ذكريات العيد الوطني

في هذا العام، أصبح الجنود الأبطال نموذجا مشرفا في قلوب الصينيين، لأنه قبل سنتين من ذلك الوقت، عبر الجنود المتطوعون الصينيون نهر يالو، مرددين نشيد "الدفاع عن السلام من أجل البلاد"، وخاضوا حرباً ضد أقوى خصم في العالم. وفي أواخر ربيع عام 1952، اضطرت الولايات المتحدة إلي طلب إجراء محادثات سلام مع الصين. وبدأ العالم يعيد النظر في الصين التي تأسست قبل ثلاث سنوات، ووجد أن الشعب الصيني نهض وسط العالم حقا.

وفي أوائل الخمسينات، ومع إشراق فجر السلام، أصبح كل شيء في الصين مشرقاً، بينما طرأت تغيرات على تفاصيل حياة الناس، وظهرت ثقافات وعادات جديدة في المجتمع، إذ أصبحت متاجر شانغهاي مزدحمة بالناس دائماً، حيث تنتشر الملابس والزينات الشائعة من هنا إلى أنحاء البلاد. وفي بكين، يتزوج الشباب والشابات وفقا لخياراتهم الشخصية. وأصبح الحصول على عمل أمنية مشتركة للنساء الصينيات. ولم تعد دور السينما تعرض الأفلام الأمريكية، وحلت محلها أفلام سوفيتية وأفلام صينية، وأصبحت دراسة الثقافة موضة في ذلك العهد.

في مساء يوم من أيام صيف عام 1956، صدحت أنعام راقصة في أرجاء تشونغ نان هاي- مقر رئاسة الحكومة الصينية- حيث أدى ماو تسي دونغ وليو شاو تشي وجو ده وغيرهم من كبار مسؤولي البلاد خطوات الرقص متزامنة مع الألحان. لا شك أن مشاركة أعضاء المجموعة القيادية معا في أداء الرقصات تعكس استقرار البلاد.