روابط

ماذا جرى فى شينجيانج - ثروت السيد محمد ابراهيم

   2009-07-16 09:31:50    cri

لم يكن من اليسير التثبت المادى مما جرى فى إقليم شينجيانج صاحب الأكثرية المسلمة و الحكم الذاتى المسلم و الذى يقع على بعد آلاف الكيلو مترات و تأتى أخباره إلينا من وسائل إعلام متضاربة و لكن و الحمد لله أجمغت تلك الوسائل الإعلامية فى مجملها و فى تواتر شبه كامل على أن ما جرى لم يكن سوى أعمال عنف عرقية و أن ما سقط كان معظمهم من قومية هان و التى تشكل أكبر القوميات فى الصين و لكنها أقلية فى ذلك الإقليم .

أعقبت تلك الأحداث إجراءات طارئة من السلطات الصينية للحيلولة دون وقوع المزيد من القتلى فى شكل إجراءات عديدة وصفتها وكالة الصحافة الفرنسية بإستعراض القوة و التواجد الأمنى الكثيف لكن دون التدخل فى الأحداث أو نصرة طرف على آخر .

انتقلت فى رحلة البحث و تقصى الحقيقة بعد التعرف على ما قالته البى بى سى و السى إن إن و وكالة الصحافة الفرنسية للتعرف على الإعلام الرسمى الصينى و الذى لم يكن يوماً حاجباً للحقيقة و بعيداً عن الحكم بالمشاعر وجدتنى أمام حقيقة لا تكذبها العين أو يرفضها العقل مفادها الصور التى أمامى و التى عرضها التليفزيون الصينى المركزى cctv9 و الذى نشر فى صدر نشراته أخبار زيارة وزير الأمن الداخلى للمصابين جراء أعمال العنف العرقية كما أن المستشفى استقبلت الأويغور المسلمين على حد سواء كما استقبلت القوميات الأخرى و هذا ينفى بما لا يدع مجالاً للشك أى اتهامات بإرتكاب إبادة جماعية كما إدعت تركيا متمثلة فى رئيس وزرائها و الذى يؤمن تمام الإيمان بوحدة الأراضى الصينية و يعارض أى نزعة إنفصالية .

كما أننى فى سبيل التثبت أيضاً قمت بزيارة الموقع الإلكترونى لصحيفة شينا ديلى و الذى أبرز خبراً مفاده صرف تعويضات لضحايا أعمال العنف العرقية بالإضافة لنفقات الجنازة لذوى القتلى .الصين كانت و تزال تعطى القومية المسلمة الحكم الذاتى و تهتم بهم كثيراً بدليل قطع الرئيس الصينى لزيارته لقمة الثماني فى لاكويلا بإيطاليا لمعالجة الأحداث عن كثب و إزالة أى إحتقان بين القوميات .

لا نشك فى قدرة الصين على معالجة الأحداث و لا نظن أنها تسعى للصدام مع مليار و نصف من المسلمين فى شتى أرجاء المعمورة و هى الإقتصاد الثالث عالمياً و تحتاج لأسواق مفتوحة لتصريف منتجاتها لذا فهى تأخذ على عاتقها الحل السلمى لأى صراع بل و ترحب بأى نقد على أن يكون بناء و يصب فى إتجاه إيجاد الحلول .

لقد مكن الحل السلمى الصينيين من إستعادة هونج كونج و ماكاو دون إراقة دماء أو تعدى على الحريات و نتفهم جيداً ما أقدمت عليه السلطات من غلق المساجد فى الإقليم المسلم خوفاً من تجدد أعمال العنف العرقية و سقوط المزيد من الضحايا كما و نتفهم قتل عنصرين مسلمين كانا يحملان السلاح على ما أكدت كل وسائل الإعلام فلا توجد نية لقتل مسلم أو غيره و لكن وجود القوات يأتى فى إطار الحفاظ على الأمن و القضاء على الفوضى .

إن نظرية المؤامرة تبدو جلية بالتنظيم السريع للمظاهرات أمام السفارات الصينية فى أوروبا و الولايات المتحدة و الرشق بالبيض و لاحجارة و رفع اللافتات التى ربما لا تعود لتلك الأحداث و لكنها محاولة من المعارضة فى الخارج و خاصة ربيعة قدير المقيمة فى الولايات المتحدة و التى تحاول إفساد الإحتفالات بالذكرى الستين لتأسيس جمهورية الصين .

ثروت السيد محمد ابراهيم

باحث فى الشأن الصينى

عضو رابطة فرسان العصر للصداقة العربية الصينية

مصر الشرقية فاقوس الرمز البريدى 44641

 

متعلقات
ما رأيك ؟
link | اتصل بنا |
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved.
16A Shijingshan Road, Beijing, China