روابط

التعليم باللغتين يفتح نافذة للأقليات القومية لمعرفة العالم

   2009-07-08 10:29:09    cri

منطقة شينجيانغ التي تقع في شمال غربي الصين، تعتبر منطقة مأهولة بأبناء مختلف القوميات، حيث يعيش أبناء قوميات الويغور وهان وقازاك ومنغوليا وغيرها من أكثر من 40 قومية. ولدفع التبادلات بين أبناء مختلف القوميات في المنطقة وتحقيق التنمية المشتركة، تولي الحكومة المحلية اهتماما كبيرا لتطوير التعليم باللغتين الصينية الفصحى والقومية المحلية سعيا لفتح نافذة أمام أبناء الأقليات القومية لمعرفة العالم.

محافظة شاتشه بإقليم كشغار جنوب غربي منطقة شينجيانغ مكتظة بأبناء قومية الويغور، حيث يمثل عدد أبناء قومية الويغور 96% من إجمالي عدد سكان المحافظة. وهناك قليل من الناس يتكلمون اللغة الصينية الفصحى. إلا أن مراسل إذاعتنا وجد في مدرسة ابتدائية ببلدة بوشكانت أن جميع التلاميذ هناك يستطيعون التحدث باللغة الصينية الفصحى.

تدرس نارزيري مايمايتي البالغة من العمر 7 أعوام مع زملائها أدب اللغة الصينية الفصحى، وتعد هذه اللغة مساعدا جيدا لها لمعرفة الأصدقاء. وقالت للمراسل إنها تتطلع إلى تعريف أطفال قومية هان الرئيسية بمسقط رأسها الجميل، كما تريد معرفة حياة الفتى والفتيات من قومية هان والقوميات الأخرى. ها هو تقول

"أحب دراسة اللغة الصينية الفصحى لأنها تساعدني على اكتساب أصدقاء من أطفال قومية هان."

وأسس السيد هوانغ مينغ هذه المدرسة الابتدائية قبل 12 عاما، حينذاك كان أبناء قومية الويغور في هذه البلدة يتطلعون إلى تحسين مستوى معيشتهم من خلال معرفة المعلومات الزراعية المتقدمة، وإلا أن معظم الكتب العلمية والتكنولوجية تُكتتب في اللغة الصينية الفصحى. وأمل أبناء قومية الويغور في البلدة في أن يدرس أطفالهم اللغة الفصحى للحصول على المزيد من المعلومات العلمية والتكنولوجية والثقافية المتقدمة. وفي ظل هذا الوضع، أسس السيد هوانغ مينغ هذه المدرسة، وبعد 12 سنة، أصبحت المدرسة مدرسة نموذجية في مجال التعليم باللغتين الصينية الفصحى والقومية المحلية على مستوى المنطقة. وفي الوقت الحالي، تقدم المدرسة للطلاب دروس أدب اللغة الصينية الفصحى و الرياضيات والفن والموسيقى. وحسب البرنامج التعليمي، فإن التلاميذ سيبدأون تعلم أدب قومية الويغور منذ الصف الثالث، لإتقان المعلومات اللغوية والأدبية ذات الصلة بقوميتهم في حين سعيهم لتحقيق تطورات شاملة في الدراسة.

وبفضل إتقان اللغتين الفصحى والقومية المحلية، يحصل أطفال قومية الويغور فرصا كثيرة لمواصلة الدراسة في المناطق المتقدمة اقتصاديا خارج شينجيانغ، الأمر الذي سيغير مصير بعضهم في المستقبل.

وقال السيد هوانغ مينغ عميد المدرسة للمراسل

"أرى أن رجلا يتكلم لغة الأم فقط هو يشبه شخصا بساق واحدة لا يستطيع الذهاب بعيدا وكذلك يشبه صقرا بجناح واحد لا يستطيع الطيران عاليا. والتعليم باللغتين يساعد أبناء قومية الويغور على التخلص من الفقر ويدفعهم التقدم نحو الازدهار والحضارة."

الجدير بالذكر أن حكومة منطقة شينجيانغ بدأت تعميم التعليم باللغتين الصينية الفصحى والقومية المحلية منذ عام 2004، آملة في إتقان كل طفل من الأقليات القومية اللغة الصينية الفصحى في المرحلتين الإعدادية والثانوية إرساء أساس جيد للتعليم العالي في المستقبل. وحتى الآن، قد تلقى أكثر من 30% من طلاب الأقليات القومية التعليم باللغتين. وحسب الأرقام التي تقدمها لنا الهيئة التعليمية بمنطقة شينجيانغ فإن الحكومة المحلية قد خصصت 206 ملايين يوان صيني منذ عام 2005، الأمر الذي أفاد 333 ألف طفل من الأقليات القومية.

وتمشيا مع تطور شكبة الإنترنت، بدأ المزيد من أبناء الأقليات القومية تصفح مختلف المواقع في اللغة الصينية الفصحى لمعرفة العالم خارج المنطقة.

بلدة إيتيموكونغ في محافظة يه تشينغ بإقليم كشغار في شينجيانغ بلدة مأهولة بأبناء قومية الويغور. وفي الوقت الحالي، يدرس طلاب الصف الثاني بمدرسة البلدة الإعدادية الدروس الكمبيوترية بجد واجتهاد، ورغم أن كلهم من قومية الويغور، إلا أنهم يستطيعون زيارة مختلف المواقع الالكترونية بمهارة باستخدام اللغة الصينية الفصحى. وعن ذلك، قالت أرليزي غولان إحدى الطلاب بالمدرسة للمراسل "نستخدم الكمبيوتر للطباعة وكتابة المقالات، ونحفظ الملف في جهاز الكمبيوتر ويمكننا فتحه في أي وقت. وإضافة إلى ذلك، عرفنا عبر الإنترنت كثيرا من الأمور اللطيفة والمعلومات المفيدة. إن الكمبيوتر والإنترنت يغيران حياتنا بصروة كبيرة."

إضافة إلى الأطفال، يبدأ كبار قومية الويغور حاليا تعلم اللغة الصينية الفصحى أيضا. وفي قرية باتاك ببلدة زاك بمحافظة خوتيان جنوبي شينجيانغ، يقرأ أهل القرية الكتاب باللغة الفصحى بصوت عال. منهم السيدة آيي غولي البالغة من عمرها 36 عاما، قالت للمراسل إنها قد درست اللغة الفصحى لمدة سنتين، والآن يبدأ أصدقاؤها أيضا تعلم اللغة الفصحى لتعزيز الاتصالات مع أبناء القوميات الأخرى ومعرفة العالم الخارجي وإيجاد فرص عمل في المدن. وأضافت قائلة "أرى أن تكلم اللغة الصينية الفصحى يفيدني كثيرا، وعندما أذهب إلى المدن للاتصال مع هيئة حكومية أو مسؤول أو صديق لي وحتى العثور على المرحاض، يمكنني تحقيق أهدافي بسهولة من خلال استخدام اللغة الصينية الفصحى."

وأكد مايمايتي روز أحد المسؤولين المحليين أن التعليم باللغتين يساعد أبناء الأقليات القومية على الحصول على المزيد من المعلومات وإيجاد المزيد من فرص العمل في المناطق المتقدمة اقتصاديا خارج شينجيانغ، وبفضل ذلك فإن معيشة المواطنين المحليين تتحسن بصورة مستمرة. ها هو يقول "تعتبر اللغة الصينية الفصحى وسيلة جديدة لأبناء الأقليات القومية في المنطقة للحصول على المعلومات، وبفضل تعلم اللغة الفصحى، يعرفون الكثير من المعلومات مقارنة بالذين يتكلمون لغة الأم فقط. وابتداء من عام 2005، بدأنا تنظيم الرعاة والفلاحين المحليين للعمل خارج المحافظة لزيادة دخلهم. وإذا لم يتقنوا اللغة الصينية الفصحى، فمن غير الممكن أن يجدوا فرص عمل في المدن ولا يستطيعون إجراء الاتصالات أو التحدث مع أصحاب العمل. ويعد تعليم اللغة الصينية الفصحى كإحدى السبل الفعالة لمساعدة أبناء الأقليات القومية على إيجاد فرص العمل وكسب الأموال وتحسين مستوى معيشتهم."

وفي الوقت الذي تسعى الحكومة المحلية لتوسيع التعليم باللغتين، تولي اهتماما كبيرا أيضا لحماية لغات الأقليات القومية، وتؤكد ضرورة التمسك بتعليم أطفال مختلف الأقليات القومية بلغاتهم الأم. وتقدم المدارس الإعدادية والثانوية بالمنطقة دروس لغة قومية الويغور وغيرها من لغات الأقليات القومية الست الأخرى. وفي الوقت نفسه، تطبق الهيئات الحكومية بالمنطقة بحزم سياسة استخدام اللغتين الصينية الفصحى والويغورية في جميع الوثائق الحكومية.

وفضلا عن ذلك، قد نشرت دار الشعب للنشر بمنطقة شينجيانغ مجموعة من الكتب بعدة لغات للأقليات القومية، بما فيها قوميات الويغور وقازاك ومنغوليا. وأنشأت الحكومة هيئات خاصة بلغات الأقليات القومية لتعزيز دراساتها وتطويرها.

وبالنسبة لأطفال مختلف الأقليات القومية بالمنطقة، يعد التعليم باللغتين مفتاحا لفتح باب أمامهم لمعرفة العالم خارج مساقط رؤوسهم وبناء ديار جميلة لأنفسهم في المستقبل.

والجدير بالذكر أن منطقة شينجيانغ تقع بشمال غربي الصين وهي أكبر منطقة إدارية من حيث المساحة على مستوى المقاطعة في الصين ويعيش فيها أكثر من 20 مليون نسمة ويحتل عدد سكان الأقليات القومية 60% من اجمالي تعداد سكان المنطقة. وتشكل الثقافات المتعددة والقوميات المختلفة صفة مميزة لشينجيانغ ويلقى ذلك إعجابا كبيرا من زوارها الذين يقولون إن منطقة شينجيانغ تتمتع بثقافات وقوميات مختلفة وللناس أساليب ومفاهيم معيشية مختلفة، وفي شينجيانغ يعيش مواطنون ذوو خلفيات ثقافية مختلفة في أسرة كبيرة بصورة متناغمة ومنسجمة.

وتعتبر منطقة شينجيانغ أيضا ممرا للمعلومات والتجارة الذي يربط الصين بوسط وغربي آسيا وأوروبا وحققت التنمية الاقتصادية والاجتماعية بشينجيانغ انجازات هائلة منذ تنفيذ الإصلاح والانفتاح بالصين، حيث حقق اجمالي الناتج المحلي بشينجيانغ نموا يزيد عن عشر بالمائة كل سنة ابتداء من عام 2000 .

متعلقات
ما رأيك ؟
link | اتصل بنا |
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved.
16A Shijingshan Road, Beijing, China