خبير: وفاة بن لادن تعين الولايات المتحدة على صرف تركيزها الى مجالات اخرى ذات اهمية استراتيجية

 يعد موت زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن فرصة للولايات المتحدة، القوى العظمى الوحيدة فى العالم، لتصرف تركيزها الى مجالات اخرى ذات اهمية استراتيجية غير مكافحة الارهاب، على ما ذكر خبير بريطانى يوم الثلاثاء.

وقال دانا الين، الزميل البارز بالمعهد الدولى للدراسات الاستراتيجية، وهى مؤسسة بحثية مقرها لندن، قال انه يعتقد ان الولايات المتحدة خاصة وبعض الدول الغربية الاخرى ايضا "قد صرفها تهديد الارهاب عن مشاريعها الكبرى وتحدياتها الهامة".

وصرح لوكالة انباء (شينخوا) فى مقابلة خاصة ان "الولايات المتحدة تكرس الكثير من الوقت والجهد لتهديدات ربما تكون هامشية حقا."

واوضح انه كان ثمة شعور فى ادارة اوباما لدى مجيئها الى السلطة، بأنه حان الوقت لصرف تركيز الولايات المتحدة واهتمامها الى مجالات اخرى، مثل مصالح الولايات المتحدة فى منطقة اسيا-الباسيفيك، مشيرا الى انه كان هناك شعور قوى بأن الولايات المتحدة تسخر الكثير من الوقت والجهد والمال لما لا يعتقد حقا بأنه اهم تهديد استراتيجى.

وقال الين ان الهزيمة الرمزية المتمثلة فى قتل بن لادن تمنح الولايات المتحدة شعورا معنويا و "ربما تمكنها من ان تكون اكثر توازنا بالطريقة التى تنظر بها الى بقية العالم -- واعتقد ان ذلك قد يكون له تأثير ايجابى."

وتابع الين قائلا ان الشعور المعنوى قد يكون هاما للولايات المتحدة لأنها باتت "منقسمة للغاية، ومصدومة جدا" وان قضية الارهاب مثلت جوهر وجيعة السياسة الامريكية، مضيفا، على سبيل المثال، كان ثمة ادعاءات بأن الرئيس الامريكى باراك اوباما لم يولد فى الولايات المتحدة.

وقال ان مقتل بن لاد ن قد يؤدى الى الوحدة فى الولايات المتحدة .

وقال ألين ان التأثير الاعلامى الضخم لهجمات القاعدة الارهابية يوم 11 سبتمبر 2011 اكسبها سمعة بانها تمثل تهديدا كبيرا وقد رسخ بقاء بن لادن على قيد الحياة عشر سنوات بعدها هذه الصورة, مما جعلها تمثل تهديدا على المستوى الاستراتيجى على النقيض من الواقع .

وتابع قوله " واعتقد ان وفاته ستؤدى الى ازالة اللبس حولها ".

كما اعرب الخبير عن رأيه فى تأثير وفاة بن لادن على الوضع فى افغانستان حيث نشأت القاعدة وتطورت هناك .

وقال " من المفهوم ان هذا سيشجع طالبان على ان تكون اكثر استعدادية للتفاوض . كما قد يؤدى الى تبنى الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ودول الناتو الاخرى وجهة نظر اقل طموحا بخصوص ما يحاولون انجازه فى افغانستان".

واضاف الين ان هذا من الممكن ايضا ان يدفع الارهابيين الى شن هجمات انتقامية .

وقال" الدول الغربية تحديدا تحتاج الى ان تكون اكثر يقظة فى الاسابيع والاشهر القادمة, سيكون هناك على الارجح جهودا من قبل عناصر القاعدة والمجموعات الارهابية الاخرى ليقولوا انهم ما ما زالوا هناك , وربما توجد خطط ارهابية موجودة بالفعل ومحل تنفيذ, وقد يتم تسريعها لهذا السبب".

واضاف ان ارهاب القاعدة يعد اخطر تهديد تواجهه الكثير من الدول الغربية ولن يزول هذا التهديد بمقتل بن لادن .

وقال " لن ينتهى هذا بمقتل بن لادن . وما سيحدث هو نضال طويل الاجل ستكون فيه الاستخبارات وعمل الشرطة والعمليات الخاصة اكثر اهمية من استخدام الاسلحة الضخمة.