خبراء: الحزب الشيوعي الصيني لم يتنكر للأخطاء في الكتاب الجديد الصادر حول تاريخه

"أنه عرض شامل وصادق لكل من الانجازات والاخطاء"، كان ذلك هو الانطباع العام السائد بين الخبراء الصينيين حول كتاب تاريخ الحزب الشيوعي الصيني الذي صدر حديثا، والذي ركز على الفترة ما بين عامي 1949-1978.

وبعد اعداد استمر 16 عاما، خرج الكتاب الثاني من سلسلة تاريخ الحزب الشيوعي الصيني من المطبعة فى الحادي عشر من يناير الجاري، بعد عشرين عاما من صدور الكتاب الأول، والذي وثق التاريخ بدءا من ميلاد الحزب عام 1921 حتى تأسيس جمهورية الصين الشعبية عام 1949.

ويوثق الكتاب الجديد لتاريخ الحزب الشيوعي الصيني منذ تأسيس الصين الجديدة إلى عقد الجلسة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الحادية عشرة للحزب عام 1978، والتي تعتبر حدا فاصلا في حملة الاصلاح والانفتاح بالصين.

وقد اثار الكتاب مخاوف خاصة من الجمهور العام فيما بتعلق بالموقف الذى سيتخذه الحزب الشيوعي الصيني في عرض تاريخ تلك الفترة، والتي مرت البلاد خلالها باختبارات قاسية ، من بينها فوضى استمرت عشر سنوات خلال الثورة الثقافية (1966-1976).

وقال فينغ شيان تشي، الخبير في تاريخ الحزب الشيوعي الصيني، في ندوة خصصت اليوم الجمعة لمناقشة الكتاب الجديد، "إن الكتاب الجديد يصور بأمانة اخطاء الحزب، وما أسفرت عنه ، دون تهرب أو عبارات عاطفية ".

وأضاف فينغ، وهو ايضا المدير السابق لمركزالبحوث الادبية التابع للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، أنه "بالنسبة للاخطاء التى وقع فيها الحزب ، قدم الكتاب تحليلا شاملا، بدلا من الأنتقاد العام والتبسيط المخل ".

ومضى يقول أنه "قدم ايضا تقييما صادقا عادلا للشخصيات الهامة في الماضي، من خلال الاشارة إلى اسهاماتهم ، واخطائهم".

وقام مركز البحوث التاريخية التابع للجنة المركزية للحزب بتجميع الكتاب الجديد، الذي يعد هدية بمناسبة الذكرى التسعين لتأسيس الحزب ، والتى توافق يوليو هذا العام ".

وتحت عنوان " فوضى الثورة الثقافية ، وسقوط عصبة لين بياو وجيانغ تشينغ المضادة للثورة"، تم تخصيص فصل كامل، يبلغ خمس، أو ما يزيد على 200 صفحة من اصل 1074 صفحة، هي عدد صفحات الكتاب، لتاريخ الثورة الثقافية.

ويقول الكتاب "إنه طالما نتعلم الدروس الخطيرة من الثورة الثقافية، فإنها يمكن أن تكون تركة روحية قيمة تدفع التاريخ الصيني قدما".

وقال تشيوى تشينغ شان، نائب مدير مركز البحوث التاريخية للحزب باللجنة المركزية للحزب الشيوعي، خلال نفس الندوة، "إن ذلك فقط لأن الحزب الشيوعي الصيني يستخلص الدروس من تجاربه الخاصة، لا سيما من الثورة الثقافية، والتي يمكن أن ينطلق بها الى عهد جديدا من الاصلاح والانفتاح في البلاد".

ويولي الحزب الشيوعى الصينى دائما اهمية كبيرى لتجميع تاريخه.

وعقدت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني مؤتمرها الوطني الأول رفيع المستوى حول العمل المتعلق بتاريخ الحزب العام الماضي.

وأثناء الحدث، قال نائب الرئيس شي جين بينغ، إن تاريخ الحزب "كتاب حي ينبض بالحياة "، ويجب أن يدرس جيدا، وان تستخدم النتائج البحثية له فى " توعية اعضاء ومسؤولى الحزب ، والجماهير ، وخاصة الشباب منهم".

وعند نشر الكتاب يوم (الثلاثاء) الماضي ، صرح مركز البحوث التاريخية، ودائرتا التنظيم والدعاية باللجنة المركزية للحزب، في بيان مشترك، إن هذا الكتاب "عمل موثوق به حول تاريخ الحزب ، يلخص على نحو صحيح التجربة التاريخية للحزب".

ودعوا جميعا اعضاء ومسؤولي الحزب إلى دراسة الكتاب بجدية ، حتى لا يكرروا الاخطاء التي ارتكبت في الماضي.