CRI Online

حكومة أوباما تواجه صعوبات في إصلاح النظام الاستخباري

cri       (GMT+08:00) 2010-01-08 15:53:09

منذ المحاولة الفاشلة لتفجير الطائرة الأمريكية في عيد الميلاد ارتفعت سخونة الجدال في أوساط الرأي العام الأمريكية حول الأمن الداخلي. فألقى الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس الخميس ( 7 يناير ) كلمة أخرى عبر فيها عن تحمله لمسؤولية هذا الحادث وأعلن فيها إجراءات إصلاحية ستتخذها لتعزيز الأعمال الأمنية والاستخبارية. إلا أن كثيرا من الاختصاصيين يشكون في نجاح إصلاح الأجهزة الاستخبارية في الولايات المتحدة.

هذا وقد قال أوباما في كلمته التي ألقاها يوم الاثنين الماضي إن المحاولة الفاشلة لتفجير الطائرة قد كشفت عن فشل النظام الأمني والاستخباري الأمريكي، مؤكدا أن هذا الفشل لن يتحمله. أما في الكلمة التى ألقاها أمس الخميس فقد أكد فيها أوباما مرة أخرى أن هذه المحاولة الفاشلة قد كشفت عن أخطاء الأجهزة الاستخبارية الأمريكية، كما طرح 4 إجراءات إصلاحية للارتقاء بهذه الأجهزة ،مؤكدا على ضرورة قيام كافة الأجهزة الاستخبارية بمراجعة وفحص جميع أسماء المشتبه فيهم من الإرهابيين والممنوعين من السفر لضمان عدم دخولهم إلى الأراضي الأمريكية.

هذا وقد ألقى الرئيس أوباما منذ وقوع هذه المحاولة الفاشلة لتفجير الطائرة كلمات لست مرات. وفي كل مرة يوجه لومه للمخابرات الأمريكية. لذلك يتوقع الكثيرون أن الأجهزة الاستخبارية الأمريكية ستشهد تغيرا كبيرا في قيادتها. وفي الواقع أنه بعد وقوع المحاولة الفاشلة، نشر خبر مطالبة مدير المخابرات الوطنية الأمريكية دينيس بلير ووزيرة الأمن الداخلي جانيت نابوليتانو بالاستقالة وإقالة مدير المركز الوطني لمكافحة الإرهاب مايكل ليتير من منصبه. مما يدل على أن الرأى العام الأمريكي يطالب قيادة المخابرات الأمريكية بتحمل المسؤولية. هذا وقد أعلن الكونغرس الأمريكي الخميس ( 7 يناير) استعداده لعقد جلسة استماع في ال20 من الشهر الحالي لاستجواب المسؤولين المعنيين في وزارة الأمن الداخلي والمخابرات. وهل سيؤدي ذلك إلى إعادة تعيين كبار مسؤولي المخابرات الأمريكية بعد أقل من عام على تولي أوباما منصبه؟ وما زال ذلك أمرا معلقا.

هذا وقد أكد أوباما مرات عديدة على ضرورة إصلاح النظام الاستخباري الأمريكي. لكن كثيرا من الاختصاصيين يشكون في استطاعة تحقيق هذا الإصلاح النتائج المرجوة. إذ منذ حادث الحادي عشر من ديسمبر عام 2001 واجهت المخابرات الأمريكية كثيرا من الانتقادات بسبب عدم تبادل المعلومات المتعلقة بالحادث فيما بين أجهزتها. الأمر الذى دفع الحكومة الأمريكية إلى تشكيل وزارة الأمن الداخلي ومركز مكافحة الإرهاب. إلا أن هذه الأجهزة الأمنية لم تستطع بلورة المعلومات التى حصلت عليها بشكل يفيد في الكشف عن المشتبه بهم.

وعلاوة على ذلك فإن وكالة المخابرات المركزية ومصلحة الدولة للأمن والمركز الوطني لمكافحة الإرهاب وغيرها من الأجهزة الأخرى زعمت بعد هذه المحاولة الفاشلة لتفجير الطائرة أنها كانت قد عملت على كل شيء من ضمنه تبادل المعلومات ورفع التقارير. لذلك فإن السبب وراء هذا الحادث يعود إلى فشل النظام الأمني والاستخباري وفقدان وكالة المخابرات المركزية قيادتها للأجهزة الاستخبارية الأمريكية.

من جانب آخر قد نبه هذا الحادث الفاشل الولايات المتحدة إلى أن أي خطأ ولو صغير يرتكبه النظام الأمني سيؤدى إلى عواقب كارثية. لذلك يجب إجراء إصلاح حقيق وشامل للنظام الاستخباري الأمريكي.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي