CRI Online

هل تبدو في الأفق آمال جديدة لاستئناف المضاوضات من أول زيارة للمبعوث الأمريكي الخاص في العام الجديد لإسرائيل والأراضي الفلسطينية؟

cri       (GMT+08:00) 2010-01-11 16:09:53

من المخطط أن يقوم جورج ميتشل مبعوث الأمريكي الخاص بالسلام في الشرق الأوسط بأول زيارة في العام الجديد لإسرائيل والأراضي الفلسطينية في أواسط الشهر الحالي. وأكد ميتشل عبر وسائل الإعلام الأمريكية ثقته بأنه إذا تم استئناف المفاوضات فيمكن تحقيق نتائج مرجوة خلال أقل من سنتين. إلا أن الجانب الفلسطيني رفض استئناف المفاوضات بدون شروط، وهو ما اقترحته أمريكا. كما قامت إسرائيل أمس الأحد ( 10 يناير ) بقصف مدفعي آخر على قطاع غزة أسفر عن مقتل 5 فلسطينيين. والسؤال هو: هل ستتمكن زيارة ميتشل المقبلة من فتح صفحة جديدة لمفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في ظل هذه الأوضاع المتردية ؟ الأمر الذى يسترعى اهتمام المجتمع الدولي.

في الواقع أنه قد مر أكثر من عام على توقف المفاوضات منذ أن شنت القوات الإسرائيلية العملية العسكرية المسماة ب"الرصاص المصبوب" على قطاع غزة في نهاية عام 2008، إلا أن المحاولات الدبلوماسية الثنائية والمتعددة الأطراف لاستئناف المفاوضات لم تتوقف. حيث طرح مشروع أمريكي جديد من خلال المباحثات التى جرت في ال4 من يناير الجاري بين الرئيس المصري حسني مبارك ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس. ويتضمن المشروع استئناف المفاوضت على الفور وتحديد مدة المفاوضات بسنتين وإجراء المفاوضات على أساس الانسحاب الإسرائيلي إلى ما وراء حدود 1967 وغيرها من البنود.

وقد أكدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون هذا المشروع عند لقائها مع وزير الخارجية الأردني ناصر جوده قائلة إن المشروع سيضع مطالبة الجانب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة وأمن إسرائيل وتطورها في عين الاعتبار.

وذكر مسؤول عربي كبير أن مسؤولي بعض الدول العربية بدأوا بالفعل التفكير في دفع محمود عباس للعودة إلى مائدة المفاوضات في حالة عدم توقف إسرائيل بناء المستوطنات بشكل تام. إلا أنهم ما زالوا يؤكدون على ضرورة تحديد مدة وإطار المفاوضات. ويتوقع بعض الاختصاصيين أنه سيصبح المشروع المتعلق باستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين أكثر وضوحا بعد زيارة وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ورئيس المخابرات المصرية عمر محمود سليمان للولايات المتحدة.

أما المحللون فيرون أن نجاح المبعوث الخاص الأمريكي في زيارته المقبلة سيتوقف على موقف الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني من استئناف المفاوضات. وعلى الصعيد الفلسطيني فمن المؤكد أن تتخذ الطائفة المعتدلة بزعامة محمود عباس موقفا متشددا من استئناف المفاوضات وذلك من أجل الحصول على التأييد الشعبي بعد الضغوط الناجمة عن الانتخابات الرئاسية والتشريعية في أواسط العام الجاري ونجاح حركة حماس في المفاوضات غير المباشرة الخاصة بقضية تبادل الأسرى مع الجانب الإسرائيلي. ويتمثل هذا الموقف المتشدد في ضرورة أن توقف إسرائيل عملية بناء المستوطنات بشكل شامل.

أما على الصعيد الإسرائيلي فترى الحكومة الإسرائيلية أنها قد قدمت تنازلات كثيرة للجانب الفلسطيني متجاهلة انتقاد الأحزاب الأخرى والرأي العام الإسرائيلي. لذلك لا يمكن تقديم المزيد من التنازلات. وبشأن ذلك يرى المبعوث الأمريكي الخاص ميتشل وجوب تقديم الجانب الإسرائيلي المزيد من التنازلات لإنجاح المفاوضات.

وعما إذا كانت المفاوضات ستتمكن من تحقيق تقدم بفضل المشروع الأمريكي الجديد، يرى المحللون أن الأمر يتوقف على أن يراعي المشروع الجديد مصالح الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني. لذلك فإن المجتمع الدولي يقف موقف حذر تجاه أول زيارة لميتشل للمنطقة في العام الجديد.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي