CRI Online

مقابلة خاصة: سفير سورية لدى الصين: دمشق ترفض أي تدخل خارجي وتؤمن بالحوار ونبذ العنف (النص الكامل)

arabic.news.cn       (GMT+08:00) 2011-09-07 19:58:41
بقلم نبيلة تشانغ

بكين 7 سبتمبر 2011 (شينخوا) أكد الدكتور خلف الجراد، سفير الجمهورية العربية السورية لدى الصين، أن سورية ترفض أي شكل من أشكال التدخل الخارجي وتدعو إلى نبذ العنف وعدم حمل السلاح ، في قناعة منها بأن الحوار البناء والإيجابي وحده الكفيل بالوصول إلى حلول لإخراج البلاد من الوضع الحالي.

جاءت تلك التصريحات في مقابلة خاصة أجرتها وكالة أنباء ((شينخوا)) اليوم (الأربعاء) مع السفير خلف الجراد على ضوء آخر مستجدات الوضع في سورية.

وفيما يلي النص الكامل للمقابلة:

س: يبدو أن سورية تواجه حاليا ضغوطا متصاعدة ليس فقط بسبب الاحتجاجات الداخلية وإنما أيضا نتيجة للاستنكارات والعقوبات الأمريكية والغربية، فكيف تقيم الوضع السائد بالبلاد بشكل عام؟

ج: نعم، تواجه سورية اليوم حملات هائلة ومختلف أشكال الضغوط والاستفزازات، بدءا من التدخل الفظ والعلني في شؤونها الداخلية، ومرورا بدعم الدول الغربية - وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا - للتنظيمات المتطرفة والمجموعات التخريبية، من أجل القتل وسفك الدماء وتدمير المنشآت العامة والخاصة وقطع الطرقات والشروع بخطف الضباط والجنود والعلماء وشخصيات المجتمع المعروفة وإدخال البلاد في الفوضى الشاملة.

وفي هذا التصعيد الخطير، تفقد سورية يوميا عددا من أبنائها، سواء من المدنيين والعسكريين، حيث زاد عدد شهداء الجيش وقوى الأمن والشرطة وحفظ النظام على ستمائة شخص إلى الآن، وأضعاف هذا العدد من الجرحى والمدنيين.

ولابد أن نشير هنا بصفة خاصة إلى الحرب الإعلامية الشرسة والقذرة غير المسبوقة، التي تشنها أجهزة الإعلام الغربية، بالتعاون- للأسف - مع وسائل إعلام عربية معروفة، حيث يتم العمل وبصورة تكاملية بين هذه الفضائيات ووكالات الأنباء والمواقع الالكترونية، على "فبركة" الوقائع بشكل مهول، والتضليل المتعمد للرأي العام العالمي والعربي والإقليمي، لترسيخ صورة كاذبة وزائفة عن ممارسات الجيش السوري وقوى حفظ النظام، وكأنها تشن "حربا" على مواطنيها المسالمين، مقابل الإخفاء المتعمد لما تقوم به الجماعات المتطرفة المسلحة من قتل وتدمير ونهب وحرق وتنكيل بالناس وتمثيل فظيع بجثث الشهداء. إلا أن هذه الفضائيات التحريضية انكشف أمرها وخداعها وزيفها وسقطت نهائيا، ولم يعد عاقل في سورية والوطن العربي يصدقها أو يتابع أكاذيبها.

أما الوضع الحالي في سورية، فإنه يتجه بشكل تصاعدي سريع نحو الهدوء والاستقرار الشامل في البلاد، بعد أن تم دحر معظم المجموعات المسلحة، وإلقاء القبض على أعداد من العصابات الإجرامية، التي عاثت فسادا وتخريبا وتدميرا وقتلا في عدد من المناطق وخاصة الحدودية.

وتشهد المدن والمناطق والبلدات السورية اليوم عودة للحياة الطبيعية في جميع المجالات، وقد أتيحت الفرصة لعدد كبير من مراسلي وكالات الأنباء ووسائل الإعلام العالمية والعربية المتواجدين في سوريا - ومنهم ممثلو وكالتكم المحترمة ((شينخوا)) - للقيام بزيارات ميدانية لأماكن الأحداث، ولاسيما في كل من جسر الشغور وحماة ودير الزور واللاذقية وغيرها، للإطلاع عن كثب على حجم الدمار والتخريب والعنف والترويع الذي قامت به العصابات الإجرامية، قبل دخول الجيش، وإلحاق الهزيمة بتلك المجموعات الخطيرة، بالتعاون الواسع والفعال من المواطنين كافة.

وتواصل القوى الأمنية والعسكرية المختصة مهمتها في ملاحقة فلول التنظيمات المتطرفة، وتلقي القبض يوميا على عشرات منهم، إضافة إلى مصادرة كميات هائلة من الأسلحة التي بحوزتهم أو بطريقها إلى تلك المجموعات قادمة من بعض الدول المجاورة.

ويرفض الشعب السوري بمجمله هذه الأعمال الإجرامية المتطرفة والتخريبية والدموية، مطالبا الجيش وقوى الأمن وحفظ النظام بالمزيد من الملاحقة لهؤلاء القتلة وتقديمهم للعدالة، لينالوا القصاص العادل.

س: ما تأثير العقوبات الأمريكية والغربية على سورية سياسيا واقتصاديا؟ وما هي الإجراءات أو التدابير المحتمل اتخاذها من قبل الحكومة السورية لمواجهة ذلك؟

ج: العقوبات الأمريكية ضد سورية ليست جديدة، فهي مستمرة بدءا من ثمانينيات القرن الماضي، وتصاعدت بشكل كبير بعد عام 2005، وقد اعتاد شعبنا عليها، مع العلم أن تأثيراتها على سورية محدودة بحكم أن العلاقات التجارية والاقتصادية بين سورية والولايات المتحدة ضعيفة للغاية. فسورية محظور عليها منذ سنوات عديدة الحصول على التقنية المتقدمة والتجهيزات الخاصة بالطائرات المدنية، وقائمة طويلة من "الممنوعات" الأمريكية.

ولكن بلادنا تقيم علاقات واسعة مع معظم دول العالم، لذلك فإن القرارات الأمريكية والغربية لا تشكل نهاية المطاف، وهناك خيارات كبيرة أمام سورية. مع التأكيد أن بلادنا مكتفية اقتصاديا وغذائيا وفي مجال الطاقة وغيرها.

س: ما تعليقكم على دعوة عبد الحليم خدام النائب السابق للرئيس السوري إلى تدخل عسكري في سورية على غرار ما حصل في ليبيا؟ وما تأثير ذلك على الوضع داخل سورية؟

ج: المدعو عبد الحليم خدام، فاقد تماما للمصداقية والاحترام والكرامة. فهو قد باع نفسه وسقط في مستنقع الخيانة منذ وضع يده بيد أعداء وطنه. ولم نستغرب أبدا دعوته القوى الاستعمارية وحلف الناتو للتدخل العسكري في سورية. ودون أي مبالغة فإن "هذا الخدام" لا يحظى في سورية كلها بغير الاحتقار والازدراء والتجاهل. وهو مطلوب للعدالة بتهمة التآمر واستجلاب العدوان على بلاده، والانخراط في الخيانة الوطنية العظمى.

س: ما حجم قوة المعارضة داخل وخارج سورية؟ هل هناك إمكانية للوصول إلى حل وسط بينها وبين الحكومة لإنهاء الأزمة التي من الصعب التنبؤ بعواقبها إذا استمرت؟ وما هي الحلول الكفيلة بإخراج سورية من أزمتها الحالية؟

ج: الإمكانية الفعلية والواقعية للتفاهم بين الدولة والمعارضة تتمثل في امتناع الأحزاب والتجمعات والشخصيات المعارضة النهائي والمطلق عن اللجوء إلى العنف أو الدعوة إليه أو التواصل مع التنظيمات والمجموعات المتطرفة والمسلحة أو التعاون مع الدول والجهات الأجنبية العاملة على تفكيك الدولة وتحطيم بنيانها وتدمير بنية المجتمع السوري تحت شعارات "الحرية" و"الديمقراطية" و"العدالة"، و"حقوق الإنسان" .. إلخ.


1 2
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي