v الإذاعة السودانية |
v وكالة أنباء شينخوا |
v صحيفة الشعب اليومية الصينية |
v تلفزيون الصين المركزي |
v مركز معلومات الانترنت الصيني |
v سفارة الصين لدى مصر |
v الوكالة الموريتانية للأنباء |
كنا قد زرنا قبل أسابيع جامعة فو دان بشانغهاي شرقي الصين، واليوم سنزور جامعة أخرى في هذه المدينة تتمتع بنفس الشهرة الدولية، وهي جامعة المواصلات بشانغهاي.
تزامن تأسيس جامعة المواصلات بشانغهاي مع أكثر مرحلة اضطرابا في تاريخ الصين في أواخر القرن ال19، عندما كان رجل الأعمال السيد شنغ شيوان هواي يفكر في تأسيس جامعة خاصة لإعداد المهندسين والأكفاء المتخصصين بالتكنولوجيا، من أجل الإسهام في تحقيق نهضة البلاد باسخدام الصناعة الحديثة، وفعلا استثمر لإقامة هذه الجامعة. وبعد تأسيس الصين الجديدة، أصبحت هذه الجامعة، التي اشتهرت بلقب "معهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا في الشرق"، أصبحت مهدا للأكفاء وقاعدة تكنولوجية هامة في الصين، ولم يتخرج منها العديد من الأكفاء، ومن مقدمتهم الرئيس الصيني السابق جيانغ تسه مين والعالم الكبير تشيان شيويه سن والصحفي المشهور تسو تاو فن، فحسب، بل أسهمت أيضا في صنع أول غواصة نووية وأول قنبلة ذرية وأول قمر صناعي في الصين.
وعزا نائب رئيس الجامعة السيد يين جيه الفضل في تحقيق هذه الإنجازات الباهرة إلى الأفكار التنموية المنفتحة التي تتمسك بها الجامعة منذ تأسيسها:
"أولا، إن جامعتنا منفتحة، وهي تقع في شانغهاي، ونحافظ على الاتصالات المكثفة مع المؤسسات الصناعية والإنتاجية والمالية. ثانيا، إنها تتسم بخصائص دولية، حيث بدأت التعاون الدولي مع الجامعات الأجنبية منذ وقت مبكر."
ووفقا لما ذكره السيد يين جيه، فقد وقعت الجامعة اتفاقيات تعاون مع أكثر من 100 جامعة من 20 دولة ومنطقة، منها جامعة كورنيل الأمريكية ومعهد ولاية جورجيا للتكنولوجيا وجامعة هيدلبرغ الألمانية، حتى أقامت علاقات تعاون مع جامعة ميتشيغان الأمريكية وفتحت المعهد الفرعي في تلك الولاية.
وإضافة إلى ذلك، استقدمت الجامعة 200 عالم أجنبي مشهور، منهم فائزون بجائزة نوبل، كأساتذة ودكاترة فخريين ودعتهم إلى إلقاء المحاضرات في الجامعة.
وقال السيد يين جيه لمراسلنا إن الجامعة وضعت خطة خاصة لإرسال الطلاب والباحثين إلى الخارج لإكمال الدراسة، ويستطيع 20 بالمائة من الطلاب أن يحصل على هذه الفرصة كل سنة:
"نسعى للدخول إلى صفوف الجامعات المشهورة في العالم، فعلينا أن نتمسك بالخصائص الدولية، وهذه طريقة هامة لتحقيق هذا الهدف. ونبذل جهودا كبيرة لإعداد الطلاب المتميزين بالنظرة الدولية العريضة والقوة التنافسية العالمية."
ومن أجل تعزيز التبادلات الدولية، لا تعمل الجامعة على إرسال الطلاب إلى الخارج فحسب، بل تكثف الجهود لجذب المزيد من الطلاب الوافدين خلال السنوات الأخيرة. وذكر السيد يين جيه أن عدد الطلاب الأجانب الذين يدرسون في الجامعة تجاوز 5000، من ضمنهم الذين يدرسون لنيل الدرجات العلمية والذين يدرسون اللغة الصينية لفترة قصيرة:
"أصبحت جامعتنا جامعة دولية تجذب الطلاب الأجانب، سواء الوافدين أم القادمين عن طريق التبادل التعليمي أو الذين يدرسون لفترة قصيرة. ونعمل الآن على تعميم خطوة إلقاء المحاضرات باللغة الإنجليزية في بعض المواد والاختصاصات، مثل الطب والاقتصاد والهندسة الكهربائية. لذلك، نخطط لرفع نسبة الطلاب الوافدين إلى 20 بالمائة والارتقاء بنسبة الباحثين الأجانب إلى 10 بالمائة بحلول عام 2020."
وفتحت الجامعة أيضا معهد التعليم الدولي الخاص لإدارة شؤون الطلاب الوافدين وخدمتهم وترتيب دروس اللغة الصينية لهم. وقالت نائبة عميد المعهد السيدة في يوي فانغ لمراسلنا إن الجامعة تعمل حاليا على تهيئة البيئة الدراسية والمعيشية المناسبة للطلاب الأجانب:
"إن جامعتنا، باعتبارها جامعة مشهورة، تفتح أبوابها أمام العالم. وأنشأت خمسة مبان في الحي الفرعي في مين هانغ، وثلاثة مبان في شيو هوي، كمساكن للطلاب الوافدين. ومن الناحية التعليمية، تتميز جامعتنا بالمواد العلمية والتكنولوجية، ونأمل بذلك في جذب المزيد من الطلاب الأجانب باستغلال هذا الامتياز."
كان الطالب الأمريكي، الذي أطلق على نفسه اسما صينيا هو قاي ويي مينغ، قد درس 3 سنوات في قسم اللغة الصينية بالجامعة. وقال لمراسلنا إنه في البداية أقام قرب الجامعة، وتأثر تدريجيا بالبيئة الدراسية الجيدة فيها، وأخيرا التحق بالجامعة للدراسة:
"في البداية، درست اللغة الصينية بنفسي في بلدي، ولم أقدر على التحدث بالصينية أبدا عندما جئت إلى الصين. وبعد جولات من الامتحانات، أتاحت جامعة المواصلات لي فرصة لمتابعة الدراسة العليا، فالتحقت بها. أما أكبر مميزات الجامعة فهي وجود الأساتذة الممتازين وواسعي المعلومات والمعارف. وخلال الدروس، لا يناقشون المعلومات الموجودة في الكتب فحسب، بل يضيفون المزيد من المعلومات المفيدة حول الحياة، وهذا مفيد جدا وسيبقى معنا طوال حياتنا."