القضاء على الإرهاب لا يزال بعيد المنال رغم مقتل بن لادن

قد يكون القتل المفاجئ لأخطر إرهابى فى العالم صدمة نفسية موجعة لهذه الامبراطورية المترامية، بيد أن القضاء على هذا التنظيم اللامركزى إلى حد كبير لا يزال بعيد المنال، وفق ما ذكره بعض المراقبين في بروكسيل وهم محذرون من أنه من المرجح للغاية أن تكتسب القاعدة زخما قويا من الشباب العاطل الفاقد للآمل فى حياة طبيعية فى إرجاء العالم الاسلامى .

وقال انطونيو بانزيرى، عضو البرلمان ورئيس وفد العلاقات مع دول المغرب العربى إن ثمة درجة ما من الرضا، فيما يتعلق بالإرهاب لأن بن لادن كان العدو الاول.

وقال بانزيرى لوكالة أنباء ((شينخوا))إن هذا الحدث لا يعنى أننا دحرنا الارهاب وإن الرضا يصاحبه شعور بالقلق، وإن بعض خلايا القاعدة المنتشرة حاليا فى جميع أرجاء العالم قد يكون لها رد فعل ولذلك فيتعين علينا توخى أقصى درجات الحيطة والحذر".

وأعرب جوزيف جانينغ، مدير الدراسات بمركز السياسات الأوروبى عن اعتقاده بأن مقتل أسامة بن لادن قد يدعو الى راحة مؤقتة معتقدا أن مقتل زعيم تنظيم القاعدة دليل على أنه لا يمكن لأى إرهابي أن يفلت من يد العدالة مهما كانت قوته.

وأوضح جانينغ وهو الخبير في شؤون الشرق الاوسط أنه ليس من المرجح أن يكون هناك ملاذ آمن للإرهابيين الناشطين المعروفين

بيد أن جانينغ قال أن القضاء على رأس تنظيم القاعدة لا يعنى أن هذا التنظيم سيصاب بالشلل أو العجز. فقد اضطرت القاعدة خلال السنوات الماضية على التخلى عن المركزية بشكل متزايد، وهذا يعني أن تنسيق الأنشطة الإرهابية على نطاق واسع بات قليلا أو غير ظاهريا.

وقد قام بتعيين بعض الرموز الأساسية فى شبكة الإرهاب ونادرا ما قاد هجمات عمليا .

ويعتقد جانينغ أن وفاة الشخصية الرمزية سيثبط همة التنظيم, لكنه فى الوقت ذاته لا يعتقد أن يحدث ذلك مع خلايا التنظيم المترامية فى جزء كبير من العالم الإسلامى.

وأضاف جانينغ أن الخطأ الكبير هو أن نعتقد أنه بوفاة بن لادن ستتلاشى احتمالية حدوث أنشطة إرهابية.

ويعتقد جانينغ أنه هناك جرح غائر يصعب علاجه فى شمال افريقيا والشرق الاوسط ألا وهو أن العدد الكبير والهائل من الشباب يفتقدون تماما المنظور الاقتصادى وأن الشباب الصغار يريدون ببساطة فرص عمل تسمح لهم بالسكن وتكوين أسرة وتحقيق كل ما يريدونه فى الحياة ومن ثم فإن حالة عدم اليقين تجاه المنظور الاقتصادى ستحبط بالتأكيد الكثير من الناس.