v الإذاعة السودانية |
v وكالة أنباء شينخوا |
v صحيفة الشعب اليومية الصينية |
v تلفزيون الصين المركزي |
v مركز معلومات الانترنت الصيني |
v سفارة الصين لدى مصر |
v الوكالة الموريتانية للأنباء |
بكين 8 يوليو 2009 (شينخوا) في هذا الوقت تدخل شينجيانغ اجمل مواسمها، حين يتوقع السكان جني عنب المانيزي الذى تشتهر به، وانتعاش السياحة، وازدهار الانشطة الثقافية والتجارية. لكن في يوليو الجاري اصيب العالم بصدمة جراء اعمال الشغب الدامية التي اجتاحت عاصمتها أورومتشي.
أكد حطام السيارات المحترقة، والنوافذ المهشمة، والجثث الملقاة في الشوارع، وتأوهات المصابين ليلة الاحد الوحشية التى لقى فيها 156 شخصا مصرعهم، واصيب اكثر من الف آخرين، وجاءت التجمعات المتناشرة اللاحقة للصينيين من قوميتى الويغور والهان دليلا على تعقد وحساسية الوضع هناك.
وانحت التحقيقات الأولية باللائمة فى اعمال العنف الوحشية على المجلس العالمي للويغور الانفصالي بزعامة ربيعة قدير التي تستخدم الارهاب والانفصالية وسيلة لتخريب الاستقرار والرخاء في شينجيانغ.
وفي مقابلة لها مع وسائل الاعلام الاجنبية نفت قدير هذه التهمة علنا، وواصلت انتقاد الحكومة الصينية، متهمة اياها بالتحريض على كراهية الويغور العرقيين للبلاد.
وكل من زار المنطقة من قبل، او تتوفر لديه بعض المعلومات عنها، يتفق على ان ابعد واكبر المناطق في الصين هذه شهدت تنمية مستمرة على مدى عقود.
تعد المنطقة الغنية بالموارد طرفا اساسيا فى حملة تنمية الغرب الكبرى في البلاد التي اطلقت عام 2001. كما شعر سكانها المحليون وعددهم 21 مليون نسمة بان مستوي معيشتهم فى تحسن مطرد.
وبمجرد القاء نظرة على الارقام التالية، نجد ان عدد سكان المنطقة الفقراء انخفض الى النصف ليصل الى 2.5 مليون بنهاية العام الماضي مقارنة بما كان عليه قبل 30 عاما. كما ارتفع صافي الدخل السنوي للمزارعين من 119 يوان (حوالي 17 دولار) عام 1978 الى 3197 يوان (468 دولار) عام 2007. ويمتلك اكثر من 95 في المائة من الاسر في المناطق النائية هناك اجهزة تلفزيون.
كما ارتفع اجمالي الناتج المحلي للمنطقة بواقع اربعة اضعاف ليصل الى 400 مليار يوان عام 2008 مقارنة بعام 1997، واحتلت المركز رقم 11 من حيث دخل الفرد في البلاد.
وبفضل تنمية حقل بترول تاريم في جنوب شينجيانغ، حصل اكثر من 300 الف مزارع وراع في 24 محافظة على الغاز الطبيعي النظيف للوقود في السنوات الاخيرة، ما انهى عقودا طويلة كان الاعتماد فيها على الحطب فى الطهى.
نعم، ما زالت المنطقة متخلفة اقتصاديا مقارنة بالساحل الشرقي المتقدم. لكن لا يوجد سبيل آخر لدفع المنطقة الى رخاء اسرع سوى من خلال الاستقرار والتضامن. ان اعمال العنف والارهاب لا تؤدى الا للتدمير.
يذكر انه في هجوم وقع العام الماضي، قاد اثنان من الارهابيين المسلحين بالبنادق والمتفجرات والسكاكين والفؤوس شاحنة ثقيلة نحو فريق يضم اكثر من 70 شرطيا كانوا يقومون بتدريباتهم الصباحية المعتادة في كاشجار في الرابع من اغسطس، ما أسفر عن مقتل 17 شرطيا، واصابة 15 اخرين في الهجوم الذى وقع قبل اربعة ايام من دورة بكين الأولمبية.
تدفع مدبرى الكوراث نوايا شريرة، شأنهم شأن الارهابين في اي مكان اخر، وهى اثارة القلاقل، ونشر الخوف والكراهية.
وبالقاء نظرة على الضحايا، يدرك المرء على الفور مدى فداحة الخسائر الفورية. بيد ان ذلك ليس كل شئ، فانه مع اغلاق انشطة الاعمال، ولجوء السكان الى خارج منطقتهم، والغاء شركات السياحة خطوطها السياحية الى شينجيانغ، بدأ الاقتصاد المحلي بالفعل يشعر بمدى المأزق.
ومن السابق لأوانه تقييم التداعيات الاقتصادية والاجتماعية للحادث. لكن التاريخ يثبت لنا المرة بعد الأخرى انه بدون الحب، والتعاطف، والتسامح تنبت بذور الكراهية. ونتيجة ذلك يضيع السلام، ويسقط السكان في هاوية العذاب. واذا ما حدثت هذا الوضع التعس، فإن السكان الأبرياء سيكونون أكثر من يتعرض للمعاناة.