النزهة الليلية على صفحات مياه نهر اللؤلؤ

قوانغتشو هي المكان الذي بدأ منه طريق الحرير البحري، وكانت بداياتها في عهد أسرة تشين الملكية معتمدة في حياتها على مياه نهر اللؤلؤ وتحولت بعد مرور الزمن إلى ميناء تجاري عالمي مزدهر في الوقت الحالي. يبلغ طول نهر اللؤلؤ 2124 كيلومترا حيث يتدفق من الغرب إلى الشرق وهو ثالث أطول الأنهار في الصين. ويحكى أنه عندما مر النهر بمدينة قوانغتشو، صادف جزيرة حجرية سلسة وناعمة مثل اللؤلؤ، لذلك سمى هذا النهر منذ ذلك الوقت بنهر اللؤلؤ.

المناظر في منطقة قوانغتشو بنهر اللؤلؤ جميلة وجذابة، بحيث لا يمكن إحصاء المعالم الأثرية والمباني المتميزة على ضفتي النهر. قالت عن ذلك السيدة وانغ شيا مديرة شركة نجمة قوانغتشو للناقلات: "في الحقيقة أن كل تطور في مدينة قوانغتشو يعود بشكل وثيق إلى مياه نهر اللؤلؤ، فلو لا النهر، ما كانت المدينة. كانت هذه المدينة ميناءا تجاريا منذ القدم، وعلى هذا الأساس، بدأ مشروع النزهة على مياه نهر اللؤلؤ."

يرجع تاريخ التنزه على مياه نهر اللؤلؤ إلى ستينات القرن الماضي. وحينذاك، لم تكن هناك سفن سياحية خاصة، وكانت تحل محلها العبارات العادية التي تحمل المواطنين إلى الشاطيء الآخر نهارا، وتستخدم في حملهم للنزهة على صفحة مياه النهر الرقراقة ليلا.

قال السيد سون الذي عمل في مدينة قوانغتشو لأكثر من ثلاثين سنة للمراسل إنه يحب دوما زيارة نهر اللؤلؤ، ويعتبر القيام بالنزهة على مياه النهر أو على ضفتيه ليلا الخيار الأول الذي يقترحه على أصدقائه. وعندما رآه مراسلنا، كان يرافق صديقين مسنين قادمين من مدينة شنتشن لزيارة النهر، حيث قال: "قمت بالنزهة الليلية على صحفات مياه نهر اللؤلؤ أكثر من عشر مرات. وأصبحت هذه النزهة أشهر المشاريع السياحية في المدينة حاليا. وقلت لهما قبل قليل إن مياه النهر كانت رائحتها كريهة بسبب التلوث، لكنها أصبحت الآن صافية بفضل حكومة المدينة واهتمامها بحماية البيئة."

مثلما قال السيد سون، فإن أواسط تسعينات القرن الماضي كانت فترة تراجع لسياحة "النزهة على صفحاتات نهر اللؤلؤ"، لأن مياه النهر كانت تسوء سنة بعد أخرى في ذلك الوقت، لكن خلال السنوات الأخيرة، خصصت حكومة المدينة مليارات اليوانات الصينية لمعالجة بيئة نهر اللؤلؤ وضفتيه، واستعادت مياه النهر صفاءها بالتدرج، أما ضفتا النهر، فقد امتلأتا بالأعمدة المنارة والأشجار المورقة الخضراء. لقد أصبحت السياحة في منطقة نهر اللؤلؤ وعلى ضفتيه مشروعا سياحيا محبوبا لدى السياح والمواطنين أيضا.

ومع تطور الأيام، توسع نطاق هذا المشروع السياحي أكثر فأكثر، وشمل الآن حفلات "الزواج على صفحات مياه النهر" و"جولات متنوعة خلال العطلات" و"التجول في ناقلة فخمة خاصة" و"الجولات الثقافية غربي دلتا نهر اللؤلؤ" وغيرها. لقد نالت هذه المشاريع إقبالا كبيرا من السياح.

وحول المشروع، قال سائح أمريكي للمراسل: "شعوري جيد جدا. بالطبع آمل أن أعود إلى هنا مرات عديدة."