v الإذاعة السودانية |
v وكالة أنباء شينخوا |
v صحيفة الشعب اليومية الصينية |
v تلفزيون الصين المركزي |
v مركز معلومات الانترنت الصيني |
v سفارة الصين لدى مصر |
v الوكالة الموريتانية للأنباء |
يعرض حاليا في دور السينما بأنحاء الصين الفيلم الصيني " نانكين نانكين" من إخراج المخرج الصيني الشاب لو تشوان. وقد تجاوزت عوائد شباك تذاكره مائة وخمسين مليون يوان صيني. كما أن عدد النسخ المطبوعة منه قد بلغ ألفا وأربعمائة نسخة مسجلا أعلى الأرقام. ويروى الفيلم حقيقة محزنة في تاريخ الأمة الصينية وهى حادثة الإبادة الجماعية لمواطني نانكين. ووصف الفيلم وقائع هذه الحادثة بالأساليب الحديثة؟ مما أثار موجة من المناقشات الساخنة من قبل المشاهدين على الوسائل الإعلامية وشبكة الانترنيت. وفيما يلى نقدم لكم تقريرا صوتيا عن هذه المناقشات.
إن الفيلم " نانكين نانكين" أثار الاهتمام والمتابعة لدى المشاهدين الصينيين بموضوعه المحزن جدا. حيث يروى الفيلم أحوال احتلال القوات اليابانية المعتدية لمدينة نانكين في ال13 من ديسمبر عام 1937. وبعد احتلال القوات اليابانية المعتدية على هذه المدينة قامت بالإبادة الجماعية لمواطني المدينة بالوسائل الفظيعة ومن بين هذه الوسائل الفظيعة القتل الجماعي رميا بالرصاص ودفنهم وهم أحياء وذبحهم أو إحراقهم أحياءا. فقتلت القوات اليابانية المعتدية أكثر من ثلاثمائة ألف من المواطنين والجنود الصينيين الأسرى. إلى جانب قتل الأبرياء الصينيين قام جنود القوات اليابانية المعتدية بالاعتداء على أعراض النساء الصينيات في المدينة، وبعد الاعتداء عليهن قتلوهن.
بالنسبة للصينيين فإن الإبادة الجماعية التى وقعت في مدينة نانكين هى حقيقة محزنة وصفحة سوداء لن تنسى في تاريخ الصين. وخلال 72 سنة مضت تم إخراج بضعة عشر فيلما عن المذبحة في مدينة نانكين. أما الفيلم " نانكين نانكين" فقد قام مخرجه الشاب لو تشوان البالغ من العمر 38 سنة بالاستعدادات الكثيرة لإخراجه قبل 4 سنوات. وقد درس المخرج لو تشوان في معهد عسكري وأدى الخدمة العسكرية الالزامية في الجيش. ومن أجل إخراج هذا الفيلم قام المخرج لو تشوان ببحث ودراسة الكثير من المعلومات والوثائق التاريخية والأعمال الأدبية الخاصة بمجزرة نانكين. يرى لو تشوان أنه أخرج هذا الفيلم بكل عواطفه. وأن قصة هذا الفيلم تجرى على خطين
الخط الأول يقص أحوال المقاومة التى خاضها الشعب الصيني ضد العدوان الياباني. وهذه الأحوال لم تظهرها الأفلام السابقة الخاصة بهذا الموضوع. ومن خلال هذا الخط يمكن أن نرى أحوال المقاومة التي خاضها مواطنو مدينة نانكين رجالا ونساءا كبارا وصغارا من أجل الدفاع عن مدينتهم. والخط الآخر يقص أحوال الإبادة التي قام بها جنود القوات اليابانية المعتدية ضد مواطني مدينة نانكين. وهذه الأحوال لم تظهرها الأفلام المعنية السابقة. لذلك إن هذا الخط الذى يجرى الفيلم عليه يكون جديدا كل الجد بالنسبة للمشاهدين.
الفيلم " نانكين ناكين " تم تصويره بالأبيض والأسود وذلك من أجل إظهار مناظر محزنة جدا تبدأ من قيام القوات اليابانية المعتدية بتطويق المدينة حتى شن الهجوم عليها واحتلالها ثم الإبادة الجماعية ضد مواطني المدينة. ورغم أن الأبيض والأسود خففا إلى حد ما الصورة الدموية للمشاهد إلا أن المنظر المأسوي صدم بشدة مشاعر المشاهدين.
واختلافا عن الأفلام الأخرى التى تتحدث عن نفس الموضوع فإن الفيلم " نانكين نانكين" يروى تاريخ الإبادة في نانكين من نظرة أحد الجنود اليابانيين الذين شاركوا في عمليات الهجوم على مدينة نانكين. وكان هذا الجندي الياباني قد درس في مدرسة تبشيرية ( أو مدرسة بكنيسة ) باليابان. وبعد احتلال مدينة نانكين قتل هذا الجندي الياباني طفلا بريئا وشاهد بعينيه أحوال الإبادة والاعتداء على أعراض النساء الصينيات وقتل النساء الصينيات واليابانيات بعد أن يعتدى الجنود اليابانيون على عرضهن معتبرينهن كمومسات. كما شاهد كيفية قيام معلمة صينية بإنقاذ تلاميذها غير مبالية بأمنها وسلامتها. وبعد مشاهدة كل هذه الأحوال انهارت روحه انهيارا تاما وانتحر في نهاية الفيلم.
إن الإبادة الجماعية التى قامت بها القوات اليابانية المعتدية كانت أمرا حقيقيا مأساويا حدث في تاريخ الصين. ذكر مؤلفو سيناريو هذا الفيلم أن الفيلم سواء من نظرة اليابانيين أو من نظرة الصينيين يروى هذه الحقيقة الدامغة التى وقعت في تاريخ الصين مؤكدا أن الحرب العدوانية اليابانية سببت محنا ليس للشعب الصيني فقط بل وللشعب الياباني أيضا. وذكر المخرج لو تشوان أن الهدف من إخراج هذا الفيلم هو إجراء المزيد من البحوث عن الحرب والويلات التي تسببها للبشر.
يرى المعلق الصيني المشهور على الأفلام السيد راو شو قوانغ أن الفيلم " نانكين نانكين " هو فيلم يحث المشاهدين على التفكير والتأمل بعد مشاهدته فقال
إن موضوع هذا الفيلم محزن ويروى تاريخ المقاومة التى خاضها الشعب الصيني ضد العدوان الخارجي. إلا أنه لم يستخدم أسلوبا بسيطا خلال تصوير الفيلم لإظهار هذا الموضوع المحزن بل استخدم أساليب أكثر عاطفية وموضوعية للإظهار، مثالها انتحار الجندي الياباني في نهاية الفيلم. مما يدفعنا الى أن نفكر في ما حدث في الماضي في تاريخ الصين ونواجه المستقبل بتعقل أكثر ومنطقية أشد.
إن الأسلوب الجديد الذى استخدم في إخراج الفيلم " نانكين نانكين " هو أن المخرج لم يظهر في الفيلم مناظر معاناة المواطنين الصينيين للمحن والعذاب مثلما ظهرت في الإفلام الأخرى التي تحمل نفس الموضوع. بل يعكس هذا الفيلم بالعديد من الصور عن أحوال المواطنين العاديين الذين يعيشون في أيام الحرب خاصة أحوال بعض النساء الصينيات، ومنهنّ الضحية المغتصبة شاو جيانغ التى لعبت دورها الممثلة جيانغ يى يان.
ومن أجل كسب الرزق لنساء وأطفال المخيمات وحماية أمنهم اختارت شاو جيانغ طوعا أن توفّر المتعة للجنود اليابانيين. وأخيرا ماتت بعد تعرضها للتعذيب. وقرر المخرج لو تشوان أن تقوم الممثلة جيانغ يى يان بدور شاو جيانغ. بشأن ذلك قالت الممثلة جيانغ يى يان
بعد أن عرفت أن تلك المرأة اختارت التضحية بنفسها لإنقاذ الآخرين أمام خيارين هما الحياة أو الموت تأثرت تأثرا شديدا وبكيت بسبب روحها العظيمة. ما أشجعها وأروعها، حيث شعرت بضرورة أن أبذل كل جهدى لأداء دورها.
وفي ختام الفيلم ظهرت الواحدة تلو الأخرى من الصور بالأبيض والأسود لأبطال الفيلم الحقيقيين مع الإيضاحات حول تواريخ ميلادهم ووفاتهم. كانوا أحياءا لكنهم ماتوا في الحرب وتحولوا الآن الى صور. الأمر الذى أثر في المشاهدين فقال المشاهد لي تشانغ
شعرت بتأثر شديد بعد مشاهدة هذا الفيلم. إن هذا الفيلم يختلف كثيرا عن الأفلام الأخرى. إذ إن هذا الفيلم يقود المشاهدين إلى المشاهد التاريخية ويدفعهم إلى التأمل والمراجعة في بعض القضايا التاريخية.
ويرى معظم المعلقين أن هذا الفيلم يدعونا إلى معرفة ما حدث في تاريخ الصين وعدم نسيانه.
وعبر مخرج هذا الفيلم " نانكين ونانكين" السيد لو تشوان عن استعداده للتبرع بجزء من عوائد تذاكر هذا الفيلم إلى متحف مذبحة نانكين لجمع المزيد من المعلومات التاريخية المعنية والتبرع بالجزء الآخر من عوائد التذاكر إلى الناجين من تلك المجزرة.