح للبنوك الأمريكية الكبيرة بسداد ديونها للحكومة دعما قويا لهذه الخطة. بشأن هذا قال أوباما إن الأمر يعتبر إشارة إيجابية رغم أنه لا يدل على أن الاقتصاد الأمريكي قد خرج من المأزق.

وبالنسبة لقطاع البنوك الأمريكي فإن سداد الديون قبل الموعد المقرر سيقلل من تدخلات الحكومة في أعماله التجارية ويخفف حدة الضغط الحكومي الذى يتعرض له قطاع البنوك.

وبينما يقلق بعض المحللين من أن السماح للبنوك بسداد ديونها قبل الموعد المقرر يخفي المخاطر التي يتعرض لها القطاع المالي. ذكر بعض الخبراء أن السماح للبنوك بسداد ديونها قبل الموعد المقرر أظهر إلى حد ما أن القطاع المالي يسير الآن نحو الاستقرار لكن ذلك لا يعني أنه قد خرج من المأزق للأسباب التالية:

أولا أن البنوك التجارية الأمريكية الثلاثة الرئيسية وهى سيتي قروب وبنك أو أمريكا وبيلز فارقو لا تقدر حاليا على سداد ديونها وما زالت تعتمد على خطة الحفز.

ثانيا أن تلك البنوك التى سمح لها بسداد ديونها قبل الموعد لم تتخلص من الاعتماد على الدعم الحكومي. وأن معظم البنوك الأمريكية خاصة تلك البنوك الصغيرة والمتوسطة الحجم ما زالت تواجه مشكلة الديون المعدومة.

كما يرى بعض الخبراء أن الموعد الذى سمح به للبنوك بسداد الديون ليس مناسبا معتقدين أن الولايات المتحدة ما زالت تمر بمرحلة الصعوبة الاقتصادية ويجب على البنوك الحفاظ على أموالها.