طريق التنمية السلمية للصين يحتاج إلى الفهم والتأييد من قبل دول العالم

عقدت يوم الخميس (15 سبتمبر) ببكين ندوة بحضور شخصيات من مختلف الأوساط الصينية لتبادل الآراء حول الكتاب الأبيض ((التنمية السلمية للصين)) الذي أصدرته الحكومة الصينية مؤخرا. حيث أكد المشاركون أن اختيار الصين لطريق التنمية السلمية هو اختيار حكيم واستراتيجي، وأن التنمية الصينية السليمة ليست تحديا للعالم بل فرص له، داعين إلى تأييد دولي للخيار الصيني.

هذا وأصدرت الحكومة الصينية الكتاب الأبيض في السادس من شهر سبتمبر الحالي، لشرح فكرة الصين للتنمية. وأوضح الكتاب الأبيض عملية تثبيت طريق التنمية السليمة في الصين، والأهداف الرئيسية للتنمية السلمية، والسياسات الخارجية لتحقيق التنمية السلمية، مؤكدا أن الصين ستتبع بثبات طريق التنمية السلمية وتسعى للحفاظ على السلام العالمي ودفع تحقيق الازدهار المشترك لمختلف الدول.

وخلال الندوة التي عقدت يوم الـ15، أشار مستشار الدولة داي بينغ قوه إلى أن طريق التنمية السلمية له جذور عميقة في تاريخ وثقافة الصين، وتم تثبيته بناءا على تجارب البلاد في مسيرة التنمية خلال أكثر من ستين سنة بعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية وخاصة بعد تنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح، مؤكدا أن أفعال الصين دائما تطابق وعودها، حيث قال:

"اتباع الصين طريق التنمية السلمية ليس كلاما كاذبا يخدع سائر الدول، بل هو اختيار حكيم مطابق للتيار العالمي قامت به الصين بعد تحليلات دقيقة للأوضاع العالمية، وتود الصين تنفيذه بشكل حقيقي. إن إعلان الصين عن اتباعها طريق التنمية السلمية ليس وعدا شفويا فارغا، بل له أسس سياسية وإستراتيجية راسخة، وتقوم الصين بالأعمال المطابقة لتعهداتها. إن بحوث وممارسة الصين في طريق التنمية السلمية لم تنته بعد، بل ستستمر الدراسة فيه والعمل لتحسينه. إن طريق التنمية السلمية الصينية ليس شأنا يتعلق بالصين وحدها فقط، بل يحتاج إلى الحصول على فهم المجتمع الدولي وتأييده والتعاون معه."

هذا وأوضحت الصين مصالحها الجوهرية في الكتاب الأبيض، مما جذب انتباها واسع النطاق، وفي ذلك قال وزير الخارجية الصيني يانغ جيه تشي إن الحفاظ على المصالح الوطنية وتحقيقها هو من المطالب المعقولة والحقوق الشرعية للدولة، وقد أعرب الكتاب الأبيض عن دعوة الصين لتسوية الخلافات عن طريق سلمي، حيث قال الوزير:

"حدد الكتاب الأبيض مصالح الصين الجوهرية، الأمر الذي أظهر عزم الصين في الحفاظ عليها، كما عبر عن رؤيتنا المهمة وهي احترام حقوق كافة الدول في حماية مصالحها الجوهرية خاصة بالنسبة إلى الدول الصغيرة والضعيفة. نحن نعيش سويا في أرض واحدة، ومن الطبيعي أن تحدث بعض النزعات، وندعو إلى حل الصراعات عن طريق الحوار وبشكل سلمي، وتوسيع المصالح المشتركة."

هذا ومع تسريع الصين خطواتها للتنمية الاقتصادية خلال الأعوام الماضية، ظهرت على المسرح الدولي بعض الشكوك حول نمو الصين، وفي هذا الصدد أكد عميد كلية العلاقات الدولية بجامعة بكين السيد وانغ جي سي أن الكتاب الأبيض يرد على تلك الشكوك بشكل واضح، حيث أعلن أن الصين تعتبر طريق التنمية السليمة كخيار إستراتيجي لتحقيق قضية التحديثات وإثراء المواطن وتقوية الدولة، لكي تقدم أكبر إسهامات للحضارة العالمية.