CRI Online

الأوضاع الحربية الليبية تدخل مرحلة حاسمة ولن تنتهي خلال مدة قصيرة

cri       (GMT+08:00) 2011-07-18 20:05:04

بعد استمرار الاشتباكات في ليبيا لأربعة أشهر منذ شن المقاتلات الفرنسية غارات جوية مستهدفة لمواقع الجيش الحكومي الليبي في الـ19 من مارس الماضي، تجري المعارضة الليبية حاليا هجمات لكتائب معمر القذافي من الاتجاهين الشرقي والغربي حيث دخل القتال مرحلته الحاسمة، ومن ناحية أخرى اعترفت المزيد من الدول بالمجلس الانتقالي الوطني الليبي المعارض كالممثل الشرعي الوحيد لليبيا، غير أن موقف القذافي مازال قويا كعادته حيث أعرب عن عدم نيته لمغادرة ليبيا أبدا. وأشار المحللون إلى أن مواقف الجانبين المتحاربين مختلفة للغاية فلا يستبعد أي منهما عن الفشل والنصر على ميدان القتال، بيد أن المحللين أكدوا في نفس الوقت أن القذافي قد حكم العاصمة طرابلس لعشرات سنين فليس من السهل أن تحقق المعارضة الانتصار في مدة قصيرة.

وبعد أسابيع من القتال العقيم طرأت تغيرات على الاشتباكات الليبية، ومع تكثيف الطائرات الحربية لحلف الناتو توجيه الضربات ضد أهداف القوات الحكومية الليبية جمع مسلحو المعارضة الليبية قوتهم لبدء هجمات على قوات القذافي من الاتجاهين الشرقي والغربية.

ففي المنطقة الشرقية شنت المعارضة الليبية هجمات على المدينة النفطية البريقة من اتجاهات الشمال والشرق والجنوب وأحاطت بالمدينة تقريبا، أما في المنطقة الغربية فقد سيطرت المعارضة على جبل نافوسا والسهل القريب منه والذي يبعد عن العاصمة طرابلس بـ70 كيلومترا.

ولم تتدهور سلطة القذافي إلى وضع سلبي عسكريا فحسب بل تُعزل دبلوماسيا أكثر فأكثر أيضا، إذ أن المزيد من الدول أعلنت مؤخرا الاعتراف بالمجلس الانتقالي الوطني الليبي المعارض كممثل شرعي وحيد لليبيا، وخلال الاجتماع الرابع لمجموعة الاتصال لقضية ليبيا والذي عقد يوم الجمعة الماضي (15 يوليو) بإسطنبول التركية قرر الممثلون من 32 دولة بما فيها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا و7 منظمات دولية الاعتراف بالمعارضة الليبية السلطة الشرعية لليبيا، كما تغير أيضا موقف روسيا التي ظلت تحافظ على الحيادية حيث ذكر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بعد محادثاته مع نظيرته الأمريكية هيلاري كلينتون يوم الأربعاء الماضي أن البلدين يران بالاجماع أن الأزمة ينبغي أن تنتهي بتنحي القذافي، كما تغير موقف بعض الدول الإفريقية أيضا.

لكن موقف القذافي مازال متشددا حيث ألقى كلمة إذاعية بزليتن شرق طرابلس قال فيها إن اعتراف الدول الغربية بما فيها الولايات المتحدة والدول الإقليمية الكبرى بالمعارضة الليبية لن يؤثر على الحكومة الليبية وشعبها وسيكسر الشعب الليبي محاولة تدخل الدول الغربية في الشؤون الداخلية الليبية.

ويرى المحللون أن جميع المسائل تتوقف على النتائج المستقبلية في ميدان القتال، وبالنسبة للقذافي وأهله فلا يوجد لديهم أي مفر من الخروج من الأزمة لأن التنحي يعني نقل مصيرهم إلى أيدي الآخرين لذلك سيبذل القذافي وأهله كلما في وسعهم من أجل البقاء، أما المعارضة التي حصلت على التأييد الواسع من قبل حلف الناتو والمجتمع الدولي فلا تريد تبديد الوضع الجيد في الوقت الراهن، ولكن المحللين يشيرون إلى أن القذافي قد حكم طرابلس لعشرات سنين وتنتشر قوات القذافي النخبة بطرابلس ومحيطها وليس سهلا للمعارضة أن تسيطر على العاصمة لذلك فإن الاشتباكات العسكرية في ليبيا لن تنته خلال أجل قريب.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي