CRI Online

تعليق: الأزمة السورية تمر بمفترق طرق جديد

arabic.news.cn       (GMT+08:00) 2011-11-21 18:43:01

تصاعدت وتيرة العنف في سورية مؤخرا وتزايدت حدة الأزمة حيث انشقت بعض الوحدات العسكرية وتهرب كميات كبيرة من الأسلحة بطرق غير مشروعة، لتتحول الاحتجاجات السلمية إلى مواجهة عسكرية ويمر الوضع السوري بمتفرق طرق جديد.

من المؤكد أن ما تشهده سورية سيؤثر على الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط تأثيرا كبيرا في حال انزلاقها إلى مواجهة عسكرية مستمرة. ونظرا لأهميتها الجيوسياسية في المنطقة، ذهب معظم التحليلات تقريبا إلى استحالة أن تشهد بلد الشام نفس سيناريو ما حدث في ليبيا. ولكن، اذا لم يتم وضع حد للنزاعات الدموية التى يشهدها البلد بأسرع وقت ممكن، فإنه لا يمكن في هذه الحالة استبعاد خطر وقوع حرب داخلية.

وفي الوقت الراهن، لا تواجه الحكومة السورية تحديات من المعارضة فحسب، بل ضغوطا متزايدة من قبل الغرب أيضا، مما يضع الرئيس السوري بشار الأسد وحكومته امام خيارات صعبة.

وبينما ترغب جامعة الدول العربية في حل الأزمة السورية في إطار المنطقة، قد تزيد ضغوطها على حكومة سورية موقف الأخيرة حرجا. فبالرغم من تباين الآراء داخل الجامعة، إلا أن الأصوات المنادية بتنحي الأسد عن السلطة تتزايد داخلها، وهو أمر ترفضه حكومة سورية بشدة. كما أن سورية تتخوف من أن تجلب اجراءات الجامعة تدخلا غربيا على النحو الليبى.

وتحاول بعض الدول الغربية الدفع فى هذا الاتجاه. وأشارت تقارير إعلامية إلى أن بريطانيا وفرنسا والمانيا وبعض الدول العربية يسعون في الوقت الحالى إلى إقناع الجمعية العامة للامم المتحدة بإقرار قرار خاص بشأن الأزمة السورية.

وينبغى عدم تجاهل حقيقة أن تدخل القوى الخارجية سيزيد الوضع السوري حرجا. لكن الرئيس السوري صرح لصحيفة (( صنداي تايمز)) البريطانية بأن بلاده لن تخضع لأي تدخل خارجي.

وينبغى الإشارة هنا إلى أن الأزمة السورية لا تفتقر إلى الأمل في حلها بالطرق السياسية. فقد قررت جامعة الدول العربية إرسال وفد إلى سورية لتقييم مدى التزام حكومة سورية بقرارات الجامعة. وقال نائب الأمين العام للجامعة العربية السفير أحمد بن حلى إنه اذا دخلت البعثة الى سورية وتأكدت من التزامها بقرارات الجامعة، يمكن لسورية أن تستعيد عضويتها في الجامعة.

إضافة إلى ذلك، ما زالت هناك بعض الدول العربية والأجنبية تؤيد حل قضية سورية عبر الحوار الوطني. كما أن معظم المعارضة السورية ترفض التدخل الخارجي. ومن المؤكد أن العمل في هذا الاتجاه من شأنه أن يضع نهاية للأزمة المستمرة فى البلاد.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي