روابط

التعليم باللغتين يوفر جسرا لأبناء مختلف القوميات في شينجيانغ لتبادل الاتصالات والتبادلات

   2009-08-28 10:10:45    cri

تعتبر منطقة شينجيانغ الذاتية الحكم لقومية الويغور شمال غربي الصين، منطقة مأهولة بأبناء مختلف القوميات، حيث يعيش أبناء قوميات الويغور وهان وقازاك ومنغوليا وغيرهم من أكثر من 40 قومية. وفي السنوات الأخيرة، بذلت الحكومة المحلية جهودا كبيرة لتطوير التعليم باللغتين الصينية الفصحى والقومية المحلية سعيا لإنشاء جسر لأبناء الأقليات القومية هناك لتعزيز التبادلات بينهم.

بدأت حكومة شينجيانغ عام 2004 تعميم التعليم باللغتين على نطاق المنطقة، وخلال السنوات الخمس الماضية، خصصت الحكومة المركزية والحكومة المحلية 130 مليون يوان لتدريب المعلمين، وقررت الحكومة المركزية هذا العام تخصيص 86 مليون يوان لإنشاء 465 فصلا لرياض الأطفال في شينجيانغ لتعزيز التعليم باللغتين. وحتى الآن، تجاوز عدد طلبة المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية الذين تلقوا التعليم باللغتين 160 ألف طالب.

وبعد وقوع أحداث الشغب في مدينة أرومتشي حاضرة المنطقة في الخامس من يوليو الماضي، اتهمت بعض وسائل الإعلام الغربية الصين بمحاولة محو الهويات القومية لأبناء الأقليات القومية في شينجيانغ، وتعليقا على هذه الاتهامات، أشار /أيهاتي كريم باي/ رئيس المؤتمر الاستشاري السياسي بالمنطقة وهو من قومية قازاق، أشار إلى أن شينجيانغ باعتبارها منطقة متعددة القوميات واللغات والثقافات، تكون في حاجة ماسة لتعزيز الاتصالات بين أبناء مختلف القوميات، ويسهم التعليم باللغتين في زيادة فرص التبادلات لهولاء، مؤكدا أنه يحق لأبناء الأقليات القومية اختيار اللغات للتعلم. ها هو يقول

"من الضروري أن يتعلم أي مواطن صيني اللغة الصينية الفصحى. وندعو أبناء الأقليات القومية إلى أن يتعلموا اللغة الفصحى إضافة إلى إتقان لغاتهم القومية. ويحق لهم استخدام لغاتهم القومية للتبادلات خلال الحياة اليومية، وعندما يعاملون أبناء القوميات الأخرى، فسيجدون أن التحدث باللغة الصينية الفصحى يسهل التبادلات ويساعدهم على معرفة العالم الخارجي."

وقال السيد /قو جيان شين/ صاحب شركة بيع السيارات في أرومتشي وهو من قومية هوي، قال للمراسل إن عائلته تعيش في شيجيانغ منذ أجيال عديدة، وكان يدرس في مدارس قومية هان منذ طفولة، وبدأ إنشاء مشروع لنفسه بعد التخرج من المدرسة الثانوية، والآن يمتلك شركة وصل عدد موظفيها إلى أكثر من 20 شخصا، وهم من قوميات هان والويغور وقازاق وهوي، واللغة الصينية الفصحى هي وسيلة لغوية هامة للتبادلات البينية بالنسبة لهم.

"أرى أنه يعتين على كل مواطن صيني تعلم اللغة الصينية الفصحى سواء كان من قومية هوي أو الويغور أو قوميات أخرى. لأنه لا يستطيع إجراء التبادلات مع الآخرين إذا لم يعرف اللغة الفصحى. وبهذه الوسيلة اللغوية الممتازة، يمكن لأبناء الأقليات القومية في شينجيانغ زيارة المناطق الأخرى بالبلاد لمعرفة العالم الخارجي وإدراك حقيقة بسيطة وواضحة، وهي: يتعين على أي رجل أن يعمل بجد واجتهاد لاكتساب الأموال وإعالة عائلته وتحسين مستوى معيشة أسرته."

والسيد كوربان جيانغ الرحمن ميكانيكي السيارات في هذه الشركة، وهو من قومية الويغور، قال للمراسل إنه يتبادل مع زملائه في الشركة بسهولة ويعاملهم بصورة جيدة، ويعود ذلك إلى إتقان اللغة الصينية الفصحى.

"لم أكن قلقا إزاء النزاع العرقي، لأنني كنت أدرس في مدرسة قومية هان منذ طفولتي، حيث عاملني المعلمون والزملاء من قومية هان بصورة جيدة، ولم تحدث أي مشكلة تبادلية بيننا. والآن أعمل هنا في هذه الشركة، ولم أجد أي مشكلة عرقية أيضا."

وتايرجيانغ جيولايتي طبيب في قسم العظام التابع لمستشفى الشعب بحي تياشان في مدينة أرومتشي، عاد إلى مسقط رأسه لخدمة أبناء مختلف القوميات هناك بعد تخرجه من جامعة لانتشو للعلوم الطبية في مقاطعة قانسو. وقال للمراسل إن كثيرا من الكتب الطبية المتقدمة مكتوبة باللغة الصينية، ويسهم إتقان اللغة الصينية الفصحى في رفع مستواه المهني وخدمة أبناء مختلف القوميات.

"تكتب الكثير من الكتب الطبية باللغتين الصينية الفصحى والإنجليزية، وأرى أن تكلم اللغة الفصحى يساعدني على رفع مستويّ المهني. ولمواصلة الارتقاء بمستويّ، درست اللغة الإنجليزية إضافة إلى اللغة الصينية الفصحى."

ويرى السيد إبراهيم إيصاك نائب مدير لجنة إدارة اللغات والكتابات بمنطقة شينجيانغ أن تعليم اللغة الصينية الفصحى لن يهدد ثقافات الأقليات القومية. ها هو يقول

"الآن يظل أبناء قومية الويغور يستخدمون اللغة القومية في الحياة اليومية، وتستخدم اللغة الويغورية على نطاق واسع في المنطقة، وتعتبر إحدى اللغات الأكثر استخداما في المنطقة، ويمكننا التعبير عن أي شيء من خلال تكلم اللغة الويغورية. وبجملة واحدة، تستخدم اللغة الويغورية في مجالات القانون والتعليم والإذاعة والتلفزيون وغيرها من الحياة الاجتماعية."

ولتشجيع التبادلات بين طلبة مختلف القوميات، دعت حكومة المنطقة طلاب قومية هان لدراسة اللغة الويغورية. وقالت السيدة شي وهي مسؤولة شؤون تدريب الطلاب الجدد في جامعة شينجيانغ للعلوم الطبية

"سيقدم طلابنا بعد التخرج من الجامعة خدمات للكثير من المرضى الويغوريين، ومن أجل مساعدتهم على إتقان بعض الكلمات الويغورية البسيطة لإجراء التبادلات والأحاديث مع المرضى في المستقبل، وفرنا لهم كتيبات بعنوان: /تعلم اللغة الويغورية بسرور/."

وأكد أبناء مختلف القوميات في شينجيانغ أن التعليم باللغتين يعزز التبادلات بينهم ويسهم في إزالة سوء الفهم المتبادل وتعزيز العلاقات بين مختلف القوميات، كما يساعد أبناء الأقليات القومية في الأرياف والمناطق الرعوية على التخلص من الحياة المغلقة والمتخلفة وإيجاد المزيد من فرص العمل في المدن والمقاطعات الأخرى، الأمر الذي يلعب دورا إيجابيا هاما للحفاظ على الاستقرار والتآلف العرقي ودفع التنمية المشتركة في المنطقة.

متعلقات
ما رأيك ؟
link | اتصل بنا |
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved.
16A Shijingshan Road, Beijing, China