v الإذاعة السودانية |
v وكالة أنباء شينخوا |
v صحيفة الشعب اليومية الصينية |
v تلفزيون الصين المركزي |
v مركز معلومات الانترنت الصيني |
v سفارة الصين لدى مصر |
v الوكالة الموريتانية للأنباء |
خلال العقود الستة المنصرمة، حققت جمهوريتنا إنجازات كبيرة في المجال العلمي والتكنولوجي، الأمر الذي رفع مستوى معيشة الشعب إلى درجة عالية. وفي حلقتنا اليوم، سنستعرض سويا هذه الإنجازات، وكذا التغيرات التي حدثت في حياتنا.
في خمسينات القرن الماضي، واجهت الصين مشكلة غذائية كبيرة في ظل ازدياد عدد السكان وتخلف الزراعة إضافة إلى الكوارث الطبيعية في ذلك الوقت مثل الجفاف والفيضانات. وبالتالي، كان من الصعب على الصينيين ضمان المعيشة الأساسية. وفي ظل ذلك، عزم السيد يوان لونغ بينغ، الخبير الزراعي المخضرم، عزم على ابتكار نوع جديد من الأرز من أجل رفع إنتاج محاصيل الحبوب الغذائية وتحسين حياة المواطنين:
"كيف نشأت لدي ثقة قوية لإبداع الأرز الهجين؟ لأنني أدرك جودة هذا النوع من الأرز، وأثق باحتمال تحقيقه من خلال البحث التكنولوجي ومساهمته في رفع إنتاج محاصيل الحبوب الغذائية. ولكن هذه العملية ليست بسيطة، واستمرت أعمالي البحثية تسع سنوات اعتبارا من عام 1964."
وخلال السنوات التسع، قام يوان لونغ بينغ بالعديد من التجارب، وأخيرا نجح في زراعة الأرز الهجين وعمم هذه التكنولوجيا الثمينة إلى أنحاء البلاد. ولذا أصبح السيد يوان رائدا عالميا في هذا المجال، ويطلق الناس عليه اسم "أبو الأرز الهجين". وبعد ذلك، واصل "أبو الأرز الهجين" بحثه العلمي والزراعي بمستوى أعلى ونجح في تجربة "سوبر الأرز الهجين"، الذي تضاعف حجمه الإنتاجي لوحدة المساحة مقارنة مع الأرز الآخر.
وبفضل هذه الإنجازات الزراعية، فقد وفرت الصين الأغذية لأبنائها الذين يمثل عددهم 22 بالمائة من سكان العالم، اعتمادا على ما يساوي 7 بالمائة من الأراضي الزراعية في العالم.
وبعد تأسيس الصين الجديدة، وضعت الحكومة التطوير العلمي والتكنولوجي في المركز الأول. وخاصة بعد تنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح عام 1978، حددت الصين الفكرة الإستراتيجية المتمثلة في "أن تكون العلوم والتكنولوجيا القوة الإنتاجية الأولى"، وبدأت في تنظيم وتنفيذ المشروعات العلمية والتكنولوجية المحورية بنشاط والعمل على إنشاء نظام صالح للتطور العلمي والتكنولوجي وإعداد المتخصصين الأكفاء. وعن ذلك، قال مدير مكتب الدراسة والبحوث التابع لوزارة العلوم والتكنولوجيا السيد شيو خه بينغ:
"ضاقت الفجوة بين بلادنا وبين الدول المتقدمة في مجال التفوق العلمي والتكنولوجي الشامل، حيث تتصدر بلادنا بعض المجالات العلمية في العالم، ولها تأثيرات كبيرة على تطور العلوم والتكنولوجيا في العالم. إن العلوم والتكنولوجيا تدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتوفر ضمانا للأمن الوطني."
والآن، دخلت الصين مرحلة غزيرة النتائج العلمية والتكنولوجية، وتُؤكَد كل سنة حوالي 20 ألف نتيجة علمية وتكنولوجية تتطرق إلى الطاقة والزراعة وحماية البيئة، وقد تحولت هذه النتائج إلى القوة الإنتاجية وساهمت في التطوير الاقتصادي والاجتماعي في البلاد.
وفي الأرياف الصينية، ساهمت نتائج التطور العلمي والتكنولوجي في تحسين حياة الفلاحين الصينيين. ففي قرية تشينغ لان شان بمقاطعة قانسو شمال غربي الصين، أنشأت كل أسرة هناك حظيرة لتربية المواشي مزودة بأنابيب خاصة لتحويل بعض روث وفضلات المواشي إلى غاز الميثان باعتباره وقودا نظيفا ونقل بعضها الآخر كسماد إلى الحقول. وأشادت الفلاحة ما تشين بهذا الأسلوب الصالح لتدوير الاستخدام وتوفير الطاقة:
"الآن، لا داعي لنا لجمع الأحطاب الخشبية أو القشات لاستعمالها كوقود، وبذلك يمكننا من توفير ألفين أو ثلاثة آلاف يوان لشراء الطاقة كل سنة. وفي السابق، كنا نستخدم القشات كالوقود، والآن يمكننا أن نستغلها في رعاية المواشي كالأعلاف."
وفي المدن، تتطور تكنولوجيا شبكة الإنترنت بسرعة فائقة. وأظهرت الإحصاءات أن عدد مستخدمي الإنترنت في الصين قد تجاوز 330 مليونا، وأصبحت شبكة الإنترنت وسيلة هامة يعرف الناس من خلالها المعلومات العالمية. والآن قد عُممت شبكة الإنترنت أيضا إلى المدارس الريفية، لمساعدة الأطفال الريفيين على تلقي التعليم الذي يجمع بين أسلوب "الوجه للوجه" والأسلوب المتعدد الوظائف. وذكر التلميذ لي شيانغ الذي يدرس حاليا في مدرسة بمقاطعة قوانغدونغ جنوبي الصين أن هذا الأسلوب التعليمي ممتع جدا:
"هذا مثل مشاهدة الفيلم، ويجمع بين الكارتون والصوت، وهذا رائع وممتع جدا."
إن إنجازات الصين الغزيرة في المجال العلمي والتكنولوجي خلال العقود الستة الماضية تجسدت بشكل كبير في أولمبياد بكين العام الماضي، وأستخدمت هذه التكنولوجيا المتقدمة في مجالات إنشاء الإستادات والاتصالات والمعلومات والمواصلات والمرور والأغذية وأعمال الأمن، مما جعل أولمبياد بكين تُكلَل بالنجاح الكامل، وخاصة مراسم الافتتاح التي تميزت ب"الخلط الرائع بين الروح الأولمبي والتكنولوجيا الحديثة". وفي هذا الصدد، قال مسئول الوفد التركي الذي شارك في أولمبياد بكين السيد محمد علي شاهين:
"كنت أشارك في دورات من الأولمبياد ومراسم افتتاحها، وأعتقد أن مراسم افتتاح أولمبياد بكين صحفة رائعة في سجلات التاريخ، لأنها استخدمت الكثير من التكنولوجيا الأحدث."
بفضل الإنجازات العلمية والتكنولوجية الكثيرة خلال السنوات ال60 الماضية منذ تأسيس جمهوريتنا، قد طرأت مظاهر جديدة وجميلة في حياة الصينيين. وكما قال المثال "إن العلوم والتكنولوجيا ليست لها حدود ونهاية"، فسيواصل العلماء الصينيون أبحاثهم ودراساتهم باستمرار لجعل حياتنا أجمل فأجمل.