v الإذاعة السودانية |
v وكالة أنباء شينخوا |
v صحيفة الشعب اليومية الصينية |
v تلفزيون الصين المركزي |
v مركز معلومات الانترنت الصيني |
v سفارة الصين لدى مصر |
v الوكالة الموريتانية للأنباء |
من أجل توفير فرص العمل للفلاحين المحليين وزيادة دخلهم، بدأت محافظة جياشي بمنطقة شينجيانغ الذاتية الحكم لقومية الويغور تنظيم الفلاحين الويغوريين للعمل في المناطق الساحلية المتطورة اقتصاديا شرقي البلاد ابتداء من عام 2001، حيث أرسلتهم إلى 35 مؤسسة في مدينتي بكين وتيانجين ومقاطعات تشيجيانغ وجيانغسو وشاندونغ، الأمر الذي ساعد 30% من العمالة الريفية الزائدة على حل مشكلة التشغيل وزيادة دخل الفلاحين المحليين وتحسين مستوى معيشتهم.
في حجرة الدرس بمركز التدريب المهني في محافظة جياشي أقصى غرب البلاد، يتعلم أكثر من 40 شابة ويغورية اللغة الصينية الفصحى بجد واجتهاد. ويتلقى ثلاث مجموعات من أبناء القومية حاليا التدريبات المهنية في هذا المركز، وكلهم للعمالة الفائضة. وبعد إتمام التدريبات التي تشمل اللغة الفصحى الشفوية والمهارات المهنية المعينة لمدة ثلاثة أشهر، سيتوجهون إلى المناطق الساحلية المتطورة اقتصاديا في شرق البلاد للعمل في مصانع الغزل والنسيج ولعب الأطفال والتعبئة، ومن المتوقع أن يتراوح الدخل الفردي الشهري للعامل ما بين 800 يوان و2800 يوان وفقا لكفاءاتهم التقنية المختلفة مع العلم أن مستوى الدخل هذا يتجاوز معدل الدخل الشخصي لهم أثناء ممارسة الزراعة بعدة أضعاف.
ومنذ بداية هذا العام، قد أرسلت محافظة جياشي أكثر من 3800 عامل ريفي إلى المناطق الشرقية المتطورة اقتصاديا للعمل هناك. وقال السيد رحمن عمر مسؤول خاص بشؤون تصدير العمالة والتدريب المهني في محافظة جياشي للمراسل
"يوجد نقص المعروض من العمالة في المحافظة نظرا لأن طلب المؤسسات عليها أكثر من العرض. ووقعنا عقودا عديدة خاصة بتوفير العمالة لكل من شركتي يونغدا وياغور بمقاطعة تشيجيانغ وشركة جينشان ببلدية تيانجين، والآن لا نستطيع تلبية احتياجات هذه الشركات في آن واحد، ونضطر إلى توفير العمالة لها على دفعات."
وتولي حكومة محافظة جياشي اهتماما كبيرا لإدارة العمال الريفيين المهاجرين، حيث ترسل مسؤولا ومعلمين يجيدان اللغة الويغورية واللغة الصينية الفصحى وطاهيا خاصا بإعداد الأطباق الإسلامية لتقديم خدمات لكل 50 عاملا، كما توفر للعمال المهاجرين ضمانات للعلاج الطبي وإعادة التشغيل بعد عودتهم إلى مساقط رؤوسهم، كما تدفع الحكومة تكاليف التدريبات والطعام والإقامة والمواصلات قبل حصول العمال على الرواتب.
ذهبت ابنتا السيد ترسون سلام إلى مقاطعة تشيجيانغ في مارس الماضي، وقال ترسون للمراسل إنه حتى الآن قد تسلم آلاف اليوانات من تحويلات الابنتين ، ويتصل بهما هاتفيا كل ثلاثة أيام لمعرفة عملهما وحياتهما في مقاطعة تشيجيانغ. ها هو يقول
"في البداية، كنت قلقا جدا لحياتهما الجديدة، إلا أننا واثقون بأن الحكومة تستطيع حماية سلامتهما ومصالحهما. والآن حصلت على ستة آلاف يوان من تحويلاتهما. وقالت ابنتايّ إنهما تريدان العمل هناك باستمرار، ووافقت على هذا الأمر لأنه يحسن مستوى معيشتنا."
الجدير بالذكر أن إرسال العمالة الفائضة إلى المناطق الخارجية يسهم في فتح رؤية الفلاحين المحليين بمحافظة جياشي إضافة إلى منحهم واكتسابهم المهارات المهنية. وبفضل ذلك، بدأ كثير من العمال في إنشاء مشاريع بعد عودتهم إلى مساقط رؤوسهم.
غولي حاليتشيام عبد الرحيم فلاحة ويغورية في العشرين من العمر، كانت تعمل في مصنع الأزياء ببلدية تيانجين طوال عام 2007، حيث اكتسبت ستة آلاف يوان. وبعد عودتها إلى محافظة جياشي، بدأت إدارة متجر ملابس من خلال استخدام التقنيات المهنية التي أتقنتها خلال العمل في تياجين. والآن يمكنها اكتساب مائة يوان يوميا. وقالت أمها مارييا مونيسا كريم للمراسل
"شهدت كفاءة ابنتي ارتفاعا ملحوظا بعد عملها في المناطق خارج شينجيانغ. والآن تعرف جيدا أهداف حياتها."
وقالت غولي حاليتشيام عبد الرحيم للمراسل إن تجارب العمل في تياجين تفيدها كثيرا.
"إذا لم أخرج من مسقط رأسي، فلا يمكنني اكتساب الأموال الكافية لتحسين مستوى معيشة عائلتي. وبفضل تجارب العمل في المناطق المتطورة اقتصاديا، نجحت في إدارة هذا المتجر، وساعدت عائلتي على التمتع بحياة أكثر سعادة مما كانت عليه في الماضي."
جيمي غولي شابة ويغورية في ال18 من العمر، كانت تعمل في شركة ياغور بمقاطعة تشيجيانغ شرقي البلاد لمدة سنتين. وخلال هذه الفترة، قامت بزيارة لمدينة هانغتشو وبلدية شانغهاي وغيرهما من المدن التي تركت انطباعات عميقة في ذهنها. ها هي تقول
"كانت ظروف العمل جيدة من حيث الطعام والإقامة والمبنى السكني، وعشت عيشة سعيدة حينذاك، وعرفت كثيرا من الاصدقاء هناك، منهم ويغورون وأبناء قومية هان. وبعد عودتي إلى المحافظة، يتصل أصدقائي بي هاتفيا بصورة مكثفة، معبرين عن أملهم في العمل معي مرة أخرى. وعندما عملت في مقاطعة تشيجيانغ، تمكنت من أكل الأطعمة الإسلامية لأن الطاهي هو ويغوري أيضا."
وأشار السيد رحمن عمر مسؤول بمحافظة جياشي إلى أن تجارب العمل في المناطق خارج شينجيانغ تغير أفكار الفلاحين، إذ قال
"في الأيام الماضية، كانت أفكار فلاحي جياشي محافظة، ولم تكن لديهم رغبة في مغادرة مساقط رؤوسهم للعمل، لأنهم اعتقدوا أن العمل خارج بلادهم شيء مخجل. وبفضل الجهود التي بذلتها الحكومة المحلية خلال السنوات الثلاث الماضية، أصبحت أفكارهم منفتحة، وبدأوا في الخروج من شينجيانغ للبحث عن فرص للعمل في الخارج."
ومنذ عام 2006، قد أرسلت محافظة جياشي 20 ألف عامل ريفي إلى المناطق المتطورة اقتصاديا في البلاد، الأمر الذي أتم تشغيل 30% من العمالة الريفية الفائضة بالمحافظة والتي بلغ عددها 70 ألفا. وفي الوقت الحالي، يعبر المزيد من الفلاحين عن رغبتهم في العمل خارج المحافظة لزيادة دخلهم وتحسين مستوى معيشتهم.