v الإذاعة السودانية |
v وكالة أنباء شينخوا |
v صحيفة الشعب اليومية الصينية |
v تلفزيون الصين المركزي |
v مركز معلومات الانترنت الصيني |
v سفارة الصين لدى مصر |
v الوكالة الموريتانية للأنباء |
تكتظ منطقة شينجيانغ شمال غربي الصين بقوميات كثيرة، منها الويغور والقازاق ومنغوليا وشيبوه، ولهذه الأقليات القومية لغتها المنطوقة والمكتوبة. وفي الماضي، كان تلاميذ هذه القوميات يدرسون في مدارس تختلف عن مدارس قومية هان، فلم يستطعوا سوى التحدث بلغات قومياتهم. وفي السنوات الأخيرة، اتخذت المنطقة سياسات تعليمية متميزة باستخدام اللغتين، أي لغة هان ولغة الأقليات القومية، وبعد ذلك تدارس التلاميذ من مختلف القوميات في مدرسة واحدة. ففي حلقتنا اليوم، سنتوجه سويا إلى شينجيانغ لزيارة بعض المدارس التي تجمع التلاميذ والمدرسين من مختلف القوميات.
هذه هي المدرسة المركزية بناحية تشاركوتشي نيولو لمحافظة تشابوتشار لمدينة ييلي الحدودية مع قازاقستان. وفي هذه المدرسة يوجد حوالي 1200 تلميذ يدرسون من الصف الأول الابتدائي وحتى الصف الثالث الإعدادي، ومعظمهم من قومية القازاق وجزء آخر من قومية شيبوه، إضافة إلى مجموعة من قوميات هان وهوي والويغور. ويمكن لهؤلاء التلاميذ اختيار الدراسة بلغة هان أم بلغات القومياتهم كما يرغبون، وفقا لما تنص عليه لوائح المدرسة.
والتقى مراسلنا هناك بأحد التلاميذ من قومية شيبوه اسمه قوان رونغ هوا. وذكر لمراسلنا أنه بدأ دراسة لغة هان منذ الصف الأول الابتدائي، وبعد الدراسة لثماني سنوات، استطاع التحدث بلغة هان بطلاقة:
المراسل: هل تستخدم لغة هان دائما؟
قوان: في المنزل، أتحدث مع والدي بلغة شيبوه أحيانا، وأحيانا أخرى بلغة هان. أما في المدرسة، فأتحدث بلغة هان. وأحيانا أعلم بعض زملائي لغة شيبوه.
المراسل: ماذا تريد أن تعمل بعد التخرج؟
قوان: أريد أن أكون طبيبا لمساعدة الآخرين.
وذكر هذا الولد لمراسلنا أنه يستفيد كثيرا من تعلم لغة هان، الأمر الذي قد أزال العديد من العقبات عند تبادله للتحدث مع الزملاء بالقوميات الأخرى وأرسى أساسا لمواصلة الدراسة العليا. والآن، يرغب عدد متزايد من أسر الأقليات القومية في تلك المنطقة في إرسال أولادهم إلى هذه المدرسة لدراسة لغة هان.
وقالت مديرة المدرسة الآنسة ليو تشي هوا إنه من أجل سد حاجات هذه الأسر، بذلت المدرسة جهودا كبيرة لتهيئة أفضل الظروف المادية وإعداد المدرسين المتميزين:
"تدعم بلادنا هذا الشكل من السياسات التعليمية بقوة، حيث تنظم للمدرسين من مختلف القوميات دورات تدريبية خاصة بلغة هان. وهناك 30 مدرسا في مدرستنا قد أكملوا هذه التدريبات. وكذلك، نطبع كتبا تعليمية خاصة باللغتين."
وفي شينجيانغ اليوم، إن مدرسة تشاركوتشي نيولو هي صورة مصغرة لتنفيذ الأسلوب التعليمي المتميز باستخدام اللغتين. ففي ثمانينات أو تسعينات القرن الماضي، كانت المنطقة تجرب نشر هذا الأسلوب في عدد قليل من المدارس الإعدادية. أما الآن، فقد ازداد عدد تلاميذ الأقليات القومية قيد الدراسة باللغتين وبلغ 860 ألفا، وهذا الرقم يمثل 40 بالمائة من إجمالي عدد تلاميذ الأقليات القومية في المنطقة.
كانت السيدة الويغورية ميكري عبد قدير، عمدة بلدة بايانداي التابعة لمدينة يينينغ، بدأت دراسة لغة هان منذ الصف الثالث الابتدائي، وعمرها الآن 36 عاما. وذكرت لمراسلنا أنها استفادت من السياسات التعليمية باللغتين، حيث تستطيع الآن التحدث بلغة هان بطلاقة، الأمر الذي ساعدها كثيرا في الأعمال:
"أنا متقنة للغة هان، مما ساهم كثيرا في الارتقاء بقدرتي المهنية. وفي بداية الأمر، كان عملي هو البحث العلمي في زرع المزروعات داخل البيوت الدفيئة. وفي ذلك الوقت، كان مواطنو قومية هان ماهرين في هذا الفن، وتعلمت منهم معلومات كثيرة حول ذلك من خلال لغة هان. ثم نشرت هذا الفن بين مواطني الأقليات القومية. والآن، أصبحوا ماهرين في هذا الفن مثل مواطني قومية هان."
وفي بلدة بايانداي التي تديرها السيدة عبد قدير، هناك 70 بالمائة من مواطنيها أصلهم من الأقليات القومية ومنها الويغور وهوي والقازاق، ويمكنهم مشاهدة البرامج التلفزيونية المختلفة وقراءة الصحف والمجلات بلغات هان والويغور والقوميات الأخرى.
في الحقيقة، أن هدف التعليم باستخدام اللغتين هو إعداد الأكفاء الذين يستطيعون إتقان اللغتين، فمن الطبيعي أن يحظى بترحيب واسع من قبل مواطني الأقليات القومية في المنطقة. وعلم أن حكومة المنطقة تخطط الآن لتعميم هذا الأسلوب التعليمي إلى رياض الأطفال. لذلك فقد استثمرت الحكومات المركزية والمحلية كميات كبيرة من الأموال في تشغيل "إنشاء رياض أطفال الأقليات القومية باللغتين". ومن المتوقع أن يغطي هذا الأسلوب التعليمي في 80 بالمائة من رياض الأطفال بحلول عام 2012.
وفي روضة أطفال جديدة في مدينة يينينغ، شاهدنا حوالي 40 طفلا من الأقليات القومية تتراوح أعمارهم بين 3 و5 أعوام. رغم أنهم يدرسون لغة هان لشهور قليلة فقط، إلا أنهم يستطيعون قراءة أشعار الأطفال بطلاقة.
بفضل تنفيذ السياسات التعليمية المتميزة باستخدام اللغتين، فقد حققت منطقة شينجيانغ تطورا كبيرا في كافة المجالات والتعايش السلمي والودي بين مختلف القوميات خلال العقود الستة الماضية منذ تأسيس الصين الجديدة، ونحن في ثقة بأن يصبح مستقبل شينجيانغ أجمل فأجمل في ضوء مثل هذه السياسات المفيدة والحكيمة.