روابط

السنوات الستين الماضية في حياتي

   2009-10-01 08:26:31    cri

الجزء الرابع:

بعد تخرج السيدة لين لي من جامعة بكين في عام 1982، انضمت إلى شركة كوسكو الصينية التابعة لوزارة النقل والمواصلات الصينية، وكانت تشرف على شؤون المطالبة بالتعويضات من الخسائر وشؤون التأمين البحري.

وبعد زيارة السيد دينغ شياو بينغ لمقاطعتي قوانغدونغ وفوجيان في فبراير عام 1984، أكد أن سياسة إنشاء المناطق الاقتصادية الخاصة صحيحة، واقترح زيادة عدد المدن المنفتحة على الخارج. وفي شهر إبريل في ذات العام، قرر مجلس الدولة الصيني انفتاح أربع عشرة مدينة وهي موانئ مطلة على البحر وفقا لمقترح السيد دنغ شياو بينغ. وسرعان ما أقبل كثير من المسؤولين الحكوميين والمثقفين إلى ممارسة التجارة. وأصبح كثير من زملائها وأصدقائها رجال أعمال على التوالي، الأمر الذي ترك تأثيرا كبيرا عليها. وفي عام 1986، قررت السيدة لين لي التى ناهز عمرها أربعين سنة حينذاك الاستقالة من الشركة الحكومة وبدأت مرحلة جديدة من حياتها بشجاعة. إذ قالت السيدة لين لي:

" أتيحت لي فرصة للدراسة في اليابان في عام 1986، فاستقلت من شركة كوسكو، وسافرت إلى اليابان للدراسة. وكان لديّ ثمانمائة ين ياباني فقط بعد بيع جهاز الثلاجة في بيتي. وكان قلبي ملىء بالعزيمة والقوة لمعرفة ملامح العالم الحقيقية ، ولم أهتمّ بالحصول على الشهادة الأكاديمية."

ووسعت الدراسة في اليابان آفاق السيدة لين لي، وشاهدت التطور السريع للمجتمع الياباني بعد الحرب العالمية الثانية. وعادت إلى الصين في عام 1990. ورفضت دعوات كثير من الهيئات والشركات الحكومية، وانضمت إلى شركة أجنبية أولا، ثم أسست شركةخاصة لها بعد سنتين، وحققت نجاحا وغناء في حياتها.

وخلال ربيع عام 1992، زار القائد الصيني الراحل دنغ شياو بينغ الذي يعتبر مهندسا عاما للإصلاح والانفتاح في الصين وبلغ عمره 88 سنة وقتئذ مدن ووهان وشنتشن وجوهاي وشانغهاي وغيرها في جنوب البلاد، وألقى سلسلة من الخطابات المهمة حول الإصلاح والانفتاح داعيا إلى تنفيذ الإصلاح الاقتصادي، حيث قال السيد دنغ شياو بينغ:

" أمام الصين طريق صحيح واحد، وهو طريق الاشتراكية والإصلاح والانفتاح والتنمية الاقتصادية وتحسين معيشة الشعب، أما الطرق الأخرى فكلها طرق مسدودة. ولا يمكن أن نتردد من السير في هذا الطريق، ولا يمكن الحصول على ثقة وتأييد الشعب إلا بعد تحقيق النمو المستمر ورفع مستوى معيشة الشعب بصورة مستمرة."

وفي العام التالي بعد إلقاء السيد دنغ شياو بينغ هذه الخطابات، أصبحت قرية قوان دي التى يسكن فيها السيد لي مينغ تساي منطقة سياحية. ويقع فيها واد يمتد لعشرة كيلومترات، ويمرّ به نهر صاف، وتتمتع هذه المنطقة السياحية بالمناظر الجميلة والجذابة. ولم يتصور الفلاحون المحليون قبل ذلك أنهم يستطيعون تحقيق غناءهم اعتمادا على الوادي والنهر اللذين ترعرعوا فيهما منذ طفولتهم. وخطرت على بال السيدة شان شو تشي – وهي بنت للسيد لي مينغ تساي فكرة لتأسيس فندق في هذه القرية. وفي البداية، أسست السيدة شان شو تشي فندقا صغيرا مكونا من أربع غرف وتسعة أسرّة فقط. وتماشيا مع التطور الاقتصادي في المدن والقرى، ارتفع مستوى الاستهلاك السياحي لدى السكان، وازدهر فندق السيدة شان شو تشي أكثر فأكثر. وتستقبل السيدة شان شو تشي أكثر من خمسة آلاف سائح كل سنة، ويتجاوز دخلها السنوي مائة ألف يوان صيني. ونظرا لذلك، يقطر السيد لي مينغ تساي بكل الأمل لحياته المستقبلية. وتعمل حكومة الصين على تعميم التأمين الصحي وتأمين الشيخوخة خلال السنتين الأخيرتين، فيعيش في الطمأنينة والارتياح.

ومثل السيد لي مينغ تساي والسيدة لين لي، ارتبط مصير الصينيين الذين يتجاوز عددهم مليارا وثلاثمائة مليون نسمة ارتبط بتطور الوطن ارتباطا وثيقا خلال السنوات الستين الماضية، وأمامهم الآن آفاق مشرقة لمستقبل واعد.


1 2 3 4
متعلقات
ما رأيك ؟
link | اتصل بنا |
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved.
16A Shijingshan Road, Beijing, China