CRI Online

الولايات المتحدة تعلق آمالا كبيرة على المعارضة الليبية رغم التحديات المستمرة

arabic.news.cn       (GMT+08:00) 2011-08-25 11:02:42

فيما أصحبت أيام حكم العقيد الليبي معمر القذافي لليبيا معدودة تعلق الولايات المتحدة آمالا كبيرة على المعارضة الممثلة في المجلس الوطني الانتقالي لتشكيل حكومة جديدة أو حتى لخلق مستقبل أكثر اشراقا للبلد الواقع شرقي إفريقيا. بيد أن بعض الخبراء حذروا من أن هناك مجموعة من التحديات الكبيرة والشكوك التي تواجه مستقبل البلد الذي تمزقه الحرب.

ومنذ أن اندلعت الاحتجاجات المناهضة لنظام القذافي في ليبيا منذ أوائل العام الجاري ظلت واشنطن تظهر دعما قويا للمعارضة. وعندما وصلت قوات القذافي في مارس الماضي إلى مشارف مدينة بنغازي معقل المعارضة بدأت طائرات حلف الناتو تقصف أهدافا تابعة لكتائب القذافي مما حول دفة الوضع في ليبيا بشكل كبير إلى صالح المعارضة.

وفي 15 يوليو الماضي أثناء اجتماع لمجموعة الاتصال الدولية بشأن ليبيا عقد في مدينة إسطنبول التركية إعترفت الولايات المتحدة ودول أخرى رسميا بالمجلس الوطني الانتقالي كممثل شرعي وحيد للشعب الليبي. 

وبعد ما سيطرت قوات المعارضة على معظم أجزاء العاصمة طرابلس أعرب الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن آماله الكبيرة للمجلس الوطني الانتقالي وطالبه بقيادة البلد إلى عملية انتقالية عن طريق احترام حقوق الشعب الليبي وتجنب وقوع خسائر في صفوف المدنيين وحماية مؤسسات الدولة الليبية واتباع مسار انتقالي إلى الديمقراطية العادلة والشاملة لجميع أطياف الشعب الليبي.

وبالطبع لا يعد دعم واشنطن للمعارضة الليبية مجرد كلام. فقد صرحت وزارة الخارجية الأمريكية يوم الثلاثاء بأن واشنطن تعمل على الإفراج عن أصول ليبية مجمدة تصل قيمتها إلى 1.5 مليار دولار أمريكي لصالح المجلس الوطني الانتقالي .

وفي مؤتمر صحفي دوري قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند إن الولايات المتحدة تأمل أن تكتمل العملية في الأيام المقبلة وأن تذهب تلك الأموال إلى المجلس الوطني الانتقالي لسد الحاجات الانسانية وتشكيل حكومة مستقرة وآمنة.

لكن على الرغم من تفاؤل البعض إزاء مستقبل ليبيا بفضل الدعم الامريكى القوى ومواردها النفطية الوافرة إلا أن بعض الخبراء يعتقد ان الطريق ليس مفروشا بالورود .فقال ديفيد بولوك وهو خبير فى معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى إن أكبر عقبة فى ليبيا تتمثل فى الخلافات داخل المعارضة والمجتمع الليبى .

وقال بولوك فى مقابلة خاصة أجرتها معه وكالة شينخوا إنه من الواضح أن المعارضة ليست موحدة. وإن المجتمع الليبى منقسم الى قبائل وأجناس وفئات مختلفة لذلك سيكون من الصعب تشكيل حكومة موحدة والحفاظ على الاستقرار فى المستقبل. وإن أكبر مثال على الانقسام داخل المعارضة هو اغتيال قائدها العسكرى عبد الفتاح يونس فى 28 يوليو الماضي. وعلى الرغم من أن القاتل ما زال طليقا , إلا أن الكثيرين يعتقدون أن اغتياله كان نوعا من "تصفية الحسابات" داخل المعارضة .

علاوة على ذلك فإن ليبيا لم تكن أبدا دولة مركزية في التاريخ حيث كانت القبائل المختلقة تمثل عناصرها الرئيسية .واذا لم تتوصل القبائل الشرقية والغربية فى ليبيا إلى توافق ستتوسع خلافاتها، الأمر الذى قد يمهد الطريق الى جولة جديدة من الحرب فى السنوات القليلة المقبلة على قول تيد كاربنتر الباحث بمعهد كاتو بواشنطن

كما تساءلت صحيفة ((نيويورك تايمز)) الأمريكية يوم الثلاثاء قائلة هل بإمكان الثوار أن يبنوا حكومة جديدة موحدة ومتصالحة أو أن خلافاتهم الداخلية ستؤدي إلى انقسامات فى ليبيا الجديدة؟

وإلى جانب خلافاتهم الداخلية قد تواجه حكومة ما بعد القذافى تحديات كثيرة من بينها إصلاح البنية التحتية التى دمرت جراء الحرب وسد النقص الكبير فى الخزانة الليبية الخاوية تقريبا.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي