CRI Online

هل ستحدث معركة دموية في طرابلس؟

cri       (GMT+08:00) 2011-08-19 14:38:28
حققت المعارضة الليبية خلال الأيام الأخيرة في ميدان الحرب تقدمات كبيرة متواصلة. حيث لم تسيطر على معظم مدينة الزاوية المؤدية إلى العاصمة طرابلس والتي تقع غربيها بأكثر من 40 كيلومترا فحسب بل سيطرت أيضا على مدينة غريان الواقعة جنوبي طرابلس ب50 كيلومترا. مما قطع خطين رئيسيين لمد طرابلس بالمواد الغذائية والوقود وشكل تطويقا لها. بشأن ذلك ذكر رئيس المعارضة مصطفى عبد الجليل أنه ستحدث معركة دموية في طرابلس بسبب رفض معمر القذافي التنحي عن منصبه. بينما يرى المحللون أن الحل السياسي يبقى أفضل اختيار للجانبين لأنه يجنب سقوط عدد كبير من الأشخاص بين قتيل وجريح. لذلك لا يستبعد إمكانية توصل الجانبين في نهاية الأمر إلى اتفاق.

هذا واشتبكت قوى المعارضة الليبية يوم الخميس ( 18 أغسطس) مع قوات القذافي في مدينة الزاوية. وحسب ما قال ضابط بقوى المعارضة أن المعارضة استولت يوم الأربعاء ( 17 أغسطس) على مصفاة البنزين في هذه المدينة وهى من أحد المصافي الرئيسية لتموين قوات القذافي ومواطني طرابلس بالوقود. كما ذكر أن المعارضة قطعت أنبوب نقل النفط إلى العاصمة طرابلس.

وفي الجبهة الأمامية جنوبي طرابلس استولت قوى المعارضة على مدينة غريان الواقعة جنوبي طرابلس ب50 كيلومترا. الأمر الذي قطع اتصالات طرابلس مع الجنوب. وعلاوة على ذلك سيطرت المعارضة الليبية على مركز المرزوق للاتصالات بمحافظة سبحى الواقعة جنوبي طرابلس ب500 كيلومتر واستولت على مستودعات الأسلحة والذخائر لقوات القذافي.

وفي الجبهة الأمامية بشرق طرابلس تقدمت قوى المعارضة من مدينة مصراته إلى مدينة هيشا التي تبعد عن طرابلس بمائة كيلومتر بالإضافة إلى وصولها إلى بلدية هاشا الواقعة في الطريق بين طرابلس ومدينة سرت حيث طردت قوات القذافي.

وأشارت تطورات الأوضاع في ميدان الحرب إلى أن العاصمة طرابلس قد أصبحت معزولة علما بأنها تطل على البحر شمالا حيث تحاصر قوات حلف الناتو البحر.

وأمام الأوضاع المتزايدة الخطورة أنكرت الحكومة الليبية بأنها تمر بمرحلة أخيرة. حيث ذكر موسى إبراهيم المتحدث باسم الحكومة الليبية على شاشة التلفزيون الوطني الليبي أن وسائل الإعلام قد بالغت في تكبير قوى المعارضة وأن بعض الزعماء الأجانب قد وصفوا منذ الأيام أن فترة بقاء النظام الليبي لن تكون طويلة ولم تبق إلا أسابيع. إلا أن حكومتنا ما زالت باقية. ورغم كلام إبراهيم إلا أن الأوضاع في طرابلس لا تدعو إلى التفاؤل. حيث ترتفع أسعار الوقود والغذاء باستمرار ويحدث انقطاع في امدادات الكهرباء بين حين وآخر فيما بدأ كثير من الأجانب ينسحبون من طرابلس.

وذكر رئيس المجلس الوطني الانتقالي عبد الجليل خلال مقابلة مع وسيلى إعلام عربية أنه قد تحدث معركة دموية في طرابلس معبرا عن أمله في دخول قوى المعارضة إلى طرابلس قبل عيد الفطر في نهاية أغسطس الحالي مؤكدا مرة أخرى رفضه للتفاوض مع حكومة القذافي إذا لم يتنحى القذافي وابنه عن السلطة.

ويرى بعض المحللين أن المعارضة قد تلجأ إلى محاولات أخرى للاستيلاء على طرابلس بدلا من الهجوم عليها لأن الهجوم سيسبب خسائر جسيمة في الأرواح. أما بعض وسائل الإعلام الغربية فترى أنه من المحتمل أن يتخذ القذافي قرارا حاسما بإيقاف المعركة وإجراء التفاوض مع المعارضة للحصول على السلام بشرط السماح له ولأفراد عائلته بعد تنحيه عن السلطة بالخروج إلى دولة تقدر على حمايته وتمنع من تسليمه إلى المحكمة الجنائية الدولية.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي