CRI Online

التغير المناخي يشكل تحديات هائلة للبشرية

cri       (GMT+08:00) 2009-12-29 20:28:20


التغير المناخي يشكل تحديات هائلة للبشرية

لم يبق سوى يومين أو ثلاثة أيام على انتهاء العقد الأول للقرن ال21، حيث واجهت البشرية خلال هذا العقد كثيرا من القضايا والتحديات العالمية وفي مقدمتها التغير المناخي والتنمية الاقتصادية والأمن والإرهاب.

في يوم ال28 من مارس عام 2009، مع ارتفاع العد التنازلي، قامت أستراليا بإطفاء الإضاءات في دار الأوبرا والجسر المعلق بمدينة سيدني، تلبية لدعوة من حملة "ساعة الأرض" الخاصة لحماية البيئة. الجدير بالذكر أن هذه الحملة التي نظمها الصندوق العالمي للطبيعة تهدف إلى توعية الناس بضرورة مواجهة التغير المناخي في الكرة الأرضية. وعندما أقيمت هذه الحملة لأول مرة في مدينة سيدني عام 2007، حظيت بدعم كبير من قبل المواطنين المحليين، حيث شارك فيها أكثر من مليوني مواطن؛ وفي عام 2008، ازداد عدد المشاركين في هذه الحملة بكل أنحاء العالم إلى أكثر من 50 مليونا؛ وحتى عام 2009، انتشرت هذه الحملة على نطاق أوسع في العالم، وقد شاركت فيها 3929 مدينة في العالم!

وبخصوص هذه الحملة، اعترف الرئيس التنفيذي الأول للصندوق العالمي للطبيعة لدى أستراليا السيد غريغ بورن اعترف بأن حملة إطفاء الإضاءات لمدة ساعة واحدة تتمتع بمغزى رمزي كبير يستطيع إيقاظ الوعي لدى الناس لفهم الضرورة والأهمية لمواجهة التغير المناخي:

"أعتقد أن كل شخص في كل دولة يفهم الأهمية القصوى لمواجهة التغير المناخي، حيث يأمل المواطنون في استطاعة قادة دولهم اتخاذ خطوات فعالة لمواجهة هذه القضية. لذلك، ننظم هذه الحملة بين الأشخاص للتعبير عن اهتماماتهم بهذه القضية، من أستراليا إلى الصين، وثم إلى الولايات المتحدة والبرازيل، ووصولا إلى أوروبا. هذا غرضنا لتنظيم هذه الحملة."

كما قال غريغ بورن، بالنسبة لكل شخص عادي، فمن المهم أن يعمل أولا أمورا صغيرة لحماية البيئة، ثم يتم تجميع كل هذه الأمور لتكون قوة كبيرة لمواجهة قضية البيئة. السيدة قوان تعمل في إحدى المعامل بمقاطعة جيلين شمال شرقي الصين وما زالت ملتزمة بالمعيشة "المنخفضة الكربون" خلال هذه السنوات:

"فمثلا، عندما أذهب إلى المعمل وأعود إلى البيت، أختار دائما أسلوب ركوب الدراجة بدلا من قيادة السيارة، الأمر الذي أسهم في تقوية جسمي وتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وتوفير الطاقة. وفي الحياة اليومية، ألتزم بتوفير الماء والطاقة أيضا، حيث أستخدم المصابيح الموفرة للطاقة بدلا من الإضاءة التقليدية، الأمر الذي يساعد على حماية العينين وتوفير الطاقة وتقليل نفقات الأسرة. أعتقد أنه من المهم أن نبدأ حماية البيئة من الحياة اليومية."

ليست السيدة قوان سوى واحدة ضمن صفوف الصينيين التي تلتزم بالمعيشة "المنخفضة الكربون"، حيث يسيرون على أقدامهم أو يركبون الدراجات، ويستخدمون مناديل القماش لتنظيف الأيدي بدلا من المناديل المستخدمة لمرة واحدة، الأمر الذي لا يساعدهم على تقليل مصروفاتهم في الحياة فحسب، بل يسهم أيضا في إعادة استخدام الموارد.

فعلا، إن أفعال السيدة قوان تمثل حركة فردية لحماية البيئة، أما بالنسبة للحكومات، فينبغي عليها اتخاذ موقف معقول ومسئول وتضع خطوات طويلة المدى مع إجراءات مؤقتة لمواجهة التغير المناخي. وفي هذا الصدد، اتخذت حكومات الكثير من الدول خطوات إيجابية. وباعتبارها أكبر دولة نامية، تتمسك الحكومة الصينية بموقف نشط ومسئول من مواجهة هذه القضية، حيث أصدرت في يونيو عام 2007 <البرنامج الوطني الصيني لمواجهة التغير المناخي> الذي حدد خطوات البلاد لمواجهة هذه القضية قبل حلول عام 2010. وبخصوص هذا البرنامج، أشار الرئيس الصيني هو جين تاو قائلا:

"قد وضعت الصين وبدأت في تنفيذ <البرنامج الوطني لمواجهة التغير المناخي> الذي حدد الأهداف المطلوبة خلال الفترة بين عامي 2005 و2010 لخفض الانبعاثات ومعدل استهلاك الطاقة لكل وحدة من إجمالي الناتج المحلي ورفع نسبة الغطاء الغابي ونسبة الطاقة المتجددة. وفي المستقبل، ستدرج الصين قضية مواجهة التغير المناخي ضمن تخطيطها للتنمية الاقتصادية والاجتماعية وتتخذ المزيد من الإجراءات الفعالة."

وفي أكتوبر عام 2008، أصدرت الحكومة الصينية <الكتاب الأبيض بشأن سياسات وخطوات الصين لمواجهة التغير المناخي>. ورغم تعرضها لصدمات الأزمة المالية العالمية، لم تغير الصين عزمها لمواجهة التغير المناخي، بل خصصت 210 مليارات يوان صيني ضمن حزمة التحفيز الاقتصادي التي تبلغ قيمتها أربعة تريليونات يوان صيني لدعم مشروعات حماية البيئة والبناء الإيكولوجي.

وفي نوفمبر العام الحالي، طرحت الصين هدف خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لكل وحدة من إجمالي الناتج المحلي بحلول عام 2020 بنسبة تتراوح بين 40% و45% مقارنة مع عام 2005، الأمر الذي أظهر مرة أخرى موقف الصين الإيجابي وجهودها الكبيرة لمواجهة التغير المناخي.

وفي الوقت نفسه، شاركت الصين أيضا بشكل نشط في المفاوضات العالمية بشأن تقليل الانبعاثات. وفي الحقيقة أن دول العالم قد بدأت المفاوضات بشأن التغير المناخي في إطار آليات الأمم المتحدة قبل 20 عاما، وحققت نتائج إيجابية كثيرة تتجسد في <اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ> عام 1992 و<بروتوكول كيوتو> عام 1997 وخارطة طريق بالي عام 2004 حتى اتفاقية كوبنهاغن التي تم التوصل إليها مؤخرا، وكل هذه الخطوات تمثل جهود البشرية المشتركة لكبح الاحترار المناخي.

ورغم أن دول العالم كافة قد أدركت خلال هذا العقد الأضرار الهائلة التي ألحقها التغير المناخي ببيئة الكرة الأرضية وأهمية إيجاد سبل لتسوية هذه القضية من خلال التعاون الدولي، إلا أن هذا الطريق لإنشاء إطار التعاون الدولي لمعالجة التغير المناخي سيكون متعرجا ومليئا بالأشواك.

لقد طرأت على حياة البشرية تغيرات كبيرة نتيجة التغير المناخي خلال العقد الأول للقرن ال21، وفي الوقت نفسه، بذلت البشرية جهودا كبيرة لمواجهة هذه القضية، وستصر بالتأكيد على بذل المزيد من الجهود في المستقبل. كما قال الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا إن هذه العملية عملية صعبة وطويلة المدى تشبه مشروع بناء سور الصين العظيم لا بد من وضع اللبنة الأولى لها، ويجب على الدول كافة أن تتخلي عن مصالحها الذاتية مؤقتا وتتمسك بالموقف المسئول وتتضافر جهودها لإنقاذ بيت البشرية المشترك ومواجهة تحديات التغير المناخي!

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي