بعد القتال الذي دام أسبوعا تقريبا سيطر الثوار الليبيون بشكل أساسي في ال28 من الشهر الحالي على العاصمة طرابلس وبدأوا يتقدمون نحو مدينة سرت مسقط رأس معمر القذافي من الجهتين الشرقية والغربية. وحسبما ذكرته وسائل إعلام فإن القذافي اقترح مؤخرا التفاوض مع المعارضة الليبية لتسليم سلطته إلا أن المعارضة رفضت اقتراحه قائلة إن اقتراحه يعتبر حلما في النهار.
وذكرت المعارضة الليبية يوم السبت الماضي أن مؤيدي القذافي قد انسحبوا إلى الضاحية الجنوبية من طرابلس التي أصبحت الآن تحت سيطرة المعارضة كما أن مطار طرابلس أصبح تحت السيطرة الكاملة من قبل المعارضة.
ورغم ذلك فإن المواطنين ما زالوا يلتزمون بمنازلهم دون الخروج خوفا من التعرض للإصابة. بسبب الحرب المستمرة منذ عدة أشهر تعاني مدينة طرابلس من نقص اللوازم اليومية ومنها المأكولات والوقود بشكل خطير حيث ارتفعت أسعارها ارتفاعا كبيرا، الأمر الذي أثر بصورة خطيرة على حياة المواطين. وبشأن ذلك قال نائب رئيس لجنة مدينة طرابلس أسامة عبيد يوم الأحد ( 28 أغسطس) إن ما بين 60% و70% من مواطني المدينة تنقصهم المياه. ومن أجل سد حاجات المواطنين من المأكولات والمياه يقوم موظفو منظمة الصحة العالمية في دولة مالطة التي تبعد عن ليبيا ب350 كيلومترا شمالا بإعداد طعام الأطفال ومياه الشرب والأدوية لنقلها إلى طرابلس خلال الأيام المقبلة. إلى جانب ذلك نشرت جامعة الدول العربية يوم الأحد بيانا يدعو الأمم المتحدة وبعض الدول المعنية إلى الإفراج عن الممتلكات والأرصدة المالية الليبية المجمدة لمساعدة الشعب الليبي على إعادة إعمار البلاد.
وبدأت المعارضة الليبية يوم الأحد بالتقدم نحو مدينة سرت مسقط رأس القذافي. وقال قائد للثوار في الجبهة الأمامية بمدينة مصراته إن قوى المعارضة وصل إلى مكان يبعد عن مدينة سرت بأقل من 30 كيلومترا غربا. أما في الجبهة الأمامية الشرقية فقد انتزعت قوى المعارضة بعد السيطرة على بلدة رأس لانوف مساء يوم الجمعة ( 27 أغسطس) بلدة جواد مجددا والتي تبعد عن مدينة سرت بمائة كيلومتر شرقا. وفي السياق ذاته أشارت المعارضة إلى احتمال مقتل خميس وهو أحد أبناء القذافي. حيث قال المتحدث باسم المعارضة أحمد باني في اليوم نفسه بمدينة بنغازي إن المعارضة قطعت الطريق يوم السبت ( 27 أغسطس ) في مدينة تاهونا التي تقع جنوبي طرابلس ب80 كيلومترا لموكب يضم عدة سيارات حديثة من طرازمرسيدس بينز. وبعد اشتباكات عنيفة دمرت المعارضة سيارتين. وقال أحد المعتقلين في الموكب إنه من حراس خميس أصغر أبناء القذافي البالغ عمره 28 سنة والقائد للواء ال32 الذي يعتبر أفضل قوات القذافي.
وذكرت وكالة الأسوشيتدبرس الأمريكية يوم الأحد أن موسى إبراهيم المتحدث باسم القذافي ذكر لوسائل الإعلام أن القذافي ما زال إلى الآن في ليبيا ويقترح إجراء المفاوضات مع المعارضة حول تسليم سلطته وأن إبنه سعد سيحضر نيابة عنه المفاوضات. إلا أن المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي محمود شمام عبر في مؤتمر صحفي عقده في اليوم نفسه في طرابلس عن الرفض قائلا إن اقتراح القذافي هو حلم في النهار وإن موقف المعارضة واضح جدا وهو أنها لم تعد تعترف بحكومة القذافي وتعمل على إلقاء القبض عليه. وأنها على ثقة بأنها ستلقي القبض عليه في وقت قريب. فيما قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إن اقتراح القذافي على التفاوض لا معنى له لأن المجلس الوطني الانتقالي سيطر على الحكم ويجب على القذافي أن يدعو مؤيديه للاستسلام ووقف القتال.
