v الإذاعة السودانية |
v وكالة أنباء شينخوا |
v صحيفة الشعب اليومية الصينية |
v تلفزيون الصين المركزي |
v مركز معلومات الانترنت الصيني |
v سفارة الصين لدى مصر |
v الوكالة الموريتانية للأنباء |
من المعروف أن الصرع هو مرض عصبي شائع في العالم يضر صحة الإنسان بشكل خطير، ولكنه ليس مرضا عضالا، بل ممكن الشفاء منه عبر العلاج العلمي والفعال.
صادف يوم ال28 من يونيو العام الجاري اليوم العالمي الثالث لرعاية مرضى الصرع، تحت شعار "رعاية المرضى والعلاج المنتظم لهم"، حيث يظهر أن المصابين بهذا المرض يحتاجون إلى المزيد من الرعاية الاجتماعية.
كان السيد وانغ كوانغ جيه، الذي ولد في شانغهاي شرقي الصين، يعيش مع ولده الوحيد بعد وفاة زوجته. وقبل 10 سنوات، أصيب ولده بالصرع، وهذا أوقعهما في مأزق صعب:
"أصيب ولدي بالصرع عندما كان في ال17 من عمره، وعمره الآن أكثر من 30 عاما، وهذا آلمني كثيرا. في البداية، كان مرضه شديدا، وكثيرا ما يسقط على الأرض ويجرح رأسه، كما تعرض للحرق دائما بالمياه الساخنة. ونحن منزعجان من ذلك."
ومن أجل علاج وإشفاء ولده، زار السيد وانغ عدة أمكان لطلب العلاج والأدوية. وأخيرا، تلقى ولده العلاج الدقيق والفعال في إحدى المستشفيات المحلية، فاستقرت حالته وتحسنت تدريجيا.
في الحقيقة، أن عدد مرضى الصرع في العالم، مثل ولد السيد وانغ، قد وصل إلى حوالي 50 مليونا. أما أسباب الإصابة بهذا المرض فهي معقدة، وفقا لما ذكره وو لي ون، الطبيب المتخصص بهذا المرض في مستشفى شيه خه ببكين:
"إن أسباب الإصابة بهذا المرض متنوعة. بعضها واضحة، مثل، التهاب الدماغ والجروح والأمراض الناجمة عن الولادة العسيرة أو المبتسرة. وبعضها تتعلق بالعمر، ومن المحتمل أن يصاب أي شخص في عمر معين. والبعض الآخر غير واضحة. ومن الناحية الفسيولوجية، فإن أهم سبب هو تعرض الخلايا العصبية في الدماغ لحالات غير عادية تؤدي إلى أعراض مفاجأة، منها التشنج والخلل العقلي المفاجئ."
وعلى العموم، فإن العوامل الوراثية والنفسية تزيد من احتمال الإصابة بالصرع. ووفقا للدراسات، فإن احتمال إصابة أقرباء المرضى بنفس المرض أكبر من الآخرين، وكلما كانت قرابة الدم أعمق، فإن هذا الاحتمال أكبر. وكذلك هناك احتمال كبير في أن يصاب بالمرض أي شخص يعاني من اضطرابات نفسية، بالإضافة إلى الذين يتابعون التلفزيون والكمبيوتر لفترة طويلة، وخاصة الأطفال. فدعا الخبراء إلى الاهتمام بالصحة النفسية للناس للوقاية من الإصابة بهذا المرض، ولاسيما السيطرة على فترة مشاهدة التلفزيون والكمبيوتر للأطفال.
بالرغم من أن الصرع مرض معقد الأسباب ومتنوع الأعراض وصعب الوقاية منه وعلاجه، إلا أنه ليس مرضا عضالا، ومعظم المصابين به يمكن أن يشفوا عبر العلاج الطبي المنتظم، وتتجاوز نسبة الشفاء حاليا السبعين بالمائة. حيث ذكر الطبيب وو لي ون لمراسلنا:
"دائما ما نستخدم الأدوية للعلاج، ومن الممكن أن نختار كثيرا منها. ومن الضروري أن نتمسك بالمبادئ التالية عند الاختيار: السيطرة على ظهور الأعراض المفاجئة، وتفادي المضاعفات، وتجنب انتكاسات المرض، لكي يعيش المرضى حياة عادية كالآخرين. وطبعا، توجد حالات مستعصية عند العلاج، ولكنها قليلة، وقد يستدعي العلاج أحيانا استخدام أساليب أخرى، مثل العمليات الجراحية، لاستئصال أسباب المرض."
وأظهرت الإحصاءات الأخيرة أن 50 بالمائة من المرضى يمكن أن يشفوا تماما بعد العلاج المنتظم لسنتين أو خمس ويعيشوا حياة عادية كالآخرين. ولكن في الحقيقة أن معظم المرضى يشعرون بالخجل أمام نظرات الناس وسوء فهمهم في المجتمع، فلا يرغبون في زيارة الأطباء، مما يعيق أفضل الفرص للعلاج. والآن، قد أصبح الصرع قضية صحية عامة في العالم، حيث حددته منظمة الصحة العالمية كمرض عصبي يحتاج إلى وقاية خاصة. ورأى مسئول بالمنظمة أن إزالة الفهم الخاطئ ضد المرضى هي مشكلة يجب تسويتها بشكل ملح، وفي الدول النامية، يتراوح عدد المرضى بين 60 و90 بالمائة لا يتلقون العلاج المنتظم بل يتعرضون للإهانة والتمييز الناجم عن جهل المجتمع والناس.
وفي الصين، يصاب 400 ألف شخص بالصرع سنويا، ليصل العدد الإجمالي إلى 9 ملايين، ولكن حوالي 60 بالمائة منهم لم يتلقوا العلاج المنتظم والفعال. وإزاء ذلك، اتخذت الحكومة والهيئات الطبية والمنظمات الاجتماعية خطوات إيجابية لتعزيز الوقاية من هذا المرض. وذكر مدير إدارة الوقاية والسيطرة على الأمراض التابعة لوزارة الصحة الصينية السيد تشي شياو تشيو أن الوزارة قد تعاونت مع منظمة الصحة العالمية وأقامت حركات خاصة للوقاية من الصرع في المناطق الريفية، حيث حققت نتائج أولية:
"منذ عام 2005، أقامت وزارتنا في 15 مقاطعة حركات خاصة للوقاية من الصرع وتم علاج 40 مليون مريض، تحت رعاية الحكومة المركزية. وحتى الآن، تم فحص 60 ألف مريض، وتقديم العلاج المجاني ل30 ألفا منهم، وقد شفى معظمهم بعد العلاج المنتظم، حيث يساعد هذا الدعم هؤلاء المرضى وخاصة المرضى الفقراء على التغلب على الصعوبات."
وأشار خبراء إلى أنه من الضروري إزالة التمييز الاجتماعي لمرضى الصرع، ولتحقيق هذا الهدف يجب تعزيز الوعي الاجتماعي حول هذا المرض مع نشر المعلومات عنه بين المواطنين، كما يجب أن يقدم المجتمع المزيد من الرعاية للمرضى وتشجيعهم على تلقي العلاج ومساعدتهم على رفع مستوى المعيشة والمشاركة في النشاطات الاجتماعية.
وإضافة إلى ذلك، تعمل الجمعية الصينية لمكافحة الصرع حاليا على وضع تسمية جديدة لهذا المرض، من أجل إزالة التمييز والنظرة الخاطئة للمرضى ومساعدتهم على العودة إلى الحياة الطبيعية.