CRI Online

زهرة تبادل الثقافة بين الصين والكويت تتفتح فى ربيع بكين

arabic.news.cn       (GMT+08:00) 2011-04-18 09:04:02
بقلم ثريا لوه

بكين 16 ابريل 2011 (شينخوا) افتتح هنا فى بكين يوم الجمعة "الاسبوع الثقافي الكويتى" فى المركز الوطنى الصينى للفنون المسرحية، احتفالا بالذكرى الاربعين لاقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والكويت، وقدم فنانون من فرقة التليفزيون الوطنى الكويتى بعد مراسم الافتتاح عرضا للموسيقى والغناء والرقص فى قاعة الزهرة بالمركز الوطنى للفنون المسرحية. وستقدم الفرقة عرضا لثلاثة ايام متتالية فى المركز، فى اطار مأدبة ثقافية فاخرة يتمتع المشاهدون الصينيون من خلالها بسحر الثقافة العربية.

-- تاريخ طويل من التواصل

وتعود الصداقة بين الصين والكويت الى زمن طويل وتضرب التبادلات الودية بين الجانبين بجذورها فى عمق التاريخ قبل ان تقام العلاقات الدبلوماسية فى 22 مارس 1971, والتى اصبحت الكويت بموجبها أول دولة فى منطقة الخليج تقيم علاقة دبلوماسية مع الصين.

وقال السفير الصينى لدى الكويت هوانغ جيه مين فى مقابلة خاصة مع وكالة انباء ((شينخوا)) انه فى السنوات الاخيرة، حافظ التعاون بين الصين والكويت على قوة دفع جيدة فى المجالات الاقتصادية والتجارية والنفطية والاستثمارية، وارتفع حجم التجارة الثنائية باستمرار، كما زاد عدد الشركات الصينية التى تعمل فى خدمة المشاريع النفطية والاتصالات والبنية التحتية ومشاريع المقاولات فى الكويت سنة بعد سنة.

وتشير الاحصاءات الى ان حجم التجارة الثنائية بين الصين والكويت بلغ 8.536 مليار دولار امريكى فى العام الماضى، ما يزيد بمقدار 40 مرة عن حجم التجارة فى السنوات الاولى بعد اقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. كما تم التوقيع فى العام الماضى على 37 اتفاقية تعاون شملت المجالات الاقتصادية والتجارية والنفطية والثقافية والاجتماعية والرياضية بين البلدين. وقدم الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية 34 قرضا الى الصين حتى الآن تبلغ قيمتها الاجمالية 8.8 مليون دولار.

-- انشطة احتفالية

تتنوع الانشطة الاحتفالية بمناسبة الذكرى الاربعين لاقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والكويت على عدة مستويات. وقد استهلها الجانبان بتبادل برقيات التهانى بين الرئيس الصينى هو جين تاو وصاحب السمو أمير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح وعلى مستوى رؤساء الوزراء ووزراء الخارجية بين البلدين . كما تتبادل سفارتا البلدان اقامة الانشطة فى اطار الاحتفالية .

واصدرت الصين والكويت بشكل مشترك طوابع وأختاما وأظرفا تذكارية خاصة بهذه المناسبة. فالختم الكويتى هو عبارة عن صورة تجمع العلم الصينى على اليسار والعلم الكويتى على اليمين، تعلوهما صورتان لمبنيين بارزين فى البلدين, وتتوسطهما سفينة مكتوبة عليها كلمة "الكويت"، رمزا للتواصل بين الثقافتين والحضارتين.

اما الختم الصيني فقد تضمن صورة لطائر الفينيق الذى ورد فى الاساطير الصينية القديمة، ويرمز هذا الطائر الى السلام والانسجام والسعادة الروحية، كما تضمن الختم ايضا رمز التنين وكتب عليه عبارة "احتفالا بالذكرى الـ40 لاقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والكويت" باللغة الصينية. ويعرب الجانب الصيني من خلاله عن تمنياته بدوام الصداقة الودية بين البلدين.

وقد بدأت سفارة الكويت فى بكين من يوم 12 ابريل الجارى فعالياتها الاحتفالية بهذه المناسبة بالتعاون مع وزارة الاعلام الكويتية ومجموعة من الشركات الراعية . واشتملت الفعاليات ,التى سستستمر الى يوم 20 ابريل, على معرض ثقافي وعروض فنية ومعرض للتراث الثقافى غير المادى الكويتى وغيرها من العروض التى تستعرض الانجازات الكويتية والتطورات التى شهدتها فى الثقافة والفن والاقتصاد وغيرها من المجالات .

وقال السفير الكويتى لدى الصين محمد الذويخ لمراسل ((شينخوا)) على هامش حفل الافتتاح ان كل هذه الفعاليات التى تدخل فى سياق التبادل الثقافي تلعب دورا مهما وكبيرا فى تعزيز اواصر الصداقة بين الشعبين الصديقين، معربا عن آماله فى ترجمتها الى واقع ملموس يساعد فى التقريب بين الحضارتين العربية والصينية.

ومن جانبه، اعرب مساعد وزير الثقافة الصينية قاو شو شيوين فى مراسم افتتاح الاسبوع الكويتى عن رغبته فى "بذل جهود مشتركة مع الزملاء الكويتيين فى التنقيب عن التراث الفني والثقافي فى البلدين، ودفع التعاون والتبادلات الثقافية لتقريب المسافة بين الشعبين، واضافة مضمون جديد لعلاقة التعاون الودية بين البلدين".

-- الفنون لغة مشتركة تقرب الشعبين

وقد نجحت فرقة تليفزيون الكويت والمغنية الكويتية فطومة فى ربط الشعب الصينى بالموسيقى الفلكورية والثقافة الكويتية وقوبلت العروض المقدمة التى كشفت عن سحر الثقافة العربية والكويتية بحماس واعجاب بالغين من قبل الصينيين.

وقالت السيدة لى، وهى مدرسة موسيقى فى مدرسة ابتدائية ببكين بعد مشاهدتها لعرض الفنانين الكويتين فى المركز الوطنى الصيني للفنون المسرحية ان" الموسيقى الكويتية، بنغماتها البسيطة وايقاعها القوي، جذبت قلوب المستمعين بسهولة، واثارت اعجابنا وحماستنا، والقت الضوء على جمال الفنون الفلكورية والعربية, حقا كانت اجواء ساحرة."

وقال مشاهد آخر يدعى تشن "ان الرقص الكويتى مختلف تماما عن الرقص الصينى, رأيت الرجال يرقصون بالسيوف والطبول, لم ارى هذا من قبل ."

وقدم الجانب الكويتي، خلال عرض الفنانين الكويتيين فى المركز الوطنى الصيني للفنون المسرحية يوم الجمعة الحلويات العربية للحاضرين الذين تهافت بعضهم بقوة عليها لمذاقها اللذيد.

وبجانب طاولة الحلويات، عرض الفنان التشكيلى الكويتى ابراهيم حبيب مواهبة فى الخط العربي امام الزوار الصينيين الذين تدافعوا عليه بكثره لرؤيته والحصول على اعماله. وقال حبيب انه سعيد بدعوته لحضور الاسبوع الثقافى فى بكين لعرض مواهبه امام الشعب الصينى, مضيفا ان "هذه الاجواء الودية تدل على تقارب الثقافتين العربية والصينية".

وقبل هذا العرض, قدم فنانون كويتيون وطلاب من كلية اللغة العربية فى جامعة الدراسات الاجنبية ببكين امسية رائعة فى القاعة الكبرى بالجامعة وضجت القاعة بتفاعل وحماس طلبة الجامعة ومحبى الثقافة العربية.

وقدم الطلبة خلال الامسية فقرات غنائية وراقصة عربية واظهر الفنانون الكويتيون سحر الفلكلور الكويتى وتفاعل معهما الجمهور الصينى بتصفيق وحماس غامر.

وعندما قرأ الطلبة شعرا للشاعر المشهور سعاد الصباح، "نحن باقون هنا"، وكرروا البيوت التالية "هذه الارض التى تدعى الكويت، هى عطر مبحر فى دمنا، ومنارات اضاءت غدنا، وهى قلب آخر فى قلبنا"، صفق المشاهدون خاصة الكويتيون تصفيقا حارا تقديرا لهم."

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي